الاحتجاج على «ڤيديو باسيل» يُشعل شوارع بيروت
عادت إطارات المطاط المشتعلة الى شوارع بيروت مساء امس، وتصاعدت ردات فعل مناصري حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى حد محاصرة المقر المركزي للتيار الوطني الحر في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل، حيث الضاحية الشرقية لبيروت، فرد حراس المقر بإطلاق النار في الهواء، وكان تدخل الجيش وقوى مكافحة الشغب التابعة للأمن الداخلي من العوامل التي حالت دون تجدد الفتنة الأهلية على أرض لبنان.
تحرك «أمل» بدأ على مستوى المناصرين، وعبر إشعال إطارات المطاط في شوارع بيروت، بطريقة متنقلة، وبدأت الانطلاقة من شارع مار الياس، وانتقلت مجموعة المناصرين بأعلامهم وبإطارات المطاط المعدة للتشعيل الى نفق برج ابي حيدر الى تقاطع مارمخايل في الشياح بالضاحية الجنوبية، حيث تقع الكنيسة التي شهدت توقيع «التفاهم» الاستراتيجي الشهير، بين رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في السادس من فبراير 2006، والذي يفترض الاحتفال بذكرى توقيعه الحادي عشر بعد اسبوع.
لكن ما رفع مستوى الخطر انتقال «الأمليين» الى الضاحية الشرقية وإقفال الطرق المحيطة بمقر التيار الوطني الحر بإطارات المطاط المشتعلة، ورشق المركز بالحجارة، كما قال عضو المكتب السياسي للتيار ناجي الحايك، ما حمل حراس المركز على إطلاق النار في الهواء وهو ما برره مسؤول آخر في «التيار» بأن الشبان الذين حاولوا اقتحام المركز كانوا مسلحين بالسكاكين، الأمر الذي نفاه «الأمليون» بشدة.
واقتصرت مطالب الحركيين على وجوب اعتذار الوزير باسيل من الرئيس بري علانية، لا الاكتفاء بالإعراب عن الأسف، الأمر الذي اعتبره هؤلاء غير كاف بالمطلق.
وبين إصرار بري على الاعتذار منه وإصرار باسيل على الاكتفاء بالأسف، غاب الاهتمام الرسمي والإعلامي عن زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي وصل الى بيروت عصرا، واستقبله الرئيس عون في القصر الجمهوري.
في هذه الأثناء كان رئيس الحكومة سعد الحريري يجري اتصالاته لضبط الوضع مؤكدا ان كرامة رئيس الجمهورية وكرامة رئيس مجلس النواب من كرامة جميع اللبنانيين وان الإساءة اليهما بأي عبارة إساءة لنا جميعا، وسلوك مشين ومرفوض ويجب ان يتوقف وناشد كل المعنيين تجاوز هذه العاصفة.
«حزب الله» دخل على الخط وأعلن رفضه القاطع للكلام الذي أساء الى بري شكلا ومضمونا، ومن اي طرف كان، واكد احترامه العالي لمقام رئيس المجلس، وشدد الحزب على ان هذه اللغة لا تبني دولة ولا توفر إصلاحا بل تخرق الصف وتمزق الشمل، ودعا الحزب الى معالجة الوضع القائم بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية.
واللافت انه لم تقع إصابات في مختلف المناطق التي شهدها هذا التحرك.
الشريط المسرّب اجهض محاولات تثبيت هدنة اعلامية لاحت بوادرها بين وسائل اعلام التيار والحركة، وهو سجل خلال تحدث الوزير باسيل في جولة انتخابية داخل كنيسة بلدة محمرش البترونية ومدته 66 ثانية وفيه يقول باسيل: حكموا 25 سنة، وزعوا البلد شقف شقف، وانحكمنا بلا عدالة، لا اقتصاد، ولا ادارة ولا اغتراب، حتى الاغتراب، كما بالأمس، قرر ادخال المغتربين في المشكلة معنا بعد ان قسمهم الى طوائف، وقال لهم بكسر ارجل من يذهب الى (مؤتمر المغتربين)، امنعه من الدخول الى لبنان واهدده في عمله، واقفل المصرف الذي يساهم في تغطية اعمال المؤتمر، هيدا بلطجي، وليس رئيس مجلس نواب، تخيلوا دولة، مجلس نوابها، الذي يُشرّع القوانين ويراقب اعمال الحكومة رئيسه يقول: أنا بسكّر مجلس النواب، ويمنع تصحيح القانون، بدو تكسير راس!
وقد تولت قناة «الجديد» المنقطع حبل الود بينها وبين رئيس المجلس بث هذا الجزء من الشريط، الذي سرعان ما وصل الى مواقع التواصل، فإلى الرئيس نبيه بري الذي اعرب عن استياء بالغ لم تخفف من وطأة ارتداداته مسارعة الوزير باسيل الى الاعراب «عن اسفي لما سُرّب من كلام لي في الاعلام، وقد اتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية، بعيدا عن وسائل الاعلام، لاسيما انه خارج عن ادبياتنا واسلوبنا في الكلام، وهو اتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء، مهما تعرضنا له، فإننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقنا».
في هذه الاثناء، انهالت الاتصالات على الرئيس بري معبرة عن مواقف متشنجة في صفوف المناصرين وصعوبة في ضبطهم على مواقع التواصل، بيد ان الرد الاقسى جاء من وزير المال علي حسن خليل الذي اعتبر ان «الخطوط الحمر سقطت، وانهم يأخذون البلد الى مواجهة لا نريدها، لكننا جاهزون لها أيا كان شكلها».
واضاف: كنا نعتقد ان رئيس الجمهورية في منأى عما يدور، لكن ما جرى يظهر انه طرف.
واتبع خليل تصريحه بتغريدة على تويتر، حيث قال: مع المس بالرئيس بري سقطت كل الحدود التي كان يضعها امامنا لفضح الكل في تاريخهم واجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بحقوق الطوائف، ولنا بعد الآن كلام آخر.
واضاف: اذا كان هناك من يسمع فليسمع، ان صهره المفضل قليل الادب ووضيع، وكلامه ليس تسريبا، بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين، اقزام السياسة الذين يتصورون انه بالتطاول على القادة يحجزون موقعا بينهم.
ووصلت اصداء الشريط الى أبيدجان التي من المقرر ان تستضيف في 2 و3 فبراير المقبل مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يرعاه باسيل وتقاطعه حركة امل برئاسة بري، حيث قرر مناصرو بري من المغتربين هناك مواجهة المؤتمر دفعا باتجاه تأجيله، فاعتصموا داخل السفارة اللبنانية وهتفوا: بالروح بالدم نفديك يا نبيه.