المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

مالطا: تفجير يودي بصحافية «وثائق بنما»

«الأوغاد في كل مكان، الوضع أصبح محبطاً».. هكذا قالت الصحافية الأشهر والأكثر إثارة للجدل في مالطا، دافني كاروانا غاليزيا، في آخر تدوينة لها، قبل نصف ساعة فقط من مقتلها، أمس الاول، بسيارة مفخّخة، قرب بيتها في مدينة موستا، وهي بلدة تقع خارج العاصمة فاليتا.
وقال رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، إن غاليزيا (53 عاما) قتلت إثر انفجار السيارة التي كانت تقودها بعد مغادرتها بيتها في ضواحي العاصمة، مردفا: «أدين بلا تحفّظ هذا العمل البربري على شخص وعلى حرية التعبير في بلادنا. الجميع يعلم أنها كانت منتقدة شرسة لي على المستوى السياسي أو الشخصي كما فعلت مع آخرين أيضا، ولكن ذلك لا يبرر أبدا مثل هذا العمل، ولن أرتاح حتى يتم تطبيق العدالة».
وذكر تلفزيون مالطا أن غاليتزيا قدمت بلاغا للشرطة منذ نحو أسبوعين بشأن تلقيها تهديدات بالقتل، ولكنه لم يكشف مزيدا من التفاصيل.
وقالت ناطقة باسم مكتب رئيس الوزراء إن مالطا طلبت المساعدة الدولية بما في ذلك من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الأميركي للعثور على القاتل.
في غضون ذلك، أشارت تقارير محلية إلى أن أسرة غاليتزيا طلبت تغيير القاضي الذي يحقق في الحادث، لأنه كان محل انتقادات من قبل غاليتزيا.

وحش التدوين
كانت غاليزيا أول من نشر أن وزير السياحة في مالطا، كونراد ميززي، وكبير موظفي مكتب رئيس الوزراء كيث سكيمبري، كانا على صلة بفضائح الفساد التي كشفتها «وثائق بنما». ومن خلال مدونتها، كشفت امتلاك ميززي وسكيمبري شركتين «أوف شور»، ضمن القائمة التي فضحتها «وثائق بنما»، كما كشفت شركة أخرى تمتلكها ميشيل موسكات زوجة رئيس وزراء مالطا.
غاليزيا، التي وصفت بأنها «ويكيليكس المرأة الواحدة»، بدأت حياتها المهنية كاتبة في صحيفة صنداي تايمز في مالطا عام 1987. ثم أصبحت بعد مديرة التحرير في صحيفة مالطا إندبندنت، وواصلت الكتابة حتى بعد الاستقالة من هذا المنصب.
وفي السنوات الأخيرة، حافظت غاليزيا على مدونة الأخبار الخاصة بها، والتي حملت اسم «راننغ كومينتري»، وكانت تجذب نحو 400 ألف قارئ، في حين أن عدد سكان مالطا يقل قليلا عن 450 ألف نسمة.
في العام الماضي، أدرجتها مجلة بوليتيكو الأميركية في قائمة ضمّت الـ28 شخصية الأكثر تأثيرا في أوروبا. ووصفتها بأنها «وحش التدوين» و«ويكيليكس المرأة الواحدة»، مشيرة إلى أنه «لا أحد معفى من استجواب غاليزيا الرقمي، ولغتها دائما حارقة».
وكانت غايزيا تؤكد دائما أنها ليس لها انتماءات سياسية، وتركز فقط على مجموعة واسعة من الأهداف، منها البنوك وتسهيل غسل الأموال وصلتها بشركات صناعة الألعاب على الإنترنت والمافيا وشركات المقامرة، والسياسيون الذين قالت إنهم تلقوا مدفوعات سرّية في مالطا.

تحقيق شامل
إلى ذلك، طالبت منظمات صحافية بإجراء تحقيق شامل حول اغتيال غاليتزيا، ووصفت عملية القتل بأنها «هجوم واضح على حرية الصحافة».
وقال فيليب ليروث رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين إن «اغتيال غاليتزيا أصاب المجتمع الصحافي بصدمة». وأضاف: «نطالب بإجراء تحقيق فوري في حادث مقتلها، حيث إن هذا الاغتيال الوحشي يعد هجوما واضحا على حرية الصحافة».
ومن جانبه، ذكر الاتحاد الأوروبي للصحافيين أنه شعر «بالهلع» جراء حادث القتل. وأضاف رئيس الاتحاد موغنز بليشر بيريغارد أنه «يجب التحقيق بشكل سريع وشامل في عملية القتل وملابساتها».
وكان الاتحاد الأوروبي للصحافيين استنكر في فبراير الماضي تجميد الحسابات المصرفية لغاليتزيا، كما أدان قضايا القذف العديدة التي أقامها مسؤولون حكوميون ضدها.(رويترز، أ ف ب، د ب أ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى