أكراد العراق استفتوا: نعم للدولة المستقلة
اختار أكراد العراق، أمس، الانفصال وإقامة دولة مستقلة عقب تصويت الغالبية بــ «نعم» على الاستفتاء الذي أقيم في إقليم كردستان ومناطق متنازع عليها مع بغداد.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها، أمس، أمام نحو خمسة ملايين ناخب للتصويت في استفتاء انفصال الاقليم الكردي شمالي العراق، عقب دعوة رئيس حكومة الاقليم نيجرفان البرزاني الناخبين إلى المشاركة المسؤولة والهادئة والتصويت بـ«نعم» في الاستفتاء.
وأجاب المشاركون في الاستفتاء بنعم أو لا عن سؤال «هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟».
وكان رئيس الإقليم مسعود البرزاني من أوائل المقترعين في الاستفتاء، حيث أدلى بصوته في أربيل، عاصمة الاقليم، وأبرز مواقع الاقتراع، وكان مبتسما، ويرتدي الزي الكردي.
وذبح المقترعون عجلا امام احد مراكز الاستفتاء الرئيسة وسط اربيل، تعبيرا عن فرحتهم بهذه المناسبة.
وأكد البرزاني سابقا، ان الاستفتاء لن يؤدي الى اعلان استقلال الاقليم بل سيمثّل بداية «لمفاوضات جدية مع بغداد».
وفي السليمانية، ثاني مدن الاقليم، توافد المصوتون الى مركز كانيسكان شرق المدينة. وقال ديار عمر (40 عاما) العامل في القطاع الخاص: «سننال استقلالنا عن طريق صناديق الاقتراع».
وفي مدينة كركوك، أبرز المناطق المتنازع عليها بين الأكراد وحكومة بغداد المركزية، علا التكبير في مساجد المدينة للدعوة إلى التصويت، وكأنه يوم عيد.
وفي خانقين، إحدى المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، توافد المصوتون إلى مركز الاقتراع داخل مدرسة. وكانت أم علي أول من صوت. وقالت: «الاستفتاء سيحدد مصيري ومصير اطفالي».
ورقة ضغط
ووفق معطيات مفوضية الانتخابات في الاقليم، فإن عملية التصويت على الاستفتاء تمت في 1730 مركزا للاقتراع في 6746 محطة انتخابية، ويوجد ما مجموعه 12072 مركز اقتراع في محافظات الإقليم، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، وفي مناطق يتنازع عليها الأكراد والحكومة المركزية العراقية، تشمل محافظة كركوك وأجزاء من محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى.
وذكرت مفوضية الانتخابات في الاقليم أن 400 مراقب دولي وألفَي مراقب محلي و159 وسيلة اعلامية أجنبية و500 محلية، و23 ألفا و564 مراقب من الكيانات السياسية غطوا العملية وراقبوها.
وعقب تصويت الغالبية بـ«نعم»، تخطط حكومة الإقليم لاستخدام هذا التصويت كتفويض شرعي، للضغط من أجل إجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار للوصول إلى الاستقلال.
تهديدات صدّام
في غضون ذلك، أعلن رئيس وزراء الإقليم نيجرفان البرزاني أن «تهديدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ذكّرتنا بصدام حسين».
وخلال مؤتمر صحافي في أربيل، أضاف: «التهديد بفرض عقوبات جماعية بحق الكرد يذكرنا بسياسات النظام العراقي السابق»، في إشارة لنظام الرئيس السابق صدام حسين. وأكمل رئيس حكومة الإقليم: «نتمنى على تركيا ألا تعتبر الاستفتاء تهديدًا لها وأن تتفهم الأسباب التي دفعتنا نحو هذه العملية». مضيفاً: «نحن لا نريد أن نهدد أمن أحد، يجب على الجميع تفهم معاناتنا ومشكلاتنا مع العراق». وتابع: «بدأنا بعلاقات جيدة مع تركيا منذ عام 1991، وتركيا ساعدتنا في الأيام الصعبة ونشكر تركيا دائما على مساعداتها ومساندتها للإقليم وقد أثبتنا لتركيا خلال 25 عاما أننا لم نكن عامل تهديد لأمنها ولأمن أي دولة مجاورة». وأضاف البرزاني: «سرنا نحو هذا الطريق بعد أن يئسنا من بغداد، فقد حاولنا طيلة 13 عاما بكل الطرق للوصول إلى حقوقنا الدستورية مع بغداد لكن مع الأسف لم يتحقق ذلك بل تتجاوز بغداد يوما بعد آخر على حقوقنا». وأشار إلى أن الاستفتاء لا يعني انفصال الإقليم عن العراق بصورة مباشرة بل سيفتح الباب للتفاوض مع بغداد للتوصل إلى تفاهم بشأن هذا الموضوع.
العبادي يتحرك
في المقابل، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأجهزة الأمنية بـ«حماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها» إقليم كردستان العراق.
كما بحث البرلمان العراقي اتخاذ حزمة إجراءات ضد الاقليم بعد الاستفتاء. وألزم العبادي إعادة نشر القوات الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها مع الإقليم الكردي.
وقال عضو التحالف الوطني هلال السهلاني إن «مجلس النواب صادق بالإجماع على قرار يلزم العبادي إعادة نشر القوات الاتحادية العسكرية في جميع المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك».
من ناحيته، شدّد رئيس البرلمان سليم الجبوري أن نتائج الاستفتاء «لن يترتب عليها أي أثر قانوني»، مردفا: «نحن حريصون على بقاء الكرد في وطننا الواحد. النواب الكرد أقسموا على المحافظة على وحدة العراق (..) وحل مشكلاته يكون من خلال الحوار المتواصل بين جميع الأطراف». (أ ف ب، رويترز، د ب أ، الأناضول، السومرية نيوز)
مبادرة علاوي
أعلن نائب رئيس الجمهورية العراقي إياد علاوي، أمس، طرح مبادرة وطنية لمعالجة الازمة الحالية، محذّرا الدول الاقليمية من التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد، قال: «اناشد مسعود البرزاني والقيادة الكردستانية التأكيد على تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة كل أوجه الخلاف، وبما يضمن ويحافظ على الارث المشترك ويعززه». (السومرية. نيوز)
المالكي يطالب بفرض حصار شامل على الإقليم
دعا نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، أمس، حكومة بلاده وحكومات الدول الإقليمية إلى «فرض حصار شامل» على إقليم كردستان شمال العراق، عقب استفتاء الانفصال عن بغداد.
وخلال تجمع مناهض للاستفتاء في بغداد، دعا «الحكومة العراقية إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لإنهاء هذه الممارسات غير القانونية، من خلال إيقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء وفرض مقاطعة شاملة».(الأناضول)
إيران: الاستفتاء خيانة
أعلنت إيران وقف الرحلات الجوية المباشرة من وإلى كردستان.
وقال الميجر جنرال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي إن إيران تعتبر الاستفتاء «خيانة» للأكراد العراقيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه: «إيران قطعت النقل الجوي إلى هذه المنطقة، لكننا نأمل أن تغلق
الدول الأربع المجاورة حدودها البرية… أيضا».
وتدعم طهران جماعات شيعية تسيطر على مواقع أمنية وحكومية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق، وأطاح بصدام حسين في عام 2003. (رويترز)
حظر تجول في كركوك
أعلنت محافظة كركوك حظرا للتجول ليل أمس، في المدينة النفطية العراقية، مع تصاعد التوتر بسبب
استفتاء على الاستقلال تنظمه السلطات الكردية المحلية وترفضه الحكومة المركزية في بغداد.
وأعلنت محافظة كركوك التي يقودها الأكراد شمالي العراق نبأ حظر التجول في بيان.
واعتبر العرب والتركمان قرار حكومة إقليم كردستان بقيادة رئيس الإقليم مسعود البرزاني ضم كركوك إلى الاستفتاء على الاستقلال عن العراق إجراء يهدف لتعزيز سيطرة الأكراد على المدينة المتعددة الأعراق. (رويترز)