8 عقود للحفاظ على المنشآت بـ14 مليون دينار
كشف رئيس مهندسي صيانة المباني في وزارة الأشغال م.محمود كرم أن تحت يد قطاع هندسة الصيانة حاليا 8 عقود خاصة بصيانة المباني الإنشائية والحكومية، قيمتها نحو 14 مليون دينار، بعضها انتهى او شارف على النهاية، وبعضها الآخر لا يزال العمل فيها مستمرا.
وأضاف كرم في لقاء مع القبس: ان الاهتمام بصيانة المباني مرجعه الحفاظ على الوجه الحضاري للدولة، ممثلا في الجهات الخاضعة للصيانة، لا سيما أن بعض المباني تنشأ بمستوى جمالي مرتفع، لكنها تتراجع بمرور الوقت بفعل تقلبات المناخ والعوامل الجوية وتقادم الزمن، مما يحتّم التدخل للحفاظ عليها.
أشار كرم إلى أن القطاع ممثلا في إدارات صيانة المباني المنتشرة في المحافظات، يتعاون مع جهات مختلفة لصيانة المباني التابعة لها، وكان هذا التعاون يشمل حتى سنوات قليلة ماضية جميع وزارات الدولة، لكن مهامه صارت محدودة نتيجة لانشاء بعض الوزارات؛ مثل: التربية والصحة والداخلية إدارات صيانة تابعة لها تصين مبانيها.
وقال ان تكاليف الصيانات توفّرها الجهات المستفيدة، وتقوم بتحويلها الى ميزانية «الأشغال» التي يقع عليها دور تجهيز عقود التنفيذ والإشراف والتسلّم من المقاول بعد انتهاء الأعمال لوجود كادر فني متخصص.
مبان أثرية
وأوضح كرم ان القطاع يتعاون حاليا مع وزارة الأوقاف في مسجد الدولة الكبير، وهو معلم مهم يجب الحفاظ عليه، وقمنا في السابق بإنشاء مصعد خاص بمصلى النساء وعدد من الحمامات، وقمنا كذلك بكثير من الأعمال في نطاق المسجد أثناء العزاء بعد حادث مسجد الإمام الصادق.
وأشار إلى أن عمليات الصيانة تشمل ايضا مباني تابعة لوزارة العدل، سواء مجمعات المحاكم أو النيابات المختلفة التي تتم صيانتها من الخارج، وكذلك داخل المكان نفسه، وفق طلب الجهة في كل حالة.
ولفت كرم إلى وجود تعاون وثيق مع المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب بشأن صيانة المبانى الأثرية، والتي تجاوز عمر بعضها 200 عام، وقال ان القطاع تأتيه طلبات صيانة من المجلس من وقت الى آخر وهي أعمال شديدة الحساسية والصعوبة، نظرا الى طبيعة الأماكن نفسها، فصيانة باب عتيق أمر ليس هينا، ومن هنا تطلب الوزارة متخصصين في هذه الأعمال، من خلال تلك العقود للحفاظ على طبيعة تلك الأماكن، وما تمثله من قيمة تاريخية.
وأوضح أن القطاع أجرى في 2015 صيانة لقصر نايف على مدار 10 أشهر بكلفة قدرها 250 ألف دينار، مشيرا إلى أن الوزارة نظّمت عقب الصيانة معرضا للمهن الكويتية القديمة، وكان أمرا في غاية الأهمية.
أهمّ الانجازات
وذكر أن من بين الأماكن الاثرية الأخرى التي تتم فيها أعمال صيانة حاليا، القصر الأحمر، وبه أعمال صيانة للتكسيات الداخلية والحوائط والأبواب والأسقف، إضافة إلى تزويده بمجسّمات للمحاربين الذين استشهدوا دفاعا عن الكويت في ذلك الوقت، فضلا عن كثير من الأعمال المختلفة التي كان من الضروري خلالها الحفاظ على خصوصية المكان وطابعه التاريخي، وتم الانتهاء من %95 من الأعمال حتى الآن بتكلفة إجمالية 400 ألف دينار.
وأكد كرم أن عملية صيانة مسجد الإمام الصادق عقب تعرّضه للعمل الإرهابي المشؤوم كانت من أهم ما أنجزه القطاع في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن المسجد دخل على خط الصيانة بمكرمة أميرية وبلغ إجمالي تكلفة الأعمال 850 ألف دينار.
وقال ان أعمال الصيانة استمرت من دون توقف على مدار نحو عام بجهود جبارة وتنوعت بين أعمال صيانة شاملة وأخرى جزئية، مثل تبديل الأعمدة والأبواب والقبب المتضررة ومحراب الصلاة والديكور، كما تمت توسعة دورات المياه والديوانية وتزويد المكان بكاميرات مراقبة وغيرها من الأمور، وجميع التكاليف تمت بمكرمة أميرية، وقد تم تسلّم المسجد وتشغيله، وتبقّى نحو شهرين فقط على موعد التسلّم النهائي مع انتهاء فترة الصيانة.
وبخصوص التعاون مع وزارة التعليم العالي، قال كرم انه يتمثل في أعمال صيانة معهد الكويت للموسيقى والفنون المسرحية وقيمة الأعمال الخاصة به تتراوح بين 200 ألف و300 ألف دينار.
«قصر خزعل»
ذكر محمود كرم أن قصر خزعل من بين الأماكن المقرر أن تخضع للصيانة في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن القطاع طُلب منه إجراء بعض أعمال الصيانة الخاصة بالمكان، وهناك نقاش مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بشأن الأمر حاليا.
سوق الأحمدي القديم
قال كرم إن سوق الأحمدى القديم كان من بين الأماكن الأثرية التي تمت صيانتها من قبل قطاع الصيانة الذي يتولى كذلك الإشراف على صيانة مبنيي «الأشغال» و«الكهرباء» في جنوب السرة.