6 ملايين قارئ لموقع «الانتفاضة الإلكترونية»
بعد إلقائه محاضرته في الجامعة الأميركية في الكويت قبل أيام، عن نظام «الفصل العنصري» الإسرائيلي، تلقى تهديداً عبر «الفيسبوك» بأن حياته مهددة، وهذا حال الناشط الأميركي وصاحب موقع «إلكترونيك انتفاضة» من أصل فلسطيني منذ بدأ نشاطه، وهي ليست المرة الأولى، بل سبقها الكثير من التهديدات بسبب عمله الإعلامي والإلكتروني الذي يقوم به منذ 15 عاماً.
علي أبو نعمة، زار الكويت للمرة الأولى بدعوة من الجامعة الأميركية وحركة المقاطعة B.D.S لإسرائيل – فرع الكويت في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي لمكافحة «الأبارتايد».
تحدث عن حركة المقاطعة الصامتة والعلنية التي أثمرت عن توقف أهم أربع شركات دولية عن العمل في «دولة إسرائيل» بسبب دعمها أو علاقتها بالاستيطان، وعن تجربة ترامب في الإدارة الأميركية الجديدة، والحركة المضادة من القضاة والمجتمع المدني تجاه الإجراءات ضد بعض الأقليات والمهاجرين وحول طرحه لمشروع الدولة الواحدة، التي تجمع الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعد إجهاض حل الدولتين، وكذلك دور الجالية الفلسطينية في أميركا، والموقع الإلكتروني الذي يديره وانشأه عام 2001. وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار:
عن البدايات، يقول: مع دخول الإنترنت وبموازاة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وجد أن الإعلام التقليدي الأميركي يقوم بالتضليل وتشويه الحقائق تجاه المشكلة الفلسطينية، ولذلك ارتأى مع مجموعة من الشباب الفلسطيني والذين يعيشون ويدرسون في أميركا أن يؤسسوا «لانتفاضة إلكترونية» وجعلوا اسم الموقع بالأحرف الإنكليزية
The Electronic Intefadah.
هذا الموقع ترك أثراً واضحاً وفي عدة مجالات، وبات مصدر معلومات دقيقاً ومستقلاً للطلبة والإعلاميين والباحثين، والذي ينظر إليه اليوم باعتباره من أقدم المواقع الإعلامية الإلكترونية المتواصلة والمستمرة منذ عام 2001.
الانتفاضة الإلكترونية
حول هذا التأثير الذي أحدثه أجاب: «استطعنا من خلال الموقع وما ينشر فيه من مقالات ومعلومات وحملات أن نجبر شركة أورانج الفرنسية على الانسحاب من إسرائيل، بسبب دعمها الاستيطان هناك. تبع ذلك قيام شباب مصريين بالتحرك وإعلان مقاطعة «موبينيل» التابعة لها على الأراضي المصرية». وأضاف إن إسرائيل تدفع الملايين في أميركا وأوروبا لوقف حملة المقاطعة ضدها، بعد أن آتت ثمارها.
وأوضح السيد علي أبو نعمة، الذي وُلد ودرس وعاش في شيكاغو أن «الانتفاضة الإلكترونية» مؤسسة إعلامية غير ربحية، ومستقلة، تعتمد في تمويلها على التبرّعات التطوعية، وتتمتع بذلك بمستوى عال من المصداقية، لذلك تتوجه نحو فئة الشباب والجامعات والمهتمين بالشأن الفلسطيني. يدير المؤسسة نحو ستة أشخاص ولديهم كتّاب وصحافيون يتعاملون معهم من مختلف أنحاء العالم ومن غزة والضفة وإسرائيل من منطلق مهني بحت، ينشرون مقالات وأبحاثا في الموقع، حيث بلغ عدد زواره نحو 6 ملايين قارئ سنويا ومتابعيه على الفيسبوك حوالي ربع مليون إضافة إلى نحو 100 ألف زائر يوميا.
دولة واحدة لا دولتان
يعتقد أن حل الدولة الواحدة بمنزلة إعادة لتوحيد الأرض والشعب الفلسطيني، وهذا أساس المشكلة وأقرب مثال يستشهد به هو ما حصل في جنوب أفريقيا بعد انتهاء نظام الفصل العنصري والحرب الأهلية الطويلة والمدمرة، «فهذا» يعطينا الأمل بإمكانية نجاح المشروع، فهو – كما يراه – حل ديموقراطي، ينهي الاستيطان ويتعامل مع البشر كمواطنين متساوين، وهو حل كانت القيادة الفلسطينية تعمل من أجله في عقدي الستينات والسبعينات ثم تخلت عنه»، وفي هذا الشأن يقول ان الإدارة الأميركية في عهد ترامب تميل إلى الأخذ بفكرة الدولة اليهودية الواحدة، كما يروج لها اليمين وحكومة نتانياهو، أي ان تقوم على عنصرية يهودية خالصة، ولذلك كان اختيار ديفيد فريدمان سفيراً لأميركا في إسرائيل؛ لكونه من الممولين الشخصيين للاستيطان، ولأنه يرأس مؤسسة أميركية تمول تلك المشاريع بنحو مليوني دولار سنوياً إلى جانب تأييده «ليهودية» إسرائيل.
انسحاب الشركات العالمية
وبشأن تواجده في الكويت، فهو يأتي ضمن حملة مكافحة الفصل العنصري التي تشهدها العديد من عواصم العالم، تحت عنوان الدعوة لانسحاب الشركات الكبرى، كما فعلت G.4.S و«فيوليا» وشركات الأمن من إسرائيل، والتي تجني الأرباح من وراء استثماراتها ومشاريعها في الاستيطان غير الشرعي، إلى جانب حملة المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية، وربما كان انسحاب صناديق التقاعد الأوروبية وايقاف استثماراتها في خمسة بنوك إسرائيلية أخيراً دليلاً على نجاح حملة المقاطعة.
عدم الخوف
أما بالنظر إلى سياسة ترامب تجاه المهاجرين والإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية نحو المسلمين ومواطني عدد من الدول، فيضعها ضمن اطار «عدم الخوف»، مستبعداً ان تكون تكراراً لتجربة بوش بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، فهناك اليوم حركة شعبية واجتماعية ضد تلك السياسات تعبر عن نفسها بعدة أشكال، والأهم ان عدداً كبيراً من القضاة تحدوا تلك الإدارة، وهو ما يعطي مؤشراً بأن التغيير قادم، وهذا ما يراهن عليه يجعل الأجيال القادمة أكثر وعياً وتفهماً لخطورة النظام العنصري في إسرائيل والعمل على الانتهاء منه.
شيكاغو أكبر مركز للجالية الفلسطينية
يتركز نشاط علي أبو نعمة بالدرجة الأولى في ولاية شيكاغو، وهي أكبر مركز للجالية الفلسطينية في أميركا، فيها تقريبا 250 ألف فلسطيني يقيمون ويعملون هناك، لذلك يرى نفسه والموقع الذي يديره جزءا من حركة ناشطين سياسياً واجتماعياً، منتشرين في الكنائس والجامعات في إطار حملة المقاطعة ضد إسرائيل.