21 مغامرا كويتيا بقيادة الحسينان واجهوا عاصفة ثلجية ودببا قطبية في رحلتهم الاستكشافية إلى سفالبارد النرويجية
المصدر: الرأي
في إطار سلسلة رحلاته الاستكشافية الجريئة التي بدأها برحلة إلى القطب الشمالي خلال مارس 2013 وثبت فيها علم الكويت، ورحلة مماثلة إلى القطب الجنوبي (أنتاركتيكا )في ديسمبر من نفس العام وجسد من خلالها صور المحبة والسلام وثبت فيها أيضا علم الكويت، ثم الصعود إلى قمة جبل شمس في سلطنة عمان في مارس 2016 والذي يعتبر أعلى قمة أرض في الخليج العربي بإرتفاع 3000 متر تقريبًا عن سطح البحر ، استكمل المغامر الكويتي عبدالله ناصر الحسينان هوايته برحلة مغامرة جديدة ، قاد فيها فريقا كويتيا مكونا من 21مغامرا ، ورافقه مصورة إلى جانب مرشدة ومرشد نرويجيين ، فيما كانت وجهته إلى سفالبارد النرويجية وهي عبارة عن أرخبيل في المحيط المتجمد الشمالي وجزر تقع شمال قارة أوروبا وفي أقصى شمال العالم.
وفي شرح له حول تفاصيل الرحلة قال الحسينان: إن الهدف من رحلته الجديدة إلى سفالبارد ، لا يختلف كثيرا عن الرحلات السابقة في استكشاف المجهول ، والتعرف على جمال الطبيعة وخلق الله تعالى ،وللمساهمة في تعزيز القدرات البدنية والفكرية والنفسية ، والتدريب على تعزيز قيم الإصرار والتحدي والعزيمة والصبر ، ولتوصيل رسائل سلام واحترام ومحبة من الكويت إلى شتى شعوب العالم ، مضيفا أن الرحلة امتدت إلى 8 أيام و 7 ليال ، وشملت عبور مننطقة محظورة ، واستكشاف الجزيرة القطبية بطبيعتها الصرفة ، وطقسها القاسي.
وأضاف إلى أن فكرة المغامرة الجديدة بدأت من إبريل الماضي ، وفي وجهة جديدة ، وبفريق كويتي بالكامل من الشباب ، ومن الجنسين ، وممن يهوى المغامرة ، ووضعنا في الاعتبار الأول التهيئة النفسية والذهنية والجسدية والتريبات النظرية ، وما يتطلب العمل به بشكل جماعي عند مواجهة التحديات والصعوبات والأحوال الجوية الصعبة والبرد القارس والرياح العاتية.
وحول مشوار الرحلة قال الحسينان: هبطت طائرتنا النفاثة إلى « لونغ يير بين » عاصمة سفالبارد ، مرورا بتلك الجبال المتجمدة الرائعة والخلابة ، وهناك استقبلتنا إحدى المرشدات وبرفقتها مصورة ، لتأخذنا إلى المسكن الذي مكثنا به ما يقارب الليلتين ، تم فيها تجهيز المعدات والزلاجات والخيام والطعام ، وغيرها من الاحتياجات الاستهلاكية ، ومتطلبات أساسيات الحياة في دائرة القطب الشمالي ، عقب ذلك ، توجهان إلى السفينة السياحية المخصصة لمثل هذه المناطق ، والتي بدأت تشق عباب البحر على امتداد ثلاث ساعات حرصنا جميعا على أن نكون متواجدين فيها على السطح بالرغم من البرودة الشديدة ، لمشاهدة المناظر الخلابة ، فيما كانت وجبة الطعام التي تناولناها في السفينة من السلمون الشهي ، إلى أن توقفت السفينة في منطقة جليدية صلبة لنترجل منها ، ومن ثم البحث عن مكان نخيم فيه ، وكانت خطواتنا بطيئة نسبيا لافتقاد الفريق الخبرة الكاملة في مجال التزلج ، وهذا ما دفعنا إلى إحداث تغيير محدود في الخطة الأساسية وأن نخيم في مكان قريب من البحر ، يعرف بمملكة الدببة القطبية، وتمتعنا بمشهادة دبيَن قطبيين على بعد مناسب لم يكن ليشكل خطرا علينا ، وعقب نصب خيامنا الصغيرة ، قمنا بإيقاد الموقد لإذابة الثلج ، ليصبح ماؤنا ، إلى جانب تسخين طعامنا ، ولنملأ قنينة الماء التي أطلقنا عليها لقب” الحنونة ”، لكونها مصدرا لدفئنا على امتداد يوم كامل لا تغييب فيه الشمس ، وكنا نشرب منها الثلج المذاب في اليوم التالي.
وأضاف الحسينان: هكذا كان روتيننا اليومي في مشوار الرحلة ، نتزلج ثم نأخذ قسطا من الراحة ، يسبق ذلك تناول وجبة الإفطار ثم الغداء مع مراعاة حفظ الطعام داخل الملابس التي نرتديها حتى لا يتجمد ، ثم نكمل المشوار بالتزلج إلى نقطة تخييم جديدة، لنتوقف وننصب خيامنا ونعد طعامنا ، بينما تبدأ مناوبات مراقبة الدببة من أعضاء الفريق كل على حده ، فيما فقدنا في يومنا الثالث للرحلة أحدى عضوات الفريق إثر إصابة في الظهر ، واضطرَنا للاتصال بمروحية الطوارئ لنقلها إلى « لونغ يير بين » لعلاجلها. فيما استمرينا في الانتقال من مكان إلى آخر بهدف الوصول إلى قمة «نيوتن»، ، ولكن ومع سرعة الفريق التي تطورت بشكل ملحوظ مع الأيام ، اضطررنا لتغير المسار والتوجه إلى قمة «تورين» ، إلا أن الأحوال الجوية ساءت بشكل كبير، الأمر الذي دفعنا إعداد جدار جليدي لسد الرياح ، وللمحافظة على بقاء الخيام التي اضطررنا للبقاء فيها ومواجهة الأحوال الجوية الصعبة والرياح الشديدة ليوم كامل تقريبا ، وبالرغم من عدم تحسن الجو في اليوم التالي اضررنا ، ومن واقع شغفنا للصعود إلى قمة « تورين » حيث بدأنا بالصعود لمسافة امتدت إلى 900 متر تقريبا فوق سطح البحر ، ولم يتبق لنا سوى 200 متر للوصول إلى القمة ، إلا أن الرؤية أصبحت شبه معدومة بسبب العاصفة الثلجية والتي باتت تشكل خطرا على الفريق ، فاضررنا إلى العودة إلى نقطة الإنطلاق ، فيما كان الجو يزداد سوءا ، الى ان أشرقت الشمس في اليوم التالي ، ووصلت درجة الحرارة إلى 6 درجات تحت الصفر، ليصبح الجو جميلا بالنسبة لنا ، استمعتنا فيه بوجود الشمس ، ولتصبح جاهزيتنا عالية وبمهارات متطورة للفريق ، لنبدأ مشوار العودة إلى السفينة ، في الوقت الذي أبدت فيه المرشدة النرويجية والمصورة وطاقم السفينة عن دهشتهم وإعجابهم بقدرات الفريق وامكاناته ومغامرته الجريئة ، وقد جاء من بلد حارة تصل درجة الحرارة فيها إلى 05 درجة ، وأعربوا عن سعادتهم بمعرفتنا ، واننا كنا خير ممثلي لدولتنا الحبيبة وعن رغبتهم في زيارة دولة الكويت قريبا.
على هامش الرحلة
– ضم الفريق 21 مغامرا كويتيا هم : عبدالله الحسينان – قائد الفريق ، فارس الحسينان ، عبدالله ابو قماشة ، عبدالله الحماد ، عبدالله الأنصاري ، عبير العمر ، العنود الرقم ، أحمد الأنصاري ، سارة القطان ، منال العطار ، يحيى قاسم ، أمينة المطوع ، وقد تم اختياره من خلال مقابلات لتقييم الشخصية المناسبة لهذا النوع من الرحلات التي تتطلب القدرة على التحمل البدني والذهني لأسوأ الظروف ، وإلى التعاون والمرونة والتحمل والاعتماد على النفس ، والتعامل مع المعطيات الخارجة عن الإرادة ، إلى جانب القدرة على التكيف بما هو متاح ومتوفر من موارد و مرافق ، كما روعي في الاختيار التحري عن الخبرات السابقة لكل مغامر في خوض تجارب مشابهة.
– الجديد في هذه الرحلة إنها عززت فهم التعايش في الأجواء القطبية والطرق السليمة المتبعة في هذا النوع من المغامرات القاسية والتي تعتمد على كيفية مواجهة العواصف الثلجية و كيفية الحفاظ على حرارة الجسم في أسوء الظروف وكيفية الحماية من الدببة القطبية والحيونات المفترسة و غيرها من الأساليب العلمية و المغامراتية التي تعلمها من الرحلات السابقة .
– الترتيب لمثل هذه الرحلات يتطلب توفير التأمين الصحي وتأمين للطواريء يشمل ارسال طائرة مروحية الى الموقع عندحالات الضرورة والنقل الى المستشفى ، وقد تعرضت عضوة في الفريق إلى حالة صحية سيئة وآلام في الظهر بسبب الإرهاق الشديد وتم نقلها عن طريق الهيلوكبتر الى أقرب مستشفى ، وقد تشافت تماما ، وأبدت رغبتها بالعودة لاستكمال الرحلة إلا التغيير في الخطة حال دون ذلك .
سفالبارد
تخضع سفالبارد إلى السيادة النرويجية الكاملة وفق معاهدة 1920 وهي منطقة اقتصادية حرة ومنزوعة السلاح.
وكانت تعتبر قاعدة لسفن صيد الحيتان في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويستخدم سكانها عربات الثلوج والطائرات والقوارب للتنقل بين الأماكن.
وتعتبر منطقة تزاوج للعديد من الطيور البحرية، ومن حيواناتها أيضا الدببة القطبية والرنة والثعالب القطبية وبعض الثدييات البحرية.