
في رحلة خاصة، وبالتنسيق بين السفارة اللبنانية والسلطات المختصة بالكويت، غادر 125 لبنانياً ظهر أمس البلاد، عبر طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط اللبنانية.
وأكدت السفارة اللبنانية أن الطائرة ليست رحلة إجلاء، وإنما تمت برغبة من بعض أبناء الجالية اللبنانية ممن كانوا متواجدين في الكويت بتأشيرات تجارية وعائلية وأبدوا رغبتهم بالعودة الى لبنان، حيث تمت الرحلة على نفقة المسافرين الذين أبدوا حبهم للكويت وتعلقهم بها.
«الراي» كانت حاضرة في المطار، وواكبت إجراءات سفر اللبنانيين، وأجرت بعض الحوارات مع المسؤولين وبعض المسافرين، فأكد في البداية مدير الإدارة العامة للطيران المدني يوسف الفوزان أن «مغادرة أول رحلة طيران من مطار الكويت الدولي الى بيروت، جاءت بتوجيهات من مجلس الوزراء بتسهيل وتذليل كافة الصعوبات أمام الأخوة اللبنانيين الراغبين بالعودة الى بلدهم».
وقال الفوزان، في تصريح لـ«الراي» إنه «تم التنسيق بين وزارة الخارجية والسفارة اللبنانية في البلاد، والطيران المدني ووزارة الداخلية، حول تسيير الرحلة لمغادرة أفراد من الجالية اللبنانية التي ترغب بمغادرة الكويت، وهناك طائرات أخرى بالمستقبل سوف تتبعها لدول طلبت نقل رعاياها وسوف يتم درس طلباتهم للسماح لهم بمغادرة البلاد».
وفي جانب المسافرين، أبدى الكثيرون منهم حبهم للكويت وتعلقهم بها، وأنهم يسافرون وقلوبهم باقية في الكويت، حيث قال ماهر سليم إنه يقيم في الكويت من عدة سنوات ويسافر لقضاء إجازته بين أهله وأسرته، وأضاف «نشكر جميع الجهات الحكومية التي سخرت لنا جميع الإمكانيات، وتعاملت معنا السلطات في المطار بشكل حضاري وراقٍ، ونحن نغادر الكويت وقلوبنا معها، ونتمنى أن يحفظ الله الكويت أميراً وحكومةً وشعباً على تعاملهم مع المقيمين، ونشيد بالإجراءات في مطار الكويت الدولي من خلال فحصنا بقياس الحرارة، وتوفير كل مستلزمات التعقيم وتقديم العصائر والمياه وسبل الراحة، وليس أمامنا غير أن نقول كثّر الله خيرك ياكويت».
من جهتها، قالت هدى عبود «أحب أن أحيي الكويت على الاهتمام والرعاية الصحية مع المواطنين والمقيمين، وهي من الدول المتميزة بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا، وسفري لقضاء الإجازة مع أسرتي وليس الهروب من الفيروس، فلن نجد بلداً أكثر أمناً من الكويت في اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات والاهتمام الصحي، فهي أفضل من كل دول العالم، بما فيها لبنان الذي أصبح الوضع فيه سيئاً جدا، ولا نستطيع غير أن نقول ربي يحفظ دول العالم من كل سوء، وتزول الغمة ونرجع نعيش دون مخاوف ومخاطر»، وأشادت عبود بالإجراءات في مطار الكويت الدولي من خلال توفير المعقمات وجهاز فحص الحرارة.
بدورها، قالت رولا إن «الكويت أكثر أمناً عليّ من بيروت من فيروس كورونا، والكويت تعتبر الرقم واحد في التعامل مع المواطنين والمقيمين، وفعلا بلدكم مهذبة جدا جدا، وأنا أعشقها لرقي شعبها وحكومتها وتعاملها معنا وكأننا مواطنون ولسنا مقيمين».
وقال علي عباس إسماعيل «أنا مقيم في الكويت منذ عام 1968، وهي بلدي الأول قبل لبنان، وأعرف الكويت أكثر من بلدي، ولكن اليوم بسبب وضعي الصحي قمت بإلغاء إقامتي في الكويت ودموعي تذرف وأنا أودعها في هذه اللحظة، وأحب اقول للكويت شكرا شكرا شكرا، لأني عشت أجمل أيام عمري فيها، ولي بها ذكريات لا يمكن أن تمحى من الذاكرة فقد عشت ما يقارب 52 عاماً، أي أكثر من نصف قرن».
من جهته، قال جورج «أتيت إلى الكويت بتأشيرة تجارية وانتهت، ومضطر للسفر إلى بيروت بالرغم من ان السلطات الكويتية سمحت لنا بالتمديد، ولكن أنا فضلت الذهاب كون أسرتي موجودة في بيروت والسلطات الكويتية بالمطار تعاملت معنا بكل رقي واحترام».
أما لارا عون، فقالت «أنا مقيمة في الكويت، ولكن ذهابي إلى بيروت لأنني طالبة جامعية، وأتوقع أن تستأنف الدراسة، ولهذا السبب غادرت، ولم أهرب من كورونا، بالعكس لأن هنا أأمن بلد يتعامل مع هذا الفيروس، ويقدم أفضل الخدمات للجميع بلا استثناء، سواء للمواطن أو المقيم، والكويت هي أمي وعشقي الذي لا ينتهي لأنها مسقط رأسي».