
قاعة الشيخ جابر العلي تخضّبت طرباً بـ«ليل البنفسج»!
فقد أحيا الفنان ياس خضر، أول من أمس، ليلة طربية من الوزن الثقيل، ضمن فاعلية «موسيقى الإثنين» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، قدم خلالها باقة من أغانيه الخالدة، التي اشتهرت في الربع الأخير من القرن الماضي، ولاقت نجاحاً واسع النطاق في العراق ودول الخليج، بل امتدت شهرتها إلى أرجاء الوطن العربي كافة.
شهدت الأمسية حضوراً جماهيرياً غفيراً، حيث عجت المدرجات بالمئات من الحاضرين، من مختلف الفئات والأعمار، ممن تسمّروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، مستذكرين سنوات الطفولة والصبا، على وقع الكلمات والألحان العتيقة، التي تجددت بـ«صوت الأرض» كما يحب البعض مناداته بهذ اللقب.
بعد صعود الفرقة الموسيقية خشبة المسرح بقيادة عازف التشيللو طارق كمال، أطلَّ الفنان ياس خضر على جمهوره، لينطلق وابل من التصفيق والهتافات من جانب محبيه.
وبدوره، ردّ خضر التحية بمثلها، وأثنى على جمهوره الكويتي، ليعبّر لهم عن حبه لأرض الكويت، متمنياً أن يقضي معهم أوقاتاً ممتعة، خلال الأمسية التي وصفها بـ«الأصيلة». كما أبدى اعتذاره عن عدم قدرته على الغناء واقفاً، وطلب أن يغني وهو جالس، كونه يعاني من آلام في فقرات الظهر. وهنا صفق له الجمهور بكل حرارة.
استهل خضر وصلته بالأغنية التي حملت عنوان الأمسية «ليل البنفسج»، وهي من كلمات الشاعر مظفر النواب ومن ألحان الموسيقار طالب القرة غولي. فبعد كل مقطع شدا به «صوت الأرض» في هذه الأغنية، كانت تهتز أغضان المشاعر بقوة، وتهبّ عواصف الهتاف من المدرجات.
خضر، وإن كان يشكو من آلام مبرحة في ظهره، إلا أنه بدا حريصاً بعد كل أغنية على النهوض من مقعده ليلوّح بيده إلى الجمهور، ليبادلهم التحية والحب والمشاعر نفسها. ثم قدم أغنية «تايبين»، والتي لاقت قبولاً وتفاعلاً كبيرين من جانب الحاضرين، والأغنية من كلمات داود الغنام ولحن نامق أديب.
كما هتف الجمهور غير ذي مرة، بأسماء الأغاني التي يفضلونها، وكان خضر سخياً في تلبية طلباتهم، حيث قدم لهم موالاً فقط من رائعة «يا حمد» بمشاركة الجمهور. ثم صدح «صوت الأرض» بموال وأغنية «عزاز»، وهي من كلمات زامل سعيد فتاح ولحن طالب القرة غولي، وتعتبر الأغنية من الدرر النفيسة في تاريخ الأغنية العراقية.
يُذكر أن أمسية «ليل البنفسج» هي الأولى للمطرب العراقي القدير ياس خضر في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، إلا أنه سبق وأحيا العديد من الحفلات في الكويت على مدى السنوات الماضية، وكان آخرها في العام 2014، حيث أحيا حفلاً كبيراً على مسرح دار الآثار الإسلامية. كما أحيا في مختلف الدول والعواصم العالمية حفلات ناجحة، بينها بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، والقائمة طويلة.
ياس خضر… في سطور
فنان عراقي من مواليد مدينة النجف في العام 1938، حيث بدأ مشوارة الغنائي في الخامسة والعشرين من عمره بأغنية «الهدل»، والتي كانت ذات اللون الريفي، ومن ثم سطع نجمه على مدار مشوار فني حافل بالفن والمتاعب والنجاحات، تجاوز هذا المشوار ما يقارب الـ56 عاماً من العطاء.
تعاون في مسيرته الفنية مع كوكبة من الملحنين والشعراء، وقد ارتبط اسمه في الأغنية البغدادية الحديثة والتي قد بلغت أوجها في سبعينات القرن الماضي.
ومن ضمن الأسماء التي تعاون معها، مظفر النواب وزامل سعيد فتاح وزهير الدجيلي ونامق أديب وداود الغنام وطالب القرة غولي، وغيرهم الكثير.