وزير خارجية هنغاريا: منحة لـ 20 طالباً كويتياً

شنَّ وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو هجوماً لاذعاً على السياسيين الليبراليين الأوروبيين، متهما إياهم بأنهم كانوا يحلمون بتعيين رئيس لأميركا، متناسين أن الشعب الأميركي هو الذي سيختار رئيسه، وتوجّه إليهم بالقول «صباح الخير».
وفي مقابلة خاصة مع القبس خلال زيارته أمس الكويت، أكد الوزير الهنغاري أن الكويت من أكثر الدول تعاونا مع بلاده في ما يخص المنطقة، مشيرا إلى توقيع ثلاث وثائق، شملت مذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات الثنائية بين وزارتي خارجية البلدين، ومذكرة تفاهم في المجال الرياضي، إضافة إلى برنامج العمل للتعاون التعليمي والعلمي، كاشفا عن أن الحكومة الهنغارية ستقدم منحة لــ 20 طالبا كويتيا، يبدأون الدراسة في سبتمبر المقبل، وأن بلاده على استعداد لزيادة العدد إلى 100.
وبخصوص أزمة اللاجئين والاتهامات التي توجّه لبلاده (المجر) بأنها تتصرّف بشكل غير إنساني تجاههم، شدّد سيارتو على أن هنغاريا لن تسمح بدخول أي مهاجر غير شرعي، مهما كانت الضغوط الأوروبية، مشيرا إلى أن أوروبا تنتهج سياسة عجيبة وغريبة بخصوص المهاجرين، لافتا إلى أن هذه السياسة سمحت بدخول 1.5 مليون شخص إلى أوروبا «لا نعرف عنهم شيئاً، ولم يكن مستوى التهديد في أوروبا مثلما هو حاليا».
وانتقد الوزير الهنغاري السياسة الأوروبية تجاه تركيا، مطالبا بالتوقّف عن توجيه الدروس للأتراك، مؤكدا أن الرئيس أردوغان منتخب من قِبل شعبه، مؤيّدا احترام بلاده لإرادة الناخبين الأتراك في الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية وتحويل النظام في تركيا إلى نظام رئاسي.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
● كيف تقيمون زيارتكم إلى الكويت، وما أبرز المواضيع التي بحثتموها مع القيادة السياسية؟
ــــ نحن ننظر إلى الكويت كأهم طرف متعاون معنا في منطقة الخليج، وهذا الأمر مبني على تاريخ العلاقات المتبادلة، لا سيما خلال حرب الخليج، حيث كانت هنغاريا من أولى الدول التي سارعت إلى مساعدة الكويت من أجل حريتها وتحريرها من الاحتلال العراقي. وواجبنا أن نعزز العلاقات الثنائية، وأنا أزور الكويت من أجل أن ندفع العلاقات الاقتصادية إلى الأمام.
● هل لك أن تطلعنا على تفاصيل مذكرات التفاهم والاتفاقات التي تم توقيعها مع الكويت خلال الزيارة؟
ــــ نحن وقعنا على برنامج العمل للتعاون التعليمي والعلمي، وأهم ميزات هذا البرنامج انه بدءاً من سبتمبر المقبل 20 طالباً كويتياً قد يبدأون الدراسة في الجامعات الهنغارية بموجب منحة من الحكومة الهنغارية، ونحن جاهزون لرفع هذا العدد السنة المقبلة إلى 100، والشيء المشجع لهذا التعاون ان السلطات الكويتية اعتمدت 3 جامعات هنغارية لاستقبال الطلبة الكويتيين.
وتم كذلك توقيع مذكرة تفاهم في المجال الرياضي تنص على تشجيع اللاعبين والمدربين على التعاون أكثر بين الدولتين. ونحن نرحب بزيارات النوادي الكويتية للقيام بمعسكرات تدريبية.
كذلك تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات الثنائية بين وزارتي خارجية البلدين. ونحن نقدر عالياً الدور الذي تلعبه الكويت من أجل الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة.
أزمة اللاجئين
● كثيرون يتهمون الحكومة الهنغارية بأنها تصرفت بشكل غير إنساني تجاه اللاجئين.. حتى ان البعض ذهب للمطالبة بطردكم من الاتحاد الأوروبي، كيف تردون على هذه الاتهامات؟
ــــ الاتحاد الأوروبي يمارس سياسة رهيبة وعجيبة بالنسبة إلى الهجرة. أزمة المهاجرين مهددة لأمن أوروبا، ولم يكن مستوى التهديد في أوروبا مثلما هو حالياً.
الاتحاد الأوروبي سمح بدخول مليون ونصف مليون أجنبي لا نعرف من هم هؤلاء، نعلم ان المهاجرين بحاجة إلى مساعدة، ولكن في المكان الأقرب إلى وطنهم ولا يجوز دفعهم للتوجه نحو أوروبا، بل يجب ان نساعدهم للعودة إلى أوطانهم، موقفنا واضح يجب ان ننقل المساعدة إلى مكان المحتاجين إليها لا أن ننقل المشكلة والتهديد إلى أوروبا. ومهما يكن ضغط الاتحاد الأوروبي هنغاريا لن تسمح بدخول أي مهاجر غير شرعي.
● الحرب السورية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لأزمة اللاجئين كيف يمكن التوصل إلى حل لهذه الأزمة؟
ــــ منذ البداية رأينا أن هناك إمكانية لحل للأزمة السورية إذا ما توصلت روسيا وأميركا إلى اتفاق، ومن غير الممكن حل الأزمة من دون توافق روسي – أميركي. ومن مصلحة الجميع أن تتعاون روسيا وأميركا بشكل أفضل في المستقبل.
روسيا والعقوبات
● دعوتم في أكثر من مناسبة إلى رفع العقوبات الأوروبية عن موسكو.. ألا تعتقدون أن سياسات موسكو في سوريا وشرق أوروبا تمثل تهديدا للاتحاد الأوروبي؟
ــــ نحن ننطلق من مصالح هنغارية، إذا كانت هناك أزمات بين شرق وغرب يكون دائماً تأثيرها على منطقتنا في وسط أوروبا.
ونحن لا نؤيد تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة أو بين روسيا والاتحاد الأوروبي لأننا أصدقاء لموسكو، لكننا نؤيد ذلك انطلاقاً من مصالحنا الأمنية.
ونعتقد أن العلاقات السياسية والاقتصادية والعقوبات ضد موسكو وصلت إلى مأزق. لكن من الواضح أن المناخ السياسي الدولي غير ناضج حاليا لرفع العقوبات وطبعاً نحن لا نريد إضعاف وحدة الاتحاد الأوروبي ولا نستعمل حق النقض.
التصعيد الأوروبي التركي
● كيف تنظرون الى التصعيد الاخير بين بعض الدول الاوروبية وتركيا.. وما هو موقفكم من تركيا؟
ــــ نحن نحترم القرارات السيادية للدول الأخرى، ولا نوافق على وضع علامات استفهام على قرارات مواطني دول أخرى. ولا أعتقد أنها ممارسة سليمة أن نعطي دروساً إلى تركيا من فترة إلى أخرى، السيد رجب طيب أردوغان منتخب من قبل شعبه، وليس هناك أي أحد دفع الشعب التركي ليختار رئيس دولته. بعض الليبراليين الأوروبيين كانوا يعتقدون أنهم سيعينون الرئيس الأميركي، ليتضح لهم لاحقا أن الشعب الأميركي هو من ينتخب رئيسه، ورسالتنا بشكل آخر إلى السياسيين الليبراليين في أوروبا «صباح الخير».
ومن ناحية أخرى وبالعودة إلى الموضوع التركي، الاتحاد الأوروبي اتخذ قراراً بأن يضع مفتاح أمن أوروبا في أيدي السيد أردوغان (إشارة إلى اتفاقية الهجرة) وإذا كانت تركيا تحترم اتفاقية اللاجئين فأمن أوروبا يكون متوافراً وإذا كانت لا تحترم هذه الاتفاقية فهناك مشكلة.
● كيف تنظرون إلى نتائج الاستفتاء الأخير في تركيا؟
ــــ الأتراك شاركوا في الاستفتاء واتخذوا قرارهم، ونحن كدولة خارجية علينا أن نحترم قرار الشعب التركي والطريق الأمثل أن نترك حق اختيار مصير تركيا للأتراك أنفسهم ولا نتحمل المسؤولية عنهم.
عهد ترامب أفضل
● توقعتم أن يكون العالم أفضل في عهد الرئيس دونالد ترامب.. برأيكم هل العالم حاليا أفضل؟
ــــ الناخبون الأميركيون اتخذوا القرار ونحن نحترم قرارهم، لا نخفي سراً على أحد، أننا في هنغاريا كنا نرغب في انتصار السيد ترامب.
ومن الواضح أن بعض السياسيات مازالت تتشكل في واشنطن، ولكن اعتقد أن وجهة نظر الرئيس ترامب حول أزمات العالم أفضل مما كانت عليه مع الإدارة الديموقراطية السابقة.
● كيف تردون على الأصوات الأوروبية التي تقول إن هنغاريا تتحول إلى دولة استبدادية وتتحدث عن القوانين التي أقرت في بلدكم والمتعلقة باحتجاز المهاجرين وإلزام منظمات المجتمع المدني بالتصريح عن مصادر تمويلها؟
ــــ كل المنظمات التي لها دور وتأثير في الحياة العامة يجب أن تكون شفافة في عملها، وأن تعمل تحت سقف القانون فيما يتعلق بشؤونها المالية.
ونحن نؤكد على أن هذه المنظمات لن يختارها أحد لتمثله في أي أمر، بعكس الحكوميين والمجالس التشريعية المنتخبة، وإذا كان تمويل هذه المنظمات من الخارج بالتالي فهي ستمثل مصالح خارجية، وللناس الحق في معرفة ما هي هذه المصالح الخارجية التي تحدد عمل ونشاط هذه المنظمات من حيث تأثيرها في الناخبين.
● هل لك أن تطلعنا على الدور الذي تلعبه هنغاريا في التحالف الدولي ضد الإرهاب ؟
ــــ يتمركز 150 جنديا هنغاريا في العراق وقد خاطبت الحكومة البرلمان للموافقة على رفع هذا العدد إلى 200. ونقوم كذلك بتدريب جنود عراقيين وأردنيين بصورة مستمرة على مكافحة الإرهاب، ونوفر خدمات صحية للجرحى من قوات البشمركة. وفي الوقت نفسه ندعم عودة المسيحيين إلى أماكن سكنهم السابقة، وندعمهم ماليا ليعززوا جمعياتهم المحلية.
توقيع 3 وثائق
استقبل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في قصر بيان أمس وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو والوفد المرافق له، بمناسبة زيارته البلاد.
من جهته، اجتمع الخالد أمس بسيارتو، وبحث الجانبان سبل تعزيز العمل المشترك في مختلف مجالات التعاون الحيوية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
واختتمت المباحثات الرسمية بين الجانبين بالتوقيع على 3 وثائق، شملت مذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين ومذكرة تفاهم في المجال الرياضي، إضافة إلى برنامج العمل للتعاون التعليمي والعلمي للأعوام 2017 و2018 و2019.
وأقام الخالد مأدبة غداء على شرف الوزير الضيف والوفد المرافق له في مقر ديوان وزارة الخارجية. (كونا)