المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

وزير الخارجية النمساوي.. يسير على الماء

نجح سيباستيان كورتز وزير الخارجية النمساوي وزعيم «حزب الشعب» المحافظ، بالفوز بالانتخابات التشريعية، وجعل حزبه يحصد 31.6 في المئة من أصوات الناخبين.
استثمر كورتز مشاعر القلق المنتشرة في النمسا إزاء تدفق المهاجرين، فاستخدم خطابا حازماً تجاه الهجرة، وكان عام 2015 في مقدمة منتقدي السياسة الألمانية إزاء الهجرة، وتعهد بإغلاق طرق الهجرة إلى أوروبا عبر البلقان والبحر المتوسط، وطالب بوضع قيود على المعونات المقدمة للاجئين، فانتقل بحزبه إلى اليمين، الى درجة دفعت حزب الحرية اليميني المتطرف لاتهامه بسرقة برنامجه!
قدم كورتز (31 عاما) لنفسه صورة لامعة كزعيم شاب جريء، فلُقّب بـ «وندروزوزي» (شخص يمكنه السير على الماء)، وفي عام 2013 دخل موسوعة غينيس، بصفته أصغر وزير للخارجية في العالم، ومنع وزير الاقتصاد التركي من دخول النمسا للمشاركة في تجمع مؤيد لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم أعلن أن تركيا «لا مكان لها في الاتحاد الأوروبي».

إلى الصدارة
استطاع كورتز أن يدفع بحزبه إلى صدارة استطلاعات الرأي، عندما أصبح زعيما له في مايو الماضي. ودعا الى انتخابات مبكرة، فاز حزبه فيها، لكن ليس بالغالبية، ما يجعله مضطرا إلى تشكيل ائتلاف حاكم مع «حزب الحرية» اليميني المتطرف، الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات بنسبة 26 في المئة، خلف الحزب الاشتراكي الذي حصل على 26.9 في المئة.
ولد كورتز في فيينا عام 1986، وانضم عام 2003 إلى منظمة شبيبة «حزب الشعب» المعروف بتوجهاته اليمينية، وبقربه من دوائر الأسواق المالية والكنيسة.
وفي عام 2007 أصبح كورتز مديرا عاما للمنظمة في فيينا، ثم تولى إدارة أمانة الشباب في حزبه، واختير رئيسا للحزب في فيينا، وعام 2010 انتخب عضوا في برلمان المدينة، بأكبر عدد من الأصوات المباشرة.
تولّى كورتز حقيبة وزارة الاندماج (2011-2010)، فأطلق حملة باسم «اندماج بالإنجاز»، وتبنى سياسة تشترط تعلّم أبناء المهاجرين اللغة الألمانية، قبل التحاقهم بالمدارس.
وعام 2013، تولى كورتز حقيبة وزارة الخارجية، ثم اتسع الملف الذي تولاه ليشمل الاندماج الاجتماعي. وساهم في المفاوضات لإيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية، مركّزا على الترويج لبلاده كدولة محايدة عسكريا. وفي طلب من الهيئة الدينية الممثلة لمسلمي النمسا، وضع ترجمة موحَّدة للقرآن الكريم باللغة الألمانية.
ويتوقع المراقبون تراجع التوجه الأوروبي للنمسا إذا تحقق التحالف المرجَّح بين «الشعب» و«حزب الحرية» الذي يدعو إلى التقارب مع مجموعة فيسغراد، التي تضم بلدانا لها علاقات شائكة مع الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى