وزير الخارجية اللبناني: الحكومة الجديدة ليست حكومة حزب الله

أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أن الحكومة اللبنانية الجديدة تمثل التوازنات القائمة حاليا بالبلاد، وأعرب عن ثقته في أن لبنان سيكون قادرا على معالجة قضاياه الداخلية رغم اختلاف توجهات بعض القوى النافذة فيه من القضايا الإقليمية. وانتقد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) وصف الحكومة الحالية بأنها حكومة حزب الله، وقال :”حزب الله لم يأخذ أكثر من حصته العادية، والحكومة الجديدة تمثل التوازنات القائمة حاليا بالبلاد، ومنها الأطراف المسيحية … كل طرف أخذ حصته التي تتناسب مع تكوينه الطائفي وحجمه … لقد عادت الأوضاع للتمثيل الصحيح، مع ضرورة التأكيد على أهمية أن يتواصل هذا التحسن أكثر وأكثر بالمستقبل”.وشدد :”لم يعد في لبنان اليوم اصطفافات، انتهت صيغة 8 آذار و14 آذار … ولم يعد أحد في الحكومة الجديدة ينظر من معه الأكثرية ومن معه الثلث الضامن، كل هذا حديث لم يعد له مكان”.
ولم يبد باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر، انزعاجا مما يتردد من أنه نظرا لقربه من الرئيس ميشال عون حزبيا وسياسيا فضلا عن كونه صهره قد صار “رئيس ظل” هذا العهد، وقال مازحا :”لا أغضب ممن يقولون هذا الكلام، ولكني أضحك من طريقة تفكيرهم”.
قال الوزير، الذي شارك أمس الثلاثاء في اجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين في القاهرة، إن الوضع في حلب “خلق تداعيات كبرى”، داعيا الأطراف السورية لضرورة الذهاب لحل سياسي باعتبار هذا هو “السبيل
الوحيد لوقف الحرب، خاصة بعد أن أثبتت معركة حلب خطأ حسابات من راهنوا على الحل العسكري”. وتطرق الوزير للعلاقة التي تربط النزوح والإرهاب بحيث صار يمكن وصفهما بأنهما وجهان لعملة واحدة، وقال :”الإرهاب يسبب النزوح … والنزوح أحد روافد الإرهاب بسبب الفقر والعوز وأوضاع الناس … ولذا أكرر أن الإرهاب والنزوح خطرين حقيقيين يجب إنهاؤهما: الإرهاب بمحاصرته ومحاربته عسكريا
وماليا وفكريا، والنزوح بعودة النازحين لأراضيهم … وأي حل غير ذلك يدمر الناس والأرض”.
وحول كيفية تحقيق التوازن بين سياسة لبنان الخارجية، التي أكد أنها تقوم على البعد عن التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وبين استمرار وجود حزب الله اللبناني كطرف وشريك عسكري فاعل في المعارك بسورية، قال :”نحن قلنا من البداية إن موقف لبنان الرسمي هو عدم التدخل في الشؤون الدول الأخرى وأن في ابتعاده عن هذا كله إبعاد للأزمات عنه، ولكن، ومن منطق آخر، نرى في الوقت نفسه ضرورة انسحاب الجميع من سورية”. وأضاف :”هناك تقريبا 80 دولة بسورية الآن، ولابد أن ينسحب هؤلاء جميعا ويتركوا سورية للسوريين”.
وحول صيغة تحقيق التوازن بين حلفاء كل من السعودية وإيران داخل لبنان رغم ما بين الدولتين من خلافات، قال :”الأمر لا يفرض علينا أية التزامات متناقضة … كما أن سياسة الابتعاد عن التدخل التي ننتهجها كفيلة بمعالجة قضايانا الداخلية بمعزل عن الخارج”.