المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

وبدأت الحرب التجارية.. الذهب يلمع والدولار يتراجع والنفط يترقب

حالة من الارتباك والتغير تسود الأسواق العالمية على كافة مستوياتها بعد تحول حرب الأعصاب التجارية والتصريحات بين أميركا والصين إلى ساحة التنفيذ الفعلي أمس وبدء تطبيق فرض الرسوم على السلع فيما بين الدولتين بشكل متبادل.

فالحرب التجارية قد تقوض من الاستيراد والتصدير ما سيؤثر على حركة التجارة والطلب على الوقود الذي من المتوقع ان ينخفض في ظل رؤية رمادية للنشاط الاقتصادي العالمي ومع انخفاض الطلب قد تتأثر السوق النفطية وتنخفض الأسعار.

وذكرت التقارير المختلفة أن تلك الظروف ستؤثر على الدولار بصفته العملة الدولية الأكثر استخداما في تسوية المبادلات التجارية وكمخزن للقيمة ولكن تلك المرة العملة الأميركية تدخل طرفا في المعادلة لأن الحرب التجارية بشكل مباشر مع أميركا وهو ما يسبب ترددا من المستثمرين في الاحتفاظ بها.

وأخيرا يستفيد الذهب وبشدة من تلك الظروف التي سيلجأ الجميع فيها الى مخزن للقيمة بعيدا عن أطراف المعادلة من عملات ما أثر على الأسعار بشكل فوري لترتفع وتعوض جزءا من خسائرها التي فقدتها اثناء ارتفاع الدولار خلال الفترة الماضية.

الكل خاسر

وانطلقت أمس الحرب التجارية بتفعيل أميركا رسوما جمركية تبلغ 25% على ما قيمته 34 مليار دولار من 818 صنفا من البضائع الصينية وجاء الرد الصيني بعد ساعات من التطبيق بتفعيل فرض رسوم جمركية على 545 صنفا بقيمة واردات تصل إلى 34 مليار دولار ردا على الرسوم الجمركية الأميركية.

كذلك أعلنت روسيا أمس فرض رسوم إضافية على وارداتها من أميركا.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أمس الجمعة إن أحدا لن يحقق مكسبا من وراء حرب تجارية، وذلك بعد ساعات من فرض الولايات المتحدة رسوما على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار ورد بكين بالمثل.

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ربما تستهدف في نهاية المطاف سلعا صينية بقيمة تتجاوز 500 مليار دولار، أو ما يعادل تقريبا القيمة الإجمالية للواردات الأميركية من الصين العام الماضي. كما أعرب ترامب عن استعداده لفرض ضرائب على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الاضافية «اذا زادت الصين تعرفاتها من جديد» ردا على الاجراءات الاميركية.

وقال لي إن أحدا لن يخرج رابحا من حرب تجارية معلقا على ذلك بأن الحرب التجارية «لا تفيد أحدا وستقوض عملية التجارة الحرة المتعددة الأطراف… إذا أصر أحد على شن حرب تجارية فسيؤذي بها نفسه وغيره».

وقالت هيلين لاو المحللة الاقتصادية «إذا تصاعدت الحرب التجارية قد تبيع الصين بعد ذلك أوراقا مالية أميركية وتشتري ذهبا. سيكون هذا حدثا كبيرا».

وسجلت الأسهم الصينية خسائر للأسبوع السابع على التوالي، لتكون تلك أطول موجة تراجع في 6 سنوات، وجاء ذلك على الرغم من ارتفاعها في ختام تعاملات أمس الجمعة.

وأنهى مؤشر «شنغهاي» الربع الثاني بخسائر بنحو 12.7%، أما في النصف الأول من 2018 فهبطت بورصة الصين بنسبة 13.9%.

وعلى صعيد البورصات الأميركية فقد شهدت ارتفاعات في أخر جلساتها قبل تنفيذ القرار الخميس الماضي بصعود جماعي لمؤشرات داو جونز 0.75% وستاندرد أند بورز ب 0.86% ومؤشر ناسداك 1.12%.

قلق عالمي

بات من الواضح ان اللاعبين الكبار في الاقتصاد العالمي بدأوا في التراجع عن تطبيق مبادئ الحرية الاقتصادية حيث أظهر تحليل منظمة التجارة العالمية أن دول مجموعة العشرين فرضت 39 قيدا جديدا على التجارة في الفترة من منتصف أكتوبر الماضي وحتى منتصف مايو 2018، أو ضعفي القيود التي فرضتها في الفترة المماثلة السابقة، مما أثر على التجارة في الحديد والصلب ومنتجات البلاستيك والمركبات.

وقال روبرتو أزيفيدو، المدير العام للمنظمة إن «الزيادة الملحوظة في الإجراءات الجديدة المقيدة للتجارة بين اقتصادات مجموعة العشرين ينبغي أن تكون مدعاة لقلق حقيقي للمجتمع الدولي»، مضيفا أن المزيد من القيود جرى تطبيقها في الأسابيع التي أعقبت انتهاء فترة المراجعة.

وقالت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم في تغريدة على تويتر أمس إنها قلقة من فرض رسوم ورسوم مضادة بين كل من الولايات المتحدة والصين وحذرت من النتائج التي ستترتب على هذا. وغردت مالمستروم قائلة «التطورات المقلقة فيما يتعلق بتصعيد الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين مدمرة للاقتصاد العالمي بوضوح. الحروب التجارية سيئة وليس من السهل الفوز فيها».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى