المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

والعصر …. هل أنت ممن أقسم الله بخسرانك أم أنك مستثنى منه ؟

بقلم / فيصل بن فراج بن زيد آل فراج

هل قرأت سورة العصر وتدبرت معانيها وجلست مفسرًا لآياتها الثلاث ؟ هــل بحثت عن فضــائلها وما تحتــويه من مــنهج بـــالغ الأهمية؟ إنها سورة العصر قال تعالى ” وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3)” صدق الله العظيم ……. سورة أقسم الله عز وجل في مطلعها بالعصر بينت في آياتها المـــــنهج الراسخ والرابح مهما مر الزمان ومهما طال الدهر على الإنسان ، مـــــنهج رسمت هذه السورة الصغيرة في آياتها ، الكبيرة في مقاديرها حدوده ومعالمه ، إنه ذلك الطريق الواحد طريق الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .
تلك السورة التي عندما علم سلفنا الصالح أهميتها البالغة قيل أن الرجلين إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر ســورة العصر ثم يسلم كل منهما على الآخر وقال الشافعي رحمه الله عنها ” لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ” فقد احتوت السورة على بيان عظيم لطرق الحق والصواب التي اختص الله بها المؤمنين متمسكين بها متواصيين بالحق والصبر .
ولقد حسمت هذه السورة في كلماتها الطريق الذي حذر الله عباده أن يسيروا فيه وهو طريق الخســران والنقصــان والهـــلاك وما أكثر هذه الطرق في تلك الآونة التي ضل الكثير منا فيها السعي نحـــــو دينه وربه وسنة نبيه وطريق الحـــق ، فســـرنا في طرق الضياع والهلاك وفقدنا الأهل بقطع الأرحام وفقدنا جمع الأسرة بعزوفنا عن طرق البناء الإسلامي للأسر ورقي التعامل الذي أمرنا ديننا به ، وفقدنا المـــال بإنفاقه على كل محرم الله وحرمنا منه الفقير والمحتاج والمسكين والمريض والأرملة وغيرهم الكثير .
فهل أنت ممن تواصى بالحق ؟ والحق هنا هو الخير في القول والعمل ، الخير في المعاملة مع الناس ، الخير في المحــــافظة على وطنك وبلدك ، الخير في حفظ الناس من كل مكروه وسوء ، الخير في حفظ اللسان ، الخير في بناء الأجيال ، الخير في المحــافظة على كل نعم الله التي منحها لنا ، الخير في تربية الأبناء ، الخير في المحافظة على صلاتك ودينك وطاعتك لربك .
وهل أنت ممن تواصـــى بالصبر ؟ فالصبر هنا الحبس عن اتباع المعاصــي ومنعها عن طريقك حتـــــى لا تقع فيها ، والصبر على الابتلاء في كل أمور حياتك ، والصبر على كل مكروه حتى تتخطاه ، والصبر على مواقف الغضب فلا تغضب ،والصبر عن الاندفاع في إيذاء الناس وإيذاء المساكين والضعاف وإيذاء المؤمنين .
فحراسة الحق في نفسك تتطلب منك ألا تقع في دائرة الخسران والهلاك وهنا سينطبق عليك قسم الله عز وجل في هذه الســــورة فاحذر كل الحذر فالخير بين والشر بين ، الحق واضح والباطل واضح ، الحق ظاهر والخســــران ظاهر وكل ما عليك أن تميز في أي الطرق تسير حتى لا يأتي عليك يوم لا ينفع فيه الندم وليس في طريقه مخرج للرجوع وهنا تكون وقعت في الخسران والنقصان والهلاك
إنها سورة العصر التي أوصتنا بألا نحيد عن طريق واحد هو طريق الإيمان والعمل الصــــالح الذي يبقى أثره على من ســـلكه في الدنيا والآخرة ، إنها السورة التي أمرنا الله عز وجل فيها أن نتحلى بأفضل الصفات الإنســــــانية وهي الصبر ربما سورة قصيرة وصغيرة في آياتها ولكنها عظيمة في فضائلها كافية في مقاديرها لمن تدبرها وعمل بمعانيها وتمسك برسالتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى