المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

واشنطن: «سوتشي» بلا غطاء أممي… مُقامرة روسية

حذرت تركيا، أمس، من أن الهجوم العسكري لقوات النظام على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة سيسبب موجة نزوح جديدة، غداة ربطها ضمناً بين وقف الهجوم وبين مؤتمر سوتشي الذي تنوي روسيا تنظيمه نهاية الشهر الجاري، وتشكك واشنطن بشرعيته إذا لم يحظَ بغطاء من الأمم المتحدة.
وعلى وقع احتدام المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، أعلنت المعارضة السورية أن أكثر من 280 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة في ريفي محافظتي إدلب وحماة.
ودعا رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم، في تصريحات عقب صلاة الجمعة، أمس، إيران وروسيا إلى تحذير النظام السوري من الهجمات على إدلب التي ستؤدي إلى موجة نزوح جديدة، مشيراً إلى أنها سيتؤدي أيضاً إلى تقويض عملية السلام في سورية.
جاء ذلك غداة تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء أول من أمس، ضرورة وقف هجمات النظام السوري على محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق من أجل نجاح مؤتمر سوتشي ومحادثات أستانة.
وقالت مصادر رئاسية تركية ان أردوغان أكد في الاتصال مع بوتين ضرورة وقف النظام السوري هجماته ضد المدنيين لإنجاح محادثات أستانة ومؤتمر الحوار السوري المقرر عقده بمدينة سوتشي بين النظام والمعارضة نهاية الشهر الجاري، في موقف قرأه مراقبون بأنه ربط بين وقف النظام هجومه على إدلب وبين دعم تركيا لمؤتمر سوتشي.
وعلى خلفية هذا الموقف على ما يبدو، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، محادثات عبر الهاتف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في شأن الوضع في إدلب والاستعدادات لمؤتمر سوتشي.
كما اتصل لافروف للغاية نفسها بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على اعتبار أن الدول الثلاث (روسيا وإيران وتركيا) الضامنة لمحادثات أستانة، تتشارك في الإعداد لمؤتمر سوتشي.
وفي موسكو، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسي ماريا زاخاروفا، أمس، إن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين تؤثر سلباً على موقف المعارضة السورية من مؤتمر سوتشي.
وأشارت إلى أن «القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أعلن يوم 11 يناير (اول من امس)، أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سورية عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني».
وأضافت زاخاروفا: «لقد قلنا أكثر من مرة أن عمليات جنيف، وأستانة، ومؤتمر سوتشي مرتبطة ببعضها البعض. وكلها تعتبر عناصر عملية التسوية… والآن أصبح من الواضح، لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عن عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر. ومن الواضح من يقف وراء المعارضة ومن يعرقل (التسوية)».
وجاء موقف الناطقة الروسية غداة إعلان ساترفيلد، ليل أول من أمس، أن الولايات المتحدة لن تعتبر مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي شرعياً، وأن بلاده خفضت مستوى تمثيلها بمحادثات أستانة لأنها «تجاوزت أهدافها».
وقال في جلسة بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس متحفظ بشأن الضمانات الروسية المتعلقة بمؤتمر سوتشي، وأنه من دون تصديق الأمم المتحدة على هذا المسار سيكون الروس فعلياً في طريق خاصة بهم، مضيفاً «إنهم يقامرون في هذا الأمر».
وكرر ساترفيلد الموقف الأميركي بعدم المساهمة في إعادة إعمار سورية في ظل وجود رئيس النظام بشار الأسد على رأس السلطة، رابطاً المساهمة في الإعمار بمسار سياسي يفضي إلى حكومة يختارها السوريون من دون الأسد.
في موازاة ذلك، أعلنت إدارة المهجرين التابعة لحكومة الإنقاذ (المعارضة) شمال سورية أن أكثر من 280 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة في ريفي محافظتي إدلب وحماة.
وأفادت تقارير أن العشرات من مخيمات النازحين في شمال سورية شهدت ظروفاً مناخية قاسية ضاعفت معاناة الأهالي المقيمين في هذه المخيمات، مشيرة إلى أن المخيمات الموجودة على طول الشريط الحدودي مع تركيا في شمال إدلب، شهدت تضرر عشرات الخيام وانخفاض درجات الحرارة في ظل ضعف الإمكانات ونقص المساعدات الإنسانية المقدمة لنحو نصف مليون نازح موجودين فيها.
وكانت وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية والمعنية بشؤون النازحين قد أفادت أن الأسر النازحة اضطرت إلى السير على الأقدام مئات الكيلومترات من منطقة أبو الظهور وما حولها في ريف إدلب وصولاً إلى أعزاز بريف حلب الشمالي.
وأوضحت أن تلك الأسر تعاني من انعدام الخدمات الأساسية، وسط غياب للمنظمات الإنسانية وأجواء مناخية شديدة البرودة.
وفي الميدان، تواصلت المواجهات، أمس، بين قوات المعارضة والنظام في ريفي حماة وإدلب مع تكثيف النظام قصفه الجوي، فيما أكدت المعارضة أنها قتلت وأسرت عشرات من جنود النظام.
وبثت المعارضة المسلحة صوراً ذكرت أنها لسقوط صاروخ مجنح أطلقته بارجة روسية على ريف إدلب، كما بثت صوراً تظهر جانباً من المواجهات وسيطرتها على أسلحة وذخيرة، وأعلنت أنها قتلت العشرات وأسرت نحو ستين من عناصر النظام، وأنها أصابت طائرة ودمرت أربع دبابات وقصفت مطار حماة العسكري.
وكانت فصائل تابعة لـ«الجيش السوري الحر» و«هيئة تحرير الشام» (حبهة النصرة سابقاً) و«الحزب التركستاني الإسلامي» بدأت أول من أمس هجوماً مضادا في ريف إدلب الجنوبي الشرقي حول مطار أبو الظهور العسكري، وفي ريف حماة الشمالي الشرقي، حيث استعادت نحو عشر قرى بريف إدلب وقرى عدة بريف حماة، حسب مصادر معارضة.
في المقابل، ذكر الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» اللبناني أن مليشياته وقوات النظام وحلفاءها تصدوا لهجوم «عنيف» شنته المعارضة، مؤكدا أن هذه القوات استوعبت الهجوم واستعادت السيطرة على بعض المواقع.
كما نفى مصدر عسكري بجيش النظام حديث المعارضة عن الهجوم المضاد واعتبره مجرد «دعاية»، مؤكداً أن معارك شرسة تدور في المنطقة وأن تقدم الجيش لا يزال مستمراً.
وفي ريف دمشق، شن طيران النظام غارات على بلدات الغوطة الشرقية، ما أدى لمقتل خمسة مدنيين في دوما ومسرابا وإصابة آخرين في حرستا وعربين وحزرما ومديرا وحزة وحي جوبر، وعلى إثر ذلك أعلنت الهيئة الشرعية في دمشق وريفها (المعارضة) إلغاء خطبة الجمعة بالغوطة أمس خوفاً على المصلين.

موسكو: دمّرنا مستودع «درونات» في إدلب

موسكو – وكالات – أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في سورية «قضت على مجموعة المسلحين» الذين قصفوا قاعدة حميميم، ليلة رأس السنة في 31 ديسمبر الماضي، و«دمرت مستودعاً للطائرات المسيرة (درون) في محافظة إدلب».
وذكرت الوزارة، في بيان، أمس، أن «قيادة مجموعة القوات الروسية في سورية نفذت عملية خاصة للعثور على مجموعة المسلحين المخربين الذين قاموا، يوم 31 ديسمبر من العام 2017 بقصف حرم قاعدة حميميم الجوية بقذائف هاون»، مشيرة إلى أن «العملية شارك فيها جميع القوات ووسائل الاستطلاع المتعدد المستويات للاستخبارات العسكرية الروسية في سورية».
واضاف البيان انه «في المرحلة النهائية من العملية، قامت مجموعة من القوات الخاصة الروسية بتحديد موقع تمركز التشكيلة التخريبية للمسلحين قرب الحدود الغربية لمحافظة إدلب».
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الروسية أقامت مراقبة مستدامة للموقع بواسطة طائرات مسيرة، ليتم لاحقا اختيار الأسلحة الدقيقة لتدميره، و«بعد وصول الإرهابيين إلى الموقع، الذي كانوا يستعدون فيه لركوب حافلة صغيرة، تم تصفية كل التشكيلة التخريبية بقذائف صاروخية عالية الدقة من طراز (كراسنوبل)».
كما تمكنت الاستخبارات العسكرية الروسية، حسب البيان، من العثور على مكان تركيب طائرات مسيرة ضاربة وتخزينها في محافظة إدلب، والذي دمّر أيضا بواسطة قذائف «كراسنوبل».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى