المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

«هوغو بوس».. حين تسيطر الروح الألمانية على الموضة

حقق المصمم الألماني هوغو بوس عبر علامته التجارية التي تحمل اسمه نجاحا كبيرا، وجعلها، منذ تأسيسها، عنوان الرجولة والاناقة والشباب.
ورغم المنافسة الشديدة، تمكنت هذه العلامة الألمانية، على مر عقود، من اكتساح العالم، من دون أن تتخلى عن خطها الفاخر الذي استقطب العديد من النجوم، بينهم مايكل جاكسون.
ولد هوغو بوس في الثامن من يوليو عام 18855 في منطقة ميتزايغن، لعائلة هو أكبر أطفالها الخمسة، وبدأ حياته كمساعد بائع، وبعد أن أنهى الخدمة العسكرية عام 1908، التحق بشركة الملابس التي تملكها العائلة، وتزوج بكاتارينا فراينسيغر، لكن ما إن اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914، حتى انخرط في الجيش وخدم في رتبة كابورال.
أسس هوغو بوس شركة ملابس خاصة به عام 19233 في منطقة ميتزايغن، وفي العام التالي، وبالشراكة مع شخصين آخرين، افتتح اول مصنع له. تخصص في البداية في إنتاج الصدريات والسترات والملابس الرياضية، علاوة على المعاطف الواقية من المطر، لكن مع حلول عام 1929، وبداية الازمة الاقتصادية، اتجه الى صناعة السترات الجلدية وملابس الصيد والعمل، إلى أن انخرط في صفوف الحزب النازي عام 1931.
وللأهمية الاستراتيجية التي كانت تحظى بها شركات النسيج خلال الحرب العالمية الثانية، بدأت الشركة في صناعة الزي الرسمي للجيش النازي، ولشباب هتلر، والزي الذي كان يرتديه موظفو البريد والسكك الحديدية، والفيرماخت، أي القوات المسلحة الموحدة لألمانيا.
وتبين لاحقا أن هذا التوجه أنقذ الشركة من الإفلاس المحقق، ففي تلك الفترة كانت اليد العاملة تتكون من عمال فرنسيين وبولنديين ومرحَّلين من المحتشدات، الذين تم إجبارهم على العمل قسرا، ولهذا السبب، دفعت شركة هوغو بوس عام 2000 نصف مليون جنيه إسترليني لصندوق تعويض هؤلاء العمال السابقين، الذين أجبروا على العمل لمصلحتها.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، تقاضى هوغو بوس تعويضا بقيمة 800 ألف مارك، وسحبت منه السلطات حقوقه المدنية، لكن بوفاته عام 1948، استلم ابنه أوجين هولي الشركة التي تغيرت توجهاتها بشكل كامل عام 1970، بعد ان انتقلت ملكيتها الى أحفاد هوغو بوس.

سر الأقمشة الإيطالية
اقتحمت «هوغو بوس» عالم الملابس الجاهزة الرجالية واستخدمت الاقمشة الايطالية التي ساهمت في نجاحها بشكل كبير. وفي ظرف قياسي تمكنت الشركة من تجاوز المنافسين لها بفضل بذلاتها غالية الثمن وقصاتها الشبابية.
استهدفت العلامة الكوادر الشابة المملوءة بالطموح، ونجحت في استقطابها، حيث لاقت نجاحا لافتا في السوق الاوروبية، لكن شعبيتها تعزّزت في الولايات المتحدة بفضل المشاهير الذين كانوا يرتدون تصاميمها، وتتصدر صورهم غلاف مجلة فوغ، مثل سيلفستر ستالوني أو مايكل جاسكون.
وتمكنت «هوغو بوس» من تحقيق نجاحات باهرة، حين نوعت منتجاتها واقترحت على الجمهور من الطبقة المتوسطة ملابس أرخص كالتيشرتات.
أدرجت «هوغو بوس» في البورصة عام 19855، وبعد عام واحد فقط اصبحت قيمتها السوقية تزيد على قيمة كل مصنّعي الملابس الجاهزة في ألمانيا، لكن سنوات التسعينات كانت رديف التغيير بالنسبة لهذه العلامة الالمانية، بعد ان تملّك المجمع الياباني ليتون هاوس أسهمها، ثم جاء الايطالي مارزاتو، وأما اليوم فيملك مجمع فالونتينو فاشن 51 في المائة من أسهمها.
أصبح مجمع فالونتينو الشركة الأم لعلامة هوغو بوس، وانتقلت رئاستها إلى بيتر ليتمان، الذي غادر عام 1993، تاركا المنصب لجواشيم فوغ، ثم وينر بالديساريني.
مرت الشركة بمرحلة صعبة جدا في تسعينات القرن الماضي، بسبب الركود الاقتصادي، ما دفعها إلى تنويع تشكيلاتها والتوسع الى آسيا، وبالتحديد في هونغ كونغ وطوكيو وبكين وشانغهاي.
وحققت الشركة بفضل هذه الاستراتيجية نجاحا كبيرا، حيث تمكنت عام 19966 من بيع ثلثي منتجاتها في الخارج وخمسها في الولايات المتحدة، كما افتتحت عام 2004 اكبر متجر لها يتربع على مساحة 1100 متر مربع في جادة الشانزليزيه في باريس، وتم تجديده بالكامل في 2012 ليتم فيه عرض جميع تشكيلات العلامة.

العلامة الأشهر
تعد «هوغو بوس» حاليا واحدة من العلامات الاشهر في العالم في مجال الملابس الرجالية، ووفق الإحصاءات، فإن بزة من أصل كل ست بزات تباع في العالم تحمل علامة بوس، وتمكنت هذه العلامة من فرض نفسها بفضل عاملَين اساسيَين، هما: الرجولة التي تتميز بها التصاميم، والنجاح المهني.
ويسوق المجمع التجاري لبوس اليوم تشكيلات ملابس، منها الخط الكلاسيكي للرجال والنساء، وبوس اورانج للملابس الجاهزة، التي يرتديها النساء والرجال في المدينة، علاوة على بوس غرين، وهو خط ملابس الرياضة الرجالية، وهوغو، وهو خط آخر للملابس الرجالية والنسائية الجاهزة، إضافة إلى بوس لملابس الاطفال، وبوس سيلاكشن، وهي تشكيلة لملابس الرجال الفاخرة.
ويقترح المجمع ايضا أحذية وأكسسوارات وساعات ونظارات شمسية، بالإضافة إلى عطور ومواد تجميل.

طبيعة الهدف
تستهدف «هوغو بوس» المستهلك الرجل الذي يتراوح عمره بين 25 و400 عاما، كما تستهدف ايضا الميسورين ماديا، ممن يرغبون في أن يكونوا انيقين وكلاسيكيين، وفي الوقت ذاته/ تقترح بدلات وقمصانا ومعاطف وملابس بحر وملابس داخلية وأحذية وعطورا واكسسوارات، لان هذه العلامة ترغب في إرضاء الفئة العمرية التي تستهدفها.
بدأت «هوغو بوس» عام 20000 بتنويع زبائنها، حيث أطلقت تشكيلات للنساء اللواتي تتراوح اعمارهن ما بين 25 و35 عاما، ثم اطلقت تشكيلة اخرى خاصة بالاطفال.

الدعاية
ما يميز هوغو بوس أنه بدأ منذ عام 19722 في رعاية كثير من التظاهرات الرياضية في سباقات الفورمولا وان، والغولف، والتنس، للترويج لمنتجاته، وأصبحت هذه العلامة عام 1984 الراعي الرسمي لفورمولا 1 ماكلارين، والكثير من لاعبي الغولف، كما أصبح هوغو بوس منذ 2013 الراعي الرسمي بمنتخب كرة القدم الالماني.
ولـ «هوغو بوس» مجلتها الإلكترونية المرتبطة مباشرة بموقعها التجاري. وفي هذه المجلة تهتم بإطلاع زبائنها على ثلاثة موضوعات، تهمهم جدا، هي الموضة والرياضة والفن، كما يمكن أن نقرأ فيها مقابلات مع لاعبين او تقارير عن معارض فنية، وتملك العلامة أيضا قناة على يوتيوب تغذيها دائما بفيديوهات جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى