المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

هل يمكن للزوجة الاستمرار في الزواج التعيس من أجل الأبناء فقط؟

د. رانية أسعد الصباغ

 

دعيت إلى ندوة تخص “العنف الأسري” وتعرض بعض الزوجات للضرب من قبل أزواجهن مما جعل علاقتهم الزوجية علاقة لا تطاق، ومع ذلك بعض الزوجات مستمرات في تحمل الضرب والإهانات والحياة التعيسة كل ذلك وأكثر من أجل الأبناء. وعدت إلى البيت وأنا مليئة بالغضب والزعل على من يتحمل ذلك العنف اللا مبرر من الأزواج على زوجاتهم، وكذلك أتساءل: كيف تقبل المرأةً هذا الكيان والمليء بالعزة والكرامةً تحمل الك المعاملة السيئة من شريك حياتها، وتخشى إنهاء علاقتها الزوجية بسبب وجود الأطفال، بل تخاف من الآثار المحتملة للطلاق وتسبب أذية لأبنائها.
وقد قررت اليوم أن يكون مقالي عن العنف الأسري، وأقول بكل صراحة:” إن قرار الطلاق خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، هو أحد أصعب الخيارات التي تواجه النساء بصورة عامة. الطلاق ليس أمرًا محببًا أو جميلًا لدى الجميع وهو “أكره الحلال عند الله”، كما أنه يزيد العبء على حياة الزوجين. وكثيرا ما يبرز الطلاق الجانب الأسوأ لدى الناس، وغالبا ما يكون الطلاق مؤديا لمشاعر الأذى والغضب وتفكك الأسرة والنتيجة النهائية خسارة الأبناء لأحد والديهما أو كلاهما.
وأحب أن أؤكد أن أشجع المتزوجين هم من يبذلون ما في وسعهم للعمل على تقبل بعضهم بعضًا وحل جميع مشاكلهم وتحدي أنفسهم للقيام بما هو مطلوب لإصلاح حياتهم الزوجية قبل اختيار الطلاق حلًا أخيرًا، كاللجوء إلى المشورة الزوجية المتخصصة وأخذ برأي الاستشاريين، والأصدقاء، والأحباب، والأقارب. ونذكر، بل نؤكد أن الطلاق ليس حدثا ينتهي في حد ذاته بعد نطق الزوج كلمة “أنت طالق” ولكنه يستمر من خلال تبعاته على مدى سنوات عديدة قادمة. وهناك حقيقة أحب أن أذكر بها الزوجين المطلقين، بأنه غالبا ما يتسرب الطلاق من جيل إلى جيل ويصبح “أبناء المطلقين” أو ” أطفال الطلاق”، كما يطلق عليهم، عرضة للطلاق من الأشخاص المنحدرين من “أسر مستمرة ومتماسكة”. وهناك حقيقة أخرى أنوي إنهاء مقالي هذا بها ألا وهي: بعد حدوث الطلاق يمكن أن يتغير موقف الطفل تجاه أحد الوالدين، وقد يرفض أحدهما ربما الأم أو الأب المتسبب في الطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى