هل هذه ديموقراطية الغرب؟!
هل هذه ديموقراطية الغرب؟!
بقلم: د. محمد العماري
ارهقتنا وسائل الاعلام الغربية بكل مداخلها، المسموعة والمرئية والمقروءة، وهي تزين كذبا للديموقراطية الغربية، وتبرز بعض المشاهد كإسقاط الرئيس نيكسون، على إثر قضية التنصت (ووترجيت)، وكان اسقاط لأغراض اخرى، ومحاكمة الرئيس كلنتون لعلاقة الغرامية باليهودية البولندية لوينسكي .. استعراض شكلي للديموقراطية الغربية ليس له ما صدق على ارض الواقع، بل انه ضحك على الشعوب المسكينة.
اقتحام العسكريين المدججين بالسلاح محكمة سبها، بقصد منع القضاة من قبول طعن احد المتقدمين لانتخابات الرئاسة، اية ديموقراطية هذه وفيها هذا الاسلوب؟ اين بعثة الامم المتحدة في ليبيا؟ اين منظمات حقوق الانسان، غير مقبول ان بلدان العالم لا تدري ماذا يجري في ليبيا، المخابرات الاجنبية تملأ ليبيا؟ تقاريرها تذهب لحكوماتها، اين موقفها؟.
سيف الاسلام القذافي، انطبقت عليه كل شروط دخول الانتخابات الرئاسية، بدليل قبل القضاء الطعن، على الرغم ان الطعن ظالم، سيف الاسلام قاتل قوات الناتو، شأنه شأن الليبيين الذين قاتلوا دفاعا عن بلادهم، معروف في العالم في وقت الحرب، كل افراد الشعب يحمل السلاح ويقال دفاعا عن بلده.
اليوم في ليبيا تكتمل مشاهدة المسرحية الهزلية لديموقراطية الغرب، وداخلها تنفضح ثورات الربيع العربي، التي علقت الناس امالها عليها، الجميل فيها جعلت الناس تعرف الحقيقة وتتحسر على ذلك الزمن الجميل، شخصيات تقود فرقاً تحمل اكياساً بلاستيكية مليانة حزماً من اوراق عشرات الدينارات في مناطق البلاد، ومن لم يقبل الاموال يهدد بفقدانه حياته او ابنائه.
رجال في مؤسسات الدولة يتقدمون بعشرات الملايين، من اموال الشعب الليبي يشترون الليبيين بأموالهم، لكي يرشحونهم عبر الديموقراطية الغربية، من اين اتى رئيس الحكومة بسبعين مليون دينار يضعها لترشحه للانتخابات الرئاسية؟ هل سجل هذا الرقم في وثيقة املاء انموذج الذمة المالية، او تسجيل ممتلكاته قبل تسلمه الرئاسة؟.. آخرون في الجنوب يشترون بطاقات الانتخاب بالاف الدينارات.. من اين اموالهم هذه؟.
بهذا يصدق السيد غريغ بالاست في كتابه ( ديموقراطية تشترى بالمال)، بمعنى الفقراء لا يستطيعون دخول هذه الديموقراطية، لا يمكنهم دخول الانتخابات الرئاسية، الفقراء فقط يستلمون بطاقاتهم ويتم اغرائهم بالشراء او تهديدهم بوضعها في صندوق المرشح صاحب الاموال الكبيرة، صاحب هذه الكلمات لا يطمح ان يدخل سباق الانتخابات الرئاسية، لأنه لا يملك سبعين مليون دينار ولا يستطيع تحويل مليار دينار من بند الضمان لشراء الشباب.
ليبيا اليوم مدانة بـ 375 مليار دينار دين محلي، يعني نحن نسير الى الفقر او الى البنك الدولي ، ليبيا تقاد حالياً لدخول الاقتصاد الحر، يعني سنكون مثل مصر السادات، يعيش صاحب الاموال والشركات ويموت المواطن البسيط، بلاش من هذه الديموقراطية.