هل تحتاج فعلاً إلى هذه الفحوص الطبية؟
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/09/1-289.jpg)
خضعتَ على الأرجح لعدد من الفحوص الطبية (فحوص ضغط الدم والكولسترول، وصورة الثدي، واختبار تنظير القولون).
إلا أن المراكز والعيادات الطبية تروّج غالباً لفحوص واختبارات لم تجرها على الأرجح. وإن كنت تتساءل عما إذا كانت تستحق العناء، يساعدك فريق عمل الخدمات الوقائية الأميركي في معرفة الجواب.
يتألف فريق العمل هذا من مجموعة من الأطباء وعلماء الأوبئة تعينها وتمولها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية. يشمل دورهم تحديد توجيهات للممارسات الطبية المختلفة: توصيات للأطباء بشأن الرعاية بالمرضى الذين يعانون حالات خاصة، علماً بأن منظمات صحية أخرى تعد أيضاً توجيهاتها الخاصة.
ويقول الاختصاصيون في جامعة هارفارد إنهم لاحظوا منذ زمن أن ثمة تفاوتاً كبيراً في طريقة ممارسة الطب بين أجزاء البلد المختلفة. تستند التوجيهات إلى أفضل الأدلة التي تقدمها البحوث والخبرات الشخصية. وتهدف هذه التوجيهات إلى إطلاع الأطباء على الممارسات الأكثر فاعلية.
ولإعداد توجيهات للفحوص الطبية المختلفة، يقيّم الفريق أدلة تحدِّد الفوائد والمخاطر المحتملة لإجراء الفحوص لملايين من الناس لا تظهر عليهم علامات المرض. وخلال هذه العملية، يأخذ في الحسبان نوعية الأدلة. على سبيل المثال، هل تقدِّم الأدلةَ تجاربُ مضبوطة عشوائية (علماً بأنها تُعتبر “المعيار الذهبي”)، تجارب تقوم على المراقبة، أو دراسات حالات؟ يعمد فريق عمل الخدمات الوقائية الأميركي بعد ذلك إلى وضع توجيهات تكشف مَن يجني الفوائد من هذه الفحوص ومَن لا تعود عليه بفائدة تُذكر. ومع ظهور أدلة جديدة، يعيد الفريق تقييم توجيهاته ويصدر مجموعة جديدة منها إذا دعت الحاجة.
فحوص لا يوصى بها
إن كنت لا تعاني أعراضاً قلبية وعائية ولا تواجه مخاطر عالية في هذا المجال، يمكنك على الأرجح أن تتغاضى عن الفحوص التالية:
تخطيط كهربيّة القلب
يكشف أي خلل في نشاط القلب الكهربائي. يوصي فريق عمل الخدمات الوقائية بعدم استخدام هذا الفحص لتوقع احتمال التعرض لنوبة قلبية أو اضطرابات أخرى مرتبطة بالقلب في حالة مَن يُعتبرون أقل عرضة لمرض القلب.
كذلك يؤكد الفريق غياب أية أدلة تُظهر فاعلية الاختبار حتى في حالة مَن يُعتبرون أكثر عرضة لمخاطر مماثلة.
فحص الشريان السباتي
يعتبر كثيرون التصوير بالموجات ما فوق الصوتية، الذي يكشف تضيّق الشرايين السباتية الممتدة في العنق إلى الدماغ، وسيلة فاعلة لتوقّع ارتفاع خطر التعرّض لسكتة دماغية. لكن فريق عمل الخدمات الوقائية يوصي بعدم إجراء هذا الفحص لأن ما من أدلة تُظهر أن تضييق الشرايين السباتية يزيد احتمال الإصابة بسكتة دماغية في حالة مَن لا يعانون أي أعراض. علاوة على ذلك، يقود الفحص إلى إجراءات طبية إضافية، مثل قسطرة الشريان السباتي (إجراء جراحي لتوسيع الشرايين) التي يُحتمل أن تتسبب بمضاعفات خطيرة، وإن كان هذا الاحتمال محدوداً.
فحص أم الدم الأبهرية البطنية
إذا ضعف جدار الشريان الأبهري، يعاني المريض تمدداً أو انتفاخاً قد ينفجر، ما يؤدي إلى نزف مميت. تُعتبر حالة “أم الدم” هذه أكثر شيوعاً بين الرجال المسنين، مقارنة بالنساء، وبين المدخنين مقارنة بغير المدخنين. لكن فريق عمل الخدمات الوقائية لا يوصي بهذا الفحص للنساء غير المدخنات، ويؤكد أن ما من أدلة تدعم التوصية به للمسنات اللواتي يدخن راهناً أو كن مدخنات سابقاً.
فحوص مشكوك فيها
لم ينشر فريق عمل الخدمات الوقائية الأميركي توجيهات بشأن الفحصين التاليين، إلا أن ما من منظمة متخصصة تؤيد إجراءهما للنساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة:
التصوير المقطعي لكامل الجسم
تروّج مراكز تصوير كثيرة للتصوير المقطعي المحوسب لكامل الجسم بغية التحقق من الأورام، وأم الدم، وترقق العظم، والفتق، وحصى الكلى، وحصى المرارة. لكن عملية التصوير هذه لم تخضع لدراسة دقيقة في هذا المجال.
كذلك يحذر المركز الوطني للسرطان في الولايات المتحدة من أن غالبية النتائج غير الطبيعية التي يؤدي إليها الفحص لا تشير إلى مشاكل صحية خطيرة، إلا أنها تؤدي إلى خزعات وفحوص متابعة أخرى قد تكون مكلفة، ومزعجة، ولا طائل فيها.
علاوة على ذلك، يعرّض التصوير المقطعي الشامل الجسم لكمية من الأشعة تفوق بأربعة أضعاف الجرعة السنوية من الأشعة الطبيعية.
فحص الكالسيوم بالشريان التاجي
يمكن للتصوير المقطعي للشرايين التاجية أن يكشف عن ترسب الكالسيوم فيها، ما يشير إلى تنامي خطر التعرض لنوبة قلبية.
تُستخدم نتائج هذا التصوير لاحتساب معدل الكالسيوم في الشريان التاجي.
يعمل فريق عمل الخدمات الوقائية راهناً على تقييم هذا الفحص.
في هذه الأثناء، إذا لم ينصحك طبيبك بإجرائه، فما من مبرر للخضوع له من تلقاء نفسك.