المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

هذا رائي: خذوا الحيطة والحذر من أقرب أقاربكم

كتبت / د. رانية أسعد الصباغ

 

من أسوأ المواقف في الحياة، أن تلقي بثقتك كلها في إنسان ما، ولا تحتفظ لنفسك بقليل من الحيطة والحذر والاحتياط، ولا تتوقع غدر الأيام وتقلب الأحوال ونزع الشيطان وتغير النفوس، ونذالة الناس (رجال ونساء). الإسراف في حسن النية حماقة، والإسراف في ثقتك في أهلك عبط. وتأكد أن التفاني في الإخلاص جهل، طالما أن ضوابط التعامل خرجت عن إطار خلق الإسلام وسلوكيات الفطرة النقية، إذن عليك أن تأخذ بكل أسباب الحذر والاحتياط وتفترض والنذالة من أي شخص كان ما كان قريب منك أو بعيد عنك.

فتش في تعاملاتك ومعارفك وأهلك وأقاربك، واستعرض سلوكياتهم ومعاملاتهم، واسترجع أفكارهم وأفعالهم، وأقوالهم، وتذكر كم مرة انكسر خاطرك من حبيب أو صديق وقريب، وكم مرة خذلوك أهلك وأقاربك، وخلقوا لك بدل المشكلة عدة مشاكل.

لماذا نكتشف أن كثيرا ممن حولنا أصبحوا كالذئاب والأفاعي يحاولون الانقضاض علينا، في كلامهم وسمومهم؟ لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟

مع الأسف تبددت فينا كل معان النبل والأخلاق والوفاء والحب الصادق، مهما كان ثمنه، لماذا أصبحت التضحية بالحبيب والقريب والصديق هي أول الخيارات وأسهلها دون أي مبالاة ولا اهتمام!!!؟ تلك النظرة التشاؤمية السوداء ليست سوى نظرية جديدة على واقع طاهر نقي، وأصبحت تشخيص صادق لتجارب حياتية نعيشها في وضع مذلة.

فتش في تعاملاتك وذكرياتك ومعارفك واستعرض حياتك مع أهلك وأقاربك وستجد أن الذي بينك وبينهم مصالح مادية خاصة حين تحاول أن تسترجع حقوقك تجدهم أخطر من الأعداء وعلى استعداد أن يحاربوك، بل أن ينفوا تاريخك ويتنكروا لقرابتك وكأنك لم تعد منهم.

كم مرة اكتشفت أن ثقتك في أهلك وأقاربك في غير محلها، كم مرة اعتدت الهزل والمزاح مع إخوانك وأخواتك، ثم فجأة!!! أحرجوك أمام الجميع، وقالوا لك:” من أنت حتى تمزح معنا؟؟؟ تصوروا حتى المزاح والهرج لم يعد له مكان بين الأسرة الواحدة؟

أنا لن أغضب من أفراد أسرتي لأنهم تنكروا لبعضهم البعض، فهذا يحدث لكل العائلات، ولكني أتساءل:” لماذا تغيرنا ولم نعد كما كنا:” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا-كما قال رسولنا العظيم صلى الله عليه والسلم. وقال الله عز وجل:” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان (سورة المائده-الآيه)2.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى