نواب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وقطع العلاقات الديبلوماسية مع ميانمار
استنكر عدد من أعضاء مجلس الأمة الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له المسلمون في بورما من عمليات تصفية وإبادة جماعية وتشريد وتعذيب، داعين الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ موقف جاد تجاه حكومة بورما محليا ودوليا.
وطالب بضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وتشكيل لجنة تحقيق دولية وقطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع حكومة بورما تجاه الانتهاكات المستمرة على الأقلية المسلمة في أراكان.
وشدد النواب في مؤتمر صحافي عقدوه في مسرح مبنى صباح الأحمد في مجلس الامة أمس تحت عنوان «واجب الأمة في نصرة مسلمي أراكان» على ضرورة فتح باب التبرعات الرسمية وتحريك البرلمانات العربية والإسلامية للضغط على بورما لوقف هذه المجازر التي تنتهك يوميا بحق المسلمين الأقلية.
الصمت الدولي
وقال منظم المؤتمر د ..جمعان الحربش إن هذه الوقفة هي امتداد لوقفات كثيرة قام بها مجلس الأمة الكويتي على امتداد تاريخه، لافتا إلى أن «مسلمي اراكان هم جزء من أمة محمد يؤلمنا ما يؤلمهم».
وأضاف الحربش أن السنوات الماضية هي سنوات أكثر دموية وانتهاكا لحقوق المسلمين «ونحن اليوم أمام فصل جديد ومشهد دموي، حيث تجرأ عليهم اليهود وسفكوا دماءهم في فلسطين واليوم البوذيين في بورما».
وأشار الحربش إلى أنه منذ عام ١٩٩٢ تم تهجير ٢٧٠ ألف مسلم، والإسلام يتعرض لمذبحة أمام مرأى ومسمع العالم، مؤكدا أن من هم غير المسلمين يقومون بهذه المذابح ويقتلون عشرات الآلاف في ظل صمت الدول القريبة والمجاورة. وكشف الحربش عن أن هناك ٣ ملايين مسلم في أراكان لا يعترف بهم ويعتبرونهم أصحاب هجرات غير مشروعة يتم استئصالهم الآن، حيث يقومون الآن بهتك الأعراض مثلما فعلوا في البوسنة والهرسك لدفعهم إلى التهجير وسط صمت العالم.
وأشار الحربش إلى أن الصين داعم رئيسي لهذه المذابح، لافتا إلى أن دور الدول المسلمة القريبة من بورما متخاذل في إعادة اللاجئين لهذه الحكومة الدموية في قوارب متهالكة، مؤكدا أن هذه الأمة ضعفت لأنها تركت نصرة الضعفاء.
وقال الحربش إنه على يقين أن نواب الأمة لو كانوا موجودين في الكويت لحضروا جميعهم للمؤتمر، مؤكدا أن المسلم أخو المسلم ونصرتهم هي نصرة للمسلمين كافة ويجب تحريك الحكومات من خلال الشعوب الحية. وأكد الحربش أن موقف الكويت الشعبي الذي يعبر عنه مجلس الأمة هو دلالة على حياء الشعب الكويتي، مطالبا بإيقاف هذه المذبحة وتقديم رئيسة وزراء بورما لمحكمة بورما وأن تسحب منها جائزة نوبل، وكذلك ضرورة تفعيل المطالبة بتقديمها هي وقائد الجيش البورمي كمجرمي حرب.
وأضاف الحربش أن رئيس الأركان البورمي أعلن قبل يومين أنه سيستكمل مهمة استئصال المسلمين التي بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى انه يجب الضغط على الحكومة البورمية مثلما حصل باتصال من الرئيس التركي في ادخال بعض المساعدات لهم.
وقال الحربش ان النائب محمد هايف هو اول من اثار هذه القضية التي يجب نصرتها شرعيا وعقليا وإنسانيا، مشيرا إلى أن تصريح وزارة الخارجية يعتبر جيدا ويجب تفعيل هذا البيان بقوة تجاه هذه الحكومة القاتلة.إبادة جماعيةمن جانبه، أكد النائب نايف المرداس ان الابادة التي يتعرض لها المسلمون في بورما تدمي القلب وفي المقابل صمت مريب من العالم اجمع، مستغربا ان يكون الصمت من العالم الاسلامي دولا ومؤسسات مدنية.
ورأى المرداس ان رخص الدم الاسلامي لدى الانظمة الاسلامية هو من جرأ العالم على الدم الاسلامي، مبينا ان ما تفعله بعض الانظمة القمعية الاسلامية بشعوبها هو ما جعل الآخرين يتجرأون على دماء المسلمين.وعتب على البرلمانات الشعبية التي هي المحك الحقيقي للوقوف أمام الابادة الجماعية التي تحدث تحت مرأى العالم اجمع، مبينا ان اولى الخطوات التي سيتخذها مجلس الأمة الكويتي هو انعقاد هذا المؤتمر.
ودعا الحكومة الى اصدار بيان شديد اللهجة موجه الى الحكومة البورمية واستدعاء السفير البورمي وتسليمه كتابا شديد اللهجة يبين غضب الحكومة والشعب الكويتي من هذه الممارسات التي لم يشهد العصر الحديث مثلها، لافتا الى ما يقوم به العدو الاسرائيلي في كل عام لاستثمار ذكرى محرقة اليهود التي هي بين الخيال والحقيقة.وشدد المرداس على ضرورة ان تكون هناك تحركات فعلية بإصدار بيان من مجلس الأمة واستدعاء السفير البورمي وطلب جلسة طارئة في الأمم المتحدة وطلب تفعيل قرار الأمم المتحدة بشأن تشكيل فريق تحقيق دولي في هذه المجازر.
وطالب بفتح باب جمع التبرعات برعاية جهة حكومية معترف بها ومخاطبة الدول الإسلامية لعقد اجتماع طارئ وكذلك البرلمانين العربي والدولي والضغط في جميع المنظمات الحقوقية والحكومية من اجل تفعيل هذه القضية.
وطالب المرداس الحكومة بمخاطبة دول الجوار لبورما من اجل الضغط عليها وفتح الحدود امام اللاجئين، وتقديم المساعدات للمسلمين هناك، داعيا الحكومة الى فتح مكتب في الكويت للمسلمين الروهينغا من اجل التواصل المباشر معهم.
وأعلن عن خطوات عملية سيتخذها النواب للتواصل مع الحكومة من اجل نصرة المسلمين في بورما.
جسر جوي للمساعدات
بدوره، قال النائب عبدالله فهاد العنزي انه في أراكان تحفر الأخاديد ويسعر في المسلمين بالنيران لأنهم قالو ربنا الله ويقتلون قتلا عرقيا، لافتا إلى أن هذه التصفية بدأت من عام ١٩٨٢ بسبب قانون الجنسية لديهم.
وأضاف فهاد أن العالم المنافق لا يصمت لاثنين أو ثلاثة يموتون في أوروبا وتضاء لهم الشموع ويحزنون وفي الأسبوعين الأخيرين فقط تم قتل ٦ آلاف شخص وتم حرق ١٠٣ قرى و٨ آلاف جريح وتم الاعتداء على ٥٠٠ امرأة مسلمة واكثر من ٢٣ الف منزل وهدم ٢٥٠ مسجدا و٨٠ مدرسة و١٩٠ ألف نازح وفقا لإحصائيات موثقة من اللجنة المناصرة لبورما والعالم لايزال صامتا.
وقال فهاد «من بيت الامة علينا الانتصار لهذه الشعوب ويجب على الحكومة الكويتية ان تبادر مثلما بادرت الحكومة التركية وعليها قطع العلاقات معها، مطالبا بفتح جسر جوي للمساعدات وأن يتخلى التجار عن مكاسبهم في بورما ليضغطوا على الحكومة البورمية، ويجب ان نجرد الرئيسة التي أعطيت جائزة نوبل للسلام غدرا وزورا وبهتانا».
واجب الأمة
ومن جانبه، قال النائب محمد هايف ان الدفاع عن المسلمين واجب الامة جمعاء وما يحدث في بورما خاصة لأن هذه الامة ضعيفة تتعرض لجرائم من ابشع صور الجرائم في هذا العصر التي تقشعر منها الابدان.
وقال هايف إنه لا يمكن لأي إنسان ان يرضى بهذه الجرائم النكراء وعلى الأمة الإسلامية شرعا وعقلا دعم القانون الدولي في ان التجمعات والمجالس النيابية وجمعيات حقوق الانسان مسؤولة امام الله عز وجل عن هذه المجازر لأن المسلمين أخوة.
وأضاف ان قادة الامة عليهم مسؤولية أعظم «لأننا نريد ان نعرف هل استدعوا السفراء وقاطعوا هذه الدولة»، مشيرا إلى أن صمت القادة وتنصلهم عن مسؤولياتهم وسكوتهم غريب.
وأكد هايف انه يجب ان يتم استدعاء السفراء والدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الامن وإنكار هذه الجريمة العظيمة مطالبا منظمة التعاون الاسلامي بالتدخل وعدم السكوت قائلا: هذه منظمة لا فائدة ولا قيمة لها إن لم تتحرك.
وطالب هايف بضرورة التكبير اربعا على منظمة التعاون الاسلامي وإقالة أمينها العام اذا لم تتحرك في بورما مشيرا الى ان هذه الدول لا خير فيها ان لم تنصرهم.
وقال هايف ان هذا العالم يتغنى بالإنسانية ويرفع شعاره ويحزن ان اصاب السوء أي حيوان ويسكت عن جرائم بورما وما يتعرضون له مستغربا من سكوتهم على الرغم من ثورة منظمات حقوق الإنسان لأجل الحيوان.
السلاح الاقتصادي
وتطلع النائب محمد الدلال الى ان تبادر الكويت رسميا بطلب عقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث هذه القضية واتخاذ خطوات واضحة وصحيحة وجريئة لوقف قتل الشعب البورمي المسلم او تهجيره او الإساءة إليه، أو الاجتماع مع الدول المسلمة المحيطة ببورما والدول المسلمة الاخرى مثل تركيا لاتخاذ خطوات لمواجهة هذه الجرائم واستخدام السلاح الاقتصادي ضد الدول التي تناصر حكومة بورما مثل الصين وغيرها.
وقال الدلال ان نصرة المسلمين في بورما ليست بالأمر الغريب على الشعب الكويتي المبادر للخير حتى لو كان في ظروف حالكة وفي فترة الفقر والضعف، مبينا ان الشعب الكويتي عندما كان في حالة من العوز في اربعينيات القرن الماضي بادر بجمع الاموال لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة اليهود ويثبت في مكانه دفاعا عن الاقصى، كما بادر الشعب الكويتي في دعم الجزائر في مقاومة الاحتلال الفرنسي في المراحل الاولى.
وأشار الى الدور الكويتي الكبير والبارز في دعم الشعب السوري وجهاده بالإضافة الى كون الشعب الكويتي هو المبادر في دعم افريقيا وخصوصا الصومال، مبينا ان الشعب الكويتي يتصدر بارقة الأمل في نصرة المظلومين.وشدد على ضرورة مبادرة مجلس الأمة باتخاذ خطوات على مستوى البرلمانات الاسلامية والدولية، مؤكدا في الوقت ذاته اهمية التحرك لجمع الاموال لدعم المسلمين في بورما.ولفت الى ان اثر مبادرة الشعب الكويتي في دعم البوسنة لايزال يذكر عند اهل البوسنة وكذلك في الاماكن والمجالات الاخرى، مؤكدا ان اهل الكويت دائما في طليعة الداعمين الخيرين.
وقف المجازرمن جهته، طالب النائب د.حمود الخضير وزارة الخارجية بالتحرك من خلال استدعاء سفير بورما في الكويت وتوجيه استنكار شديد اللهجة للجرائم التي تتعرض لها الاقلية المسلمة هناك ومخاطبة المجتمع الدولي والدول العظمى القادرة على وقف هذه المجازر.وقال الخضير ان ما يحصل هو تطهير عرقي متعمد وجريمة من ابشع الجرائم التي تتعرض لها المجتمعات، مستنكرا صمت المجتمع الدولي تجاه ما تتعرض له الاقلية المسلمة في بورما.
وأكد ان ما شاهدناه من حرق متعمد وإبادة للنساء والأطفال والرجال والشيوخ امام مرأى ومسمع المجتمع الدولي امر يندى له الجبين.وبين انه والنواب المشاركين في المؤتمر الصحافي ارادوا ان يوصلوا صوت الشعب الكويتي قاطبة الى المجتمع الدولي باستنكار هذه الجرائم البشعة.
ورأى أن الصمت الدولي مستغرب وغير مفهوم معناه، متسائلا: هل المعنى إبادة المسلمين في جميع مجتمعات الدنيا أم أن المجتمع الدولي راض عن ذلك؟ داعيا وزارة الخارجية إلى اتخاذ موقف يرضي جميع أبناء الشعب الكويتي والمسلمين في كل انحاء العالم.
وطالب الدول العظمى بأن تتحرك تحركا مماثلا لما كانت ستقوم به لو ان هذه الاحداث وقعت في دول اخرى مثل اسرائيل.
فتح باب التبرعات
وأعلن النائب د.محمد الحويلة دعمه البيان الصادر من عدد من اعضاء مجلس الأمة لنصرة الأقلية المسلمة في بورما.وأدان الحويلة بشدة ما تتعرض له الاقلية المسلمة في بورما من جرائم بحق الانسان نتج عنها مئات الآلاف من الضحايا والمشردين.
وقال: نحن هنا في بيت الأمة البيان ندعم الصادر من مجموعة من الزملاء بنصرة الشعب المسلم في بورما وما يتعرض له من جرائم من قبل النظام المستبد الوحشي في بورما، مطالبا بفتح باب التبرعات الشعبية والرسمية لدعم الشعب البورمي وقطع العلاقات مع حكومة بورما.
ودعا الى تحريك كل الجهود لنصرة المسلمين في بورما سواء على المستوى البرلماني او الدولي وان يكون هناك اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي ولجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والبرلمانين العربي والدولي من اجل وقف الظلم الذي يتعرض له المسلمون في بورما.
انتهاكات حقوق الإنسان
من جانبه، شكر النائب د.عادل الدمخي مجلس الامة لنصرته للمظلومين في بورما، لافتا إلى أنه وفقا للبيانات المتاحة من الأمم المتحدة فقد فر ١٦٨ الف شخص منذ عام ٢٠١٢.
وأضاف الدمخي انه في العام الماضي فر ما يقارب اكثر ٨٧ الفا الى بنغلاديش حتى عام ٢٠١٧ لدرجة ان الكثير منهم عرض حياته للخطر اثناء هروبهم لإندونيسيا في قوارب عامي ٢٠١٣ حتى ٢٠١٥ ما يقارب ١١٢ الف مسلم.وأشار الدمخي انه وفقا لتلك التقديرات من الامم المتحدة فإن هناك ٤٢٠ الف لاجئ روهينجي في غرب آسيا و١٢٠ الف مسلم مشرد ومشردة داخل بورما، مشيرا الى ان العنف الذي بدأ منذ الشهر الماضي أجبر ما يقارب ٥٨ الى الفرار الى بنغلاديش وتقطع السبل والأخبار بما يقارب عن عشرة آلاف شخص.
وقال الدمخي ان جميع هذه البيانات للأسف موثقة خاصة بعد قيام ممثل للأمم المتحدة بالذهاب الى بورما ومنعته الحكومة من الحضور وترفض الاعتراف بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان وترى انهم مجموعات ارهابية وتؤيد تصرفات الجيش تجاههم.
وأكد الدمخي ان رئيسة الوزراء البورمي كشرت عن وجهها الحقيقي وأنيابها تجاه المسلمين الاقلية ولم تعترف بهم وأصدرت قوانين خاصة في اعتبارهم عديمي جنسية ومتسللين، مستغربا موقف حكومة بنغلاديش من تأييد بورما وسحقهم.
وتأسف الدمخي لهذا الصمت العربي والاسلامي تجاه قضيتهم، مشيدا بتحرك بريطانيا تجاه هذه المجازر واستنكارهم لها وسكوت بعض الدول العربية والاسلامية.
وطالب الدمخي بضرورة سحب جائزة نوبل من رئيسة الحكومة على الرغم من مطالبات الامم المتحدة من ممثليها في الدخول لمدن الروهينجيا التي ترفض اعطاءهم هذا الإذن، مشيرا الى ان الكويت سباقة بالإنسانية وسمو الامير هو أمير الإنسانية، سيفعل الكثير بالإضافة الى وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية للإغاثة وإغاثتهم.
وطالب الدمخي ايضا جمعيات حقوق الانسان بالتدخل وعمل مؤتمرات نصرة لهم والمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق من الأمم المتحدة، مشيرا الى ان هناك تعمدا وإصرارا على سحق هذه الاقلية وطردهم من بورما وفقا لتقارير موثقة من الامم المتحدة.
وقال الدمخي انه على رئيس مجلس الأمة مخاطبة البرلمانات العربية والإسلامية ووزارة الخارجية لنصرة البروميين، خاصة أن الشعب الكويتي معروف عنه قدرته في جمع مئات الملايين في ساعات، مشيرا الى ان هذا المؤتمر هو بداية للانطلاق وتحريك البرلمانات الصامتة.
تعذيب وتهجير
وبدوره، قال النائب خليل الصالح انه يسأل الله تعالى ان يلطف بالشعب البورمي المسلم مما يتعرض له من اضطهاد وقتل وتعذيب وتهجير.وشدد الصالح على ضرورة ان تكون هناك فزعة دولية كاملة لهذا الامر وإنقاذ مسلمي بورما مما يتعرضون له من ابادة وحشية على يد السلطات في اراكان.