نماء الخيرية تساهم بـ 100 ألف دينار في حملة “الغارمين 3”

سعد العتيبي الرئيس التنفيذي: العمل الخيري ليس مجرد تبرع، بل مسؤولية تنموية، ورسالة بناء
أكد سعد مرزوق العتيبي، الرئيس التنفيذي لـنماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي ورئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية، أن مشاركة نماء الخيرية بمبلغ 100 ألف دينار كويتي في حملة “الغارمين 3″، التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالشراكة مع الاتحاد وعدد من الجمعيات الخيرية والمبرات، تمثل امتدادًا طبيعيًا لنهج نماء الخيرية في الاستجابة السريعة للنداءات الإنسانية الوطنية، وإيمانها العميق بضرورة الوقوف إلى جانب المواطنين المتعثرين.
وأوضح العتيبي أن قضية الغارمين تمثل أحد الجوانب الاجتماعية الدقيقة، إذ يعاني آلاف المواطنين من التعثر في سداد التزاماتهم المالية، ما يؤدي في بعض الحالات إلى التوقيف والسجن، وانفصال الأسر، وتفاقم الأعباء النفسية والاجتماعية. وأضاف: “حملة الغارمين تمثل نموذجًا راقيًا في التكافل والتضامن الوطني، حيث تتكاتف الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنون المحسنون من أجل إعادة بناء حياة أفراد سقطوا في دوامة العوز، وتمكينهم من استعادة حياتهم وكرامتهم وأدوارهم في المجتمع.”
وأشار العتيبي إلى أن حملة “الغارمين 3” هي نتاج رؤية واضحة في توطين العمل الخيري والإنساني، من خلال التركيز على معالجة القضايا المجتمعية من الداخل، وبناء شبكات دعم محلية قادرة على تلبية الاحتياجات الفعلية للمواطنين.
وأكد أن فكرة “توطين العمل الخيري” أصبحت اليوم أحد المحاور الأساسية في العمل الإنساني بالكويت، وهي تعني تحويل جزء كبير من الجهود الخيرية لتصبّ في مشاريع داخلية تعزز الاستقرار المجتمعي، وتوفر الدعم للفئات الهشة، وتساهم في الوقاية من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف: “في نماء الخيرية، نعتبر أن العمل الخيري ليس مجرد تبرع، بل مسؤولية تنموية، ورسالة بناء، ومن هذا المنطلق، حرصنا على تصميم برامج ومبادرات تُعنى بالمواطن الكويتي، وتراعي احتياجاته في التعليم والصحة والدعم الاجتماعي.”
وتابع العتيبي أن من أبرز برامج نماء الخيرية المحلية “مشروع طالب العلم الجامعي”، الذي يستهدف دعم الطلبة الجامعيين الكويتيين من ذوي الدخل المحدود، لتمكينهم من مواصلة دراستهم وتحقيق أحلامهم الأكاديمية، وقال: “الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي، ولهذا نحرص على أن نكون شركاء في بناء مستقبلهم، عبر توفير منح دراسية ومساعدات تعليمية ترفع عنهم العبء، وتفتح أمامهم أبواب الأمل.”
كما نوّه إلى استمرار برنامج “علّمني ولك أجري”، الذي يُعنى بتوفير الدعم لطلبة المدارس المحتاجين، من خلال المساهمة في المستلزمات المدرسية، وسداد رسوم التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مشجعة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه بعض الأسر.
وأضاف: “هذه المشاريع التعليمية نعتبرها من أدوات توطين العمل الخيري، لأنها تمس احتياجات المجتمع الكويتي بصورة مباشرة، وتعزز من قدرته على النهوض الذاتي، وتفتح آفاقًا أوسع أمام أجياله القادمة.”
وفي ختام تصريحه، أعرب العتيبي عن فخره بالشراكة الفاعلة بين نماء الخيرية ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية، مشيدًا بجهود فريق الوزارة في إطلاق حملة الغارمين، وحرصهم على الشفافية والعدالة في إيصال الدعم لمستحقيه. كما ثمّن دور اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية في تنسيق الجهود، وتوحيد الرؤية الإنسانية في دولة الكويت، والتي كانت ولا تزال رائدة في العمل الخيري المؤسسي على المستويين المحلي والدولي.