المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضة

«نصر»… وانضباط

في ختام الجولة الـ 14 من «دوري فيفا» لكرة القدم، لقّن النصر ضيفه العربي درسا في فنون اللعبة، بعد أن هزمه برباعية نظيفة، صعدت به إلى المركز الثاني برصيد 29 نقطة، لتثبت «كتيبة» المدرب ظاهر العدواني، بأنها متخصصة في «قهر الكبار».

وانتزع «الكويت» المتصدر، نقطة ثمينة، بعد تعادله مع القادسية سلبيا في مباراة كان فيها «الأصفر»، هو الأقرب الى الفوز لولا براعة الحارس مصعب الكندري. وحقق السالمية فوزا صعبا على اليرموك 2-1، فيما تعادل كاظمة مع التضامن 1-1، في مباراة خلت من الإثارة والندية.

لم يستطع القادسية فك عقدة «الكويت»، غير أن ما استجد، هو تفوق «الأصفر» من الناحية التكتيكية، وذلك للمرة الأولى في آخر 4 مواجهات بينهما.

ولعل الالترام والانضباط التكتيكي، الذي اتسم به لاعبو القادسية، هو السر الذي منح الفريق هذا التفوق، وخلافا للنزعة الهجومية التي يتمتع بها عبدالعزيز المشعان، ظهر هذا النجم أمام «العميد» بصبغة دفاعية، حيث قام بمراقبة السيراليوني محمد كمارا، أحد أهم لاعبي «الكويت» والعمود الفقري للفريق.

وتلخص دور المشعان في الضغط المتواصل على كمارا أثناء عملية الخروج بالكرة من مناطق «الأبيض» الدفاعية، الأمر الذي جعل الأول خياراً معدوما للتمرير. استمر هذا الضغط في أغلب فترات المواجهة، فلجأ لاعبو «العميد» إلى عملية بناء الهجمة من الأطراف أو إرسال الكرات الطويلة والاعتماد على الكرة الثانية. وهذه اللمحة التكتيكية، هي التي حدّت من خطورة «الكويت»، إذ خرج كمارا عن دوره الرئيسي في عملية بناء الهجمة ومنح الزيادة العددية للفريق.

وكذلك ظهر الأردني أحمد الرياحي بشكل جيد من الناحية التكتيكية، وذلك عندما لعب في مركز الظهير الأيمن ملتزما بدوره الدفاعي والهجومي.

في المقابل، أخفق لاعبو «الكويت» في فرض سيطرتهم على المباراة، ولَم يشكلوا أي خطورة على مرمى أحمد الفضلي، على الرغم من غياب أبرز مدافعي «الأصفر» خالد محمد ابراهيم. فثنائي الهجوم المؤلف من السوري فراس الخطيب وأحمد حزام، لم يكن منسجما في أغلب الفترات، فيما غابت المثالية في المساندة من الظهيرين، خاصة من المغربي عادل رحيلي في الجهة اليسرى، فلم يشكل ضغطا على الرياحي.

رباعية النصر

لم يكن فوز النصر على العربي مفاجأة، بيد أن هزيمة «الأخضر» برباعية مع الرأفة، كانت الصدمة الكبيرة في هذه المواجهة. فقد تجرّد المدرب الصربي ميودراغ ييزيتش، من الهوية التكتيكية التي ظهر بها أمام الجهراء وكاظمة، خاصة في ما يتعلق بالالتزام الدفاعي للعاجي ابراهيما كيتا. كذلك ظهر رباعي خط الدفاع بشكل مهترئ ومفكك في أكثر من حالة وفي أغلب الأهداف التي مزّقت شباك الفريق.

وأمام هذا كله، عجز ميودراغ عن حل المشكلة التي ظهرت ملامحها في الشوط الأول. ولعل «ارهاصات» الهزيمة النكراء، قد تجلت في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، خاصة أن «العنابي» كان الأقرب الى التسجيل في كل مناسبة.

وَمِمَّا لا شك فيه أن انتصار النصر يعود في الدرجة الأولى إلى سعة أفق المدرب ظاهر العدواني، الذي يجيد قراءة خصومه ويتمتع في استغلال نقاط ضعفه وتحجيم نقاط القوة. فالإصرار على تكرار الضغط على خط الوسط، لم يكن عبثا تكتيكيا من العدواني، بل هي حصافة فنية أدت إلى هذه النتيجة الكارثية على العربي.

ولم يكن أكثر المتشائمين من جماهير «الأخضر» يتوقع أن تهتز شباك فريقه في أربع مناسبات، وان يتهدد المرمى ضعف عدد الأهداف. وعلى هذا المنوال الفني الذي يسير عليه النصر، لا نجد حرجا ولا مخرجا من أن نقول إن لقب الدوري سيكون محصورا بين فريقين، هما «الأبيض» و«العنابي»، إلّا إذا استيقظ «المارد الأصفر» ودخل على خط منافستهما.

«العميد» يسعى إلى رباعية تاريخية، فيما النصر يريد أن يطرق باب الانجاز الذي كان موصداً في وجهه منذ بداية البطولة.

بالأرقام

14 عدد الأهداف المسجلة في الجولة الـ 14 بمعدل هدفين في المباراة الواحدة.

7 عدد الأهداف التي سجلها لاعب التضامن يعقوب الطراروة، وانفرد بصدارة ترتيب الهدافين.

2 عدد حالات الطرد وكانا من نصيب فهد العنزي (الكويت) أمام القادسية، وأحمد السهو (برقان) أمام الجهراء.

1 عدد ركلات الجزاء المسجلة عبر لاعب اليرموك عذبي شهاب في مرمى السالمية.

ملاحظة

أثار تصرف لاعب اليرموك هاشم عدنان، استغراب معظم متابعي مباراة فريقه مع السالمية، حيث رفض إخراج الكرة بسبب اصابة أحد زملائه.

هذا الأمر، أدى الى استغراب الجهاز الفني في السالمية، واعترضوا على تصرفه، إلا أن عدنان رد عليهم بطريقة لم تلقَ قبولا من المنسق الإعلامي لـ «السماوي» يوسف الجاسم، والذي تلاسن مع اللاعب، قبل ان يتدخل الحكم عبدالله جمالي وينهي الخلاف.

وبقي عدنان خلال اللقاء يهدد ويتوعد الجاسم، على طريقة المراهقين، حيث قال له: «ناطرك بعد المباراة برا الملعب».

والغريب ان الجهاز الإداري في اليرموك، أخفق في احتواء غضب لاعبه غير المبرر، ولم يظهر اهتماما في تهدئته، قبل ان يتدخل عضو اللجنة الموقتة المكلفة بإدارة شؤون اتحاد كرة القدم حسين الخضري، مرتين، بعد نهاية الشوط الاول، وفي ختام اللقاء، واضعاً حداً للمشكلة.

zoom

طرأ تحسن كبير على ارضيات الملاعب التي استضافت مباريات الجولة الـ 14 من الدوري، بعد ان عانت لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم في الموسم الراهن، من عدم جهوزية عدد من الملاعب لاقامة المباريات، ما اضطرها لاعادة برمجة جدول المسابقة أكثر من مرة، واقامة أكثر من مباراة على الملعب نفسه.

وبعد فترة من الارتباك، استلمت اللجنة عدداً من الملاعب، اثر قيام قطاع الانشاءات في الهيئة العامة للرياضة بإجراء الصيانة على الأرضية.

وظهرت الملاعب بحلة جيدة، خالية من الحفر والتعرجات التي كانت تعوق اللاعبين عن تقديم المستوى المأمول، وتتسبب في تعرضهم للاصابات.

من المؤمل ان تستمر حالة التوهج للملاعب حتى نهاية الموسم، بيد ان ذلك يعتمد على مدى إهتمام الأندية أولاً، وعدم زيادة الضغط عليها من خلال استضافة المباريات أو الحصص التدريب اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى