نشاط انتخابي محفوف بالتزكيات المخالفة
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/09/1-144.jpg)
في تحدٍّ واضح للوائح الجامعية والقرارات الإدارية الأخيرة الرادعة لمظاهر القبلية والطائفية والفئوية بجامعة الكويت، واصلت لجان بعض القبائل نشاطها الانتخابي القبلي، متجاهلة سياسة الحزم التي تعاملت بها الإدارة بحرمان 120 طالباً من النشاط الانتخابي للسبب ذاته.
وبأسماء وحسابات حقيقية، أعلنت لجان بعض القبائل عن تزكية مرشحيها لانتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـــ فرع الجامعة، داعية ابناء القبيلة من الطلبة الجامعيين الى الالتزام بالتصويت لمرشح القبيلة، رغم ان بعض هذه التزكيات جاءت دون الإعلان عن القائمة، التي سيترشح بها الذي تمت تزكيته.
وغالباً ما تعلن قبيلة ما عن اسم المرشح الذي تزكيه، ثم تبدأ المفاوضات مع قوائم مختلفة، والقائمة التي تعرض منصباً أعلى لمرشح القبيلة يدخل الطالب ضمنها، وبالنتيجة تحصد المناصب وفقاً للأغلبية العددية لأبناء القبيلة، وكلما ارتفع عدد المتلزمين بالتصويت للمرشح المزكى، زادت حظوظ القائمة في الفوز وحصد أرقام أعلى، ويحصد بالتالي ابن القبيلة ذات الاغلبية العددية منصب «رأس بوستر»، حتى وان كان حديث الالتحاق بالقائمة!
روابط وجمعيات
ولا يقتصر الأمر على انتخابات الاتحاد فقط، بل ان المفاوضات تزيد ايضا في انتخابات الروابط والجمعيات العلمية، وكلما زاد عدد ابناء القبيلة في كلية ما، زادت حظوظها في الحصول على مناصب ضمن مرشحي القائمة، التي سيلتحق بها مرشح القبيلة.
ويصعب إنكار أن حزم الإدارة الجامعية بحرمان 120 طالباً ساهم في «فتور» نشاط لجان القبائل على شبكات التواصل، لكن ذلك الفتور كان وقتياً، حيث ما ان اقترب موعد بدء الدراسة وما يصاحبها من نشاط انتخابي، حتى عادت هذه الحسابات، التي تدار بأسماء حقيقية لطلبة، الى نشاطها تحت مبدأ «على عينك يا إدارة جامعية»، بل ان الطلبة الذين تزكيهم هذه اللجان يعلنون ذلك صراحة في حساباتهم الشخصية، ويتلقون التهاني على التزكية.
ويؤكد مراقبون ان عملية ترشيح ممثل لبعض القبائل، غالباً ما تدار خارج أسوار الجامعة، وبقبول من القبيلة نفسها، حيث لا يقتصر الامر على ابناء القبيلة الطلبة فقط، فضلاً عن ان تمثيل القبيلة في الانتخابات الطلابية، يتوزع بشكل دوري على هذا «الفخذ» او ذاك ضمن القبيلة نفسها.
وذكروا ان الأمر لا يقتصر على الجامعة فقط، فهذه المظاهر تطغى ايضا في انتخابات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وتمددت مؤخرا لتشمل الطلبة الدارسين في الخارج، حيث تشكلت لجان لبعض القبائل للمشاركة في انتخابات اتحادي الطلبة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
نخبة متعلمة
وافترض مراقبون ان تضم المؤسسات التعليمية النخبة الشابة المتعلمة، لكن هذه المظاهر، وان كانت فردية، فإنها تعكر صفو الحركة النقابية الطلابية، وقد أصبح المشهد مشوشاً حتى بالنسبة للطالب الذي يرغب بالتصويت وفقاً لقناعاته الفكرية، فقد يواجه في القائمة التي يؤيدها محاصصات فئوية لضمان أصوات أعلى في صناديق الاقتراع.