
حرص القرٱن الكريم دائما على رفع الروح المعنوية للمسلمين، و يذكرهم دائما بأنهم (الأمة الخاتمة لكل الأمم)، التي أراد الخالق لها أن تكون “خير أمة بين أمم العالم”، مصداقا لقول الحق سبحانه و تعالى” كُنتُم خير أمة للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله”.
وهذه الصفة التي اختص الله بها أمتنا الإسلامية لم تكن أبدا “عنصرية تفضيل مقيته”، كما فهمها بعض الجهلاء
و المشككين في كتاب الله الكريم بل هي خاصة عمل ونجاح و إنجازات إنسانية تميز المسلمين عن غيرهم من الأمم إذا ما التزمت تلك الأمم بالمهام والواجبات والحقوق الإيمانية و الأخلاقية والحضارية والثقافية والخيرية والتطوعية التي كلفها الله بها ألأمة الإسلامية.
ووصف الأمة الإسلامية بأنها خير أمة
، هي ليست منحة أو هبة أو هدية بل هي تكريم وتميز تؤكد أن الخالق سبحانه جل وعلا قد فضل المسلمين رجال و نساء على غيرهم من دون مجاملة بل باستحقاق،
وهو الخالق العادل الذي لا يميز بعض خلقه على بعض، لكن هذا التمييز هو ما أنجزه المسلمون في تاريخهم العظيم، بما نصت عليه الأية وهو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإيمان بالله أي أنهم مميزون بما يعملون و يقدمون بهداية الناس و قيادتهم إلى أعمال الخير و صرفهم عن أعمال المنكر، وكل ذلكً ينبع من إيمان عميق بربهم جل و علا ووحدانيته، وبما يؤدي إلى تعمير الأرض و إقامة العدل والمساواة و الإستقرار وتحقيق الخير للبشرية وقد الزم القرآن الكريم في كثير من نصوصه أن أمة الإسلام بذلك،
وهي في دائرة الخير والتفضيل طالما التزمت بمنهج السماء،
وحققت العدل، وواجهت كل الصعوبات والمشاكل والأخطار التي تواجه و تنتهك حقوق الإنسان..
وخلاصة القول أن مرتكزات الدعوة القرآنيه التي تحقق خيرية الأمة الإسلامية تقوم على أسلوب الحكمة والتي يتمتع بها قاداتنا و ملوكنا ورؤسائنا وشيوخنا وشعوبنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية وهي التي تفرض على كل فرد من أبناء وبنات دولنا الإسلامية أن يخاطبوا العقول بالأدلة العلمية المقنعة،والبراهين العقلية الشائعة التي ترد على الشبهات و الحجج والبيانات والبينات والحقائق، و مخاطبة الناس بما يفهمون،
و ما تقبله عقولهم ومن الحكمة أن نؤكد اليوم و نحن في القرن ال (٢١) وفِي عام (٢٠٢١) منً شهر أغسطس بأن نتقيد بما ميزنا به رب الجلالة بأننا بالفعل خير أمة أخرجت للناس.