قد لا يكون أحد من أهالي تلك المدينة الصغيرة الوديعة الواقعة في مقاطعة بادن – فورتمبيرغ الألمانية يتصوّر يوماً ما أن اسم مدينته ميتسينغِن سيحلق عالياً في فضاءات العالم أجمع. غير أن واحداً من أبناء هذه المدينة يُدعى هوغو بوس كان له رأي آخر عندما افتتح في سنة 1972 منفذاً لبيع منتجاته في شارع القناة «كانال شتراسِه» في قلب المدينة. حينها ربما لم يلحظ أحد أنه قد تمَّ هنا وضع حجر الأساس لمدينة تسوُّق عالمية شهيرة تحتضن اليوم أهم الماركات العالمية الفاخرة، وتجتذب إليها ملايين المتسوُّقين سنوياً من جميع أنحاء العالم.
على مدى أكثر من 45 سنة، اتخذت ماركات عالمية كثيرة منافذ بيع لها بين منفذ بيع هوغو بوس وقلب المدينة التاريخية؛ لتشكّل مدينة تسوُّق مدهشة هي أوتليت سيتي ميتسينغِن في بقعة فاتنة من منطقة جبال الألب الشفابيّة. مدينة ما فتئت تستقطب أعداداً هائلة من عشاق الموضة في كل عام. إذاً، فقد تخطّت ميتسينغِن حدودها الوطنية، وأصبحت من العلامات الفارقة في عالم التسوُّق على النطاق العالمي.
ثمة أمور كثيرة تميز أوتليت سيتي، غير أن ما يقف في طليعتها هو التركيبة المدهشة التي قد تبدو للوهلة الأولى متناقضة: ماركات عالمية مرموقة وأسعار معتدلة، لذلك، تعتبر مدينة التسوُّق هذه مكاناً مثالياً للذين يودون الحصول على مبتغاهم من دون عناء كبير، ولمن يعشقون تجارب التسوُّق الاستثنائية. في تلك المساحة المحاطة بالطبيعة الخلاّبة التي تشعّ بسحر الكروم الرائعة والمروج الخضراء المتماوجة وأشجار الفاكهة النضرة، ينتظر الزائر عالم راق من أشهر الماركات العالمية ينهض وسط المدينة الأصيلة ضمن روائع معمارية حائزة جوائز عالمية، حيث يمكنه الاستفادة هناك من الحسومات التي تصل إلى 70 في المئة على مدار السنة.
عائلة واحدة
نظراً للخيارات المتعددة التي توفرها أوتليت سيتي لزوّارها عبر المجموعة الواسعة من ماركات الأزياء العالمية المعروفة ومنتجات الحياة العصرية؛ فإن هؤلاء الضيوف سيجدون ما يطمحون إليه بما يلبِّي أذواقهم جميعاً، سواء أكانوا يبحثون عن آخر صيحات الموضة، أم عن أزياء فريدة، أم حتى عن أشياء تناسب جميع أفراد العائلة، فضلاً عمّا يحظَون به من عروض سياحية شاملة، وخدمات راقية بما فيها العناية الخاصة بالصغار الذين قد يكونون بصحبتهم، حيث لن يبتعدوا عن عوالمهم الصغيرة هناك بوجود مخيم الأطفال «كيدز كامب» الذي أعِدَّ خصِّيصاً ليلبِّي احتياجاتهم على أكمل وجه. كما يمكن للمتسوِّقين الحصول أيضاً على بطاقة هدايا أوتليت سيتي ميتسينغِن لإدخال بهجة التسوُّق إلى قلوب محبيهم.
بين التاريخ والطبيعة
إلى جانب تجربة التسوُّق الاستثنائية في أوتليت سيتي التي يعيشها المتسوِّقون وتمنحهم خبرات جديدة، ثمة فرص متنوعة متاحة أمام هؤلاء الضيوف للتعرف على معالم مدينة ميتسينغِن التي تشهد تغيراً مستمراً مواكباً لتطور العصر مع محافظتها على هويتها الثقافية المحلية، أو للقيام بزيارة قلاع وقصور ومعالم مذهلة أخرى في المناطق المحيطة بها؛ منها: قصر ليشتنشتاين الأسطوري الذي شيد في القرن التاسع عشر على ارتفاع 817 متراً تزيده مهابة وتمنح زواره مناظر فريدة، قصر لودفيغسبورغ البديع مع حدائقه الواسعة الذي لا يزال حتى اليوم يتمتع بسحره الخاص، قلعة هوهنتسولرن التي تتميز بإطلالة خلابة على منطقة الألب الشفابيّة وتعتبر واحدة من أجمل القلاع في أوروبا.
أما من لديه شغف باستكشاف الطبيعة البكر، فسيجد ضالته أينما توجه هناك! فها هي محميات المحيط الحيوي لمنطقة الألب الشفابيّة بانتظاره ممتدة من السهول، مروراً بالمرتفعات التي يزادد ارتفاعها تدريجياً لتبلغ ذروتها في منطقة الألب العليا، وصولاً إلى نهر الدانوب في الجنوب.
ولعلّ ما يسهّل القيام بذلك كله؛ هو وجود مركز المعلومات السياحية الواقع في ساحة ليندن بلاتس الذي يقدم شروحات تفصيلية للضيوف عن كل ما يحتاجون إليه من المعلومات وبلغات متعددة، مع توفير مرشدين سياحيين مختصِّين.
فنون الطعام
لن يكون ضيوف ميتسينغِن في حيرة من أمرهم حين يتعلق الأمر بخيارات الطعام؛ لأن الفرصة متاحة أمامهم للقيام برحلة استكشاف المذاق الكامل واختبار أنواع كثيرة من المأكولات. الأطباق التي تقدَّم تتميز بأفضل المنتجات المحلية من محمية المحيط الحيوي لجبال الألب الشفابيَّة.
أما من يعشق الحلويات، فإنه سيجد هناك أصنافاً شهية كثيرة منها. وغالباً ما تكون الفاكهة الطازجة جزءاً أساسياً من مكوِّناتها. ومن أشهر الحلويات التي تشتهر بها المنطقة الشفابيَّة كعكة الغابة السوداء «بلاك فورست كيك» الغنية عن التعريف.
