موظفو الدولة وطلبة المدارس يتنفّسون هواءً ملوثاً
«الموظفون في الوزارات والهيئات الحكومية، وطلبة المدارسن يتنفسون هواء ملوثا»… هذا ملخص دراسات أجراها مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، على المباني الحكومية والمدارس، محذرا من خطر تلوث الهواء فيها إلى درجة تخطت نسبة التلوث النسب المصرح بها دوليا.
وأرجعت الدراسة «انتشار الكثير من الامراض في الفترات الاخيرة إلى عدم جودة الهواء وعدم صلاحيته لصحة الإنسان، وان الهواء الداخلي يعتبر من أدق العوامل المؤثرة في صحة الإنسان، لا سيما الكثير من الافراد الموظفين في تلك الأماكن يقضون الوقت الأكبر من حياتهم داخل مبان، تكون غالباً خالية من تيارات الهواء». وذكرت أن فريق من معهد الكويت للابحاث العلمية، درس وقيم مستويات الملوثات العضو في البيئة الداخلية لبعض المباني الحكومية والمدارس، ومجمع القطاع النفطي، من خلال اخذ قياسات لكل من المعادن النزرة، والزئبق في الهواء والماء والتربة، وأخذ قياسات لكل من الملوثات العضوية وغير العضوية على مستويات مختلفة في داخل المبنى والخارج بجوار (NCOSC)، ومعاينة أنظمة الإضاءة المناسبة في جميع أنحاء المبنى والطوابق، ودراسة اداء انظمة اجهزة التهوية (التكييف – والتدفئة). وتهدف هذه الدراسة إلى الحصول على بيئة داخلية تمتاز بهواء ذي جودة عالية داخل المباني الصناعية التجارية والسكنية والترفيهية في الكويت، وتعتبر مرجعا للمعماريين والمصممين لكيفية تصميم وانشاء مبان تمتاز بهواء ذي جودة عالية في المستقبل، وكذلك تقييم تأثير برنامج جودة الهواء في المواقع المقترحة لبناء مدارس جديدة، آخذين بعين الاعتبار تأثير المجال الكهرومغناطيسي من خطوط الضغط العالي في المواقع المقترحة، ومعرفة المسافة الآمنة من تأثير المجال الكهرومغناطيسي الناتج من خطوط الضغط العالي في المواقع المقترحة. ومن ضمن المشروعات التي درسها معهد الكويت للابحاث العلمية مشروع تقييم جودة الهواء في ضاحية علي الصباح السكنية «أم الهيمان»، من خلال قياس ملوثات الهواء المنبعثة من المصانع الموجودة في منطقة الشعيبة الصناعية، وتأثير ذلك على جودة الهواء فيها، وتم تقييم جودة الهواء عن طريق استخدام وحدة المختبر المتنقل المتوافرة في المعهد، وتصميم شبكة من الاجهزة التي توضع في اماكن محددة تم اختيارها علميا بحيث يتم جمع العينات من هذه الاجهزة وتحليلها لمعرفة تراكيز المركبات العضوية المتطايرة في الهواء،و مقارنة العينات بالمستويات القياسية المعتمدة من قبل الهيئة العامة للبيئة. واظهرت الدراسة المردود الاقتصادي والاجتماعي، بان نتائجها تسهم في التعرف على مستويات التلوث الجوي في منطقة أم الهيمان، ومطابقتها مع الحدود المسموح بها لكل ملوث على حدا، وتساهم هذه الدراسة التعرف على أخطر المركبات العضوية المتطايرة ومدى تراكيز هذه المركبات في نفس المنطقة، كما تساهم مخرجات هذه الدراسة بدعم متخذي القرار بمعلومات علمية مثبتة تعكس مستوى جودة الهواء في منطقة الدراسة، الامر الذي سوف يسهل من عملية اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من تعرض سكان هذه المنطقة للملوثات الصناعية مما ينعكس على المستوى الاجتماعي والاقتصادي لساكني هذه المنطقة. واشارت إلى أن بعض الدراسات العالمية بينت مستوى التلوث داخل المنازل يفوق من 2 إلى 3 أضعاف التلوث خارجه، وفي بعض الأحيان تصل الملوثات في المنزل إلى 100 ضعف ما هي عليه خارجه، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن العالم يفقد سنوياً من 4 إلى 5 ملايين طفل بسبب التهابات الجهاز التنفسي، وتقدر الدراسات ذاتها أن 40 في المئة من هذه الأمراض يعود لملوثات المنازل وبعض المباني الحكومية التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، بالإضافة إلى تزايد ما يعرف بالأعراض المرضية المتزامنة للمباني والتي ترتبط بالمباني المحكَمة الغلق التي لا يمكن فتح نوافذها. وقد اعلنت منظمة الصحة العالمية أن 2.4 مليون شخص يموتون سنويا بسبب بعض العوامل الناجمة عن تلوث الهواء، ومنهم 1.5 مليون شخص يموتون من الأمراض التي يسببها تلوث الهواء في الأماكن المغلقة ذات التهوية المحدودة، فالأبحاث العلمية كشفت أن تلوث الهواء الداخلي يمكن أن تبلغ نسبة سميته ثلاثة أضعاف نسبة سمية الشوارع المختنقة بالسيارات. وأن مجموعة جودة الهواء في المعهد تعمل على تطوير استراتيجيات لتحسين نوعية الهواء في الكويت، وبالتالي تحسين الصحة العامة، وذلك عن طريق إعطاء توصيات معتمِدة على المنهج البحثي لصانعي القرار في الحكومة والقطاع الصناعي حول أفضل الطرق والأساليب لتخفيف آثار تلوث الهواء. |