موسكو تخطط لعقد مؤتمر لأمن الخليج!
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/09/00-66.jpg)
وتستند المبادرة الروسية إلى مفهوم أمن المنطقة، الذي وضعته وزارة الخارجية الروسية في تسعينيات القرن الماضي. وقد تم إحياء هذه الوثيقة في عام 2015، ولكن لم تتبع ذلك خطوات عملية. ويبدو أن أزمة الخليج الحالية دفعت موسكو ثانية إلى إحياء الوثيقة وإلى الحصول على دعم جميع الأطراف المعنيين، وهذا ما صرحت به للصحيفة مصادر في الدوائر الدبلوماسية الروسية.
إحياء اقتراح قديم
وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أعلن خلال زيارته للكويت أن موسكو “على مدى سنوات” تطرح مبادرتها بشأن الأمن في منطقة الخليج، وأن الكويت والبحرين وعمان تدعم هذه الفكرة. وأوضح مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية أنه بالنظر إلى أزمة قطر، فإن الوقت قد حان “لإحياء مقترحاتنا التي أرسلتها وزارة الخارجية إلى جميع البلدان بما فيها إيران، وتنظيم مؤتمر دولي حول أمن منطقة الخليج”.
وأضاف المصدر أن “مهمتنا هي نزع التوتر في منطقة الخليج”، و”نحن نحاول تهيئة الظروف اللازمة لعقد المؤتمر، وعلى الدول المشاركة اتخاذ القرارات”.
نجاح للدبلوماسية الروسية
ويلفت زابرودين إلى أن الأمر لا يتعلق بإنشاء منتدى جديد في الخليج، لأن المسألة الأساس حالياً هي جمع دول المنطقة حول طاولة الحوار، وإذا حصل ذلك، فسيكون نجاحاً كبيراً للدبلوماسية الروسية.
عقد وخلافات
ووفق رأي المستشرق، الدبلوماسي السابق، الرئيس الحالي لجمعية الصداقة والتعاون مع البلدان العربية فياتشيسلاف ماتوزوف، فقد تراكم حالياً في المنطقة العديد من “العقد والخلافات”. لذلك فإن المؤتمر سيتمخض فعلاً عن نتائج جدية إذا كان دولياً، لا إقليمياً، أي أن الحديث بالدرجة الأولى يدور عن دعم المبادرة من جانب واشنطن.
أزمة قطر
أضاف ماتوزوف أن “اقتراح عقد هذا المؤتمر جاء في الوقت المناسب… في السابق كان السبب هو تفاقم العلاقات بين إيران ودول الخليج. فقد كانت الإدارة الأمريكية السابقة تدفع بلدان الخليج إلى تحويل انتقادها من إسرائيل إلى إيران، والآن أضيفت إليه أزمة قطر. وعلى موسكو وواشنطن الاتفاق بشأن تنظيم هذا المؤتمر انطلاقا من الحساسية البالغة للمنطقة”.
ترامب
وأشار ماتوزوف إلى أنه كان يمكن ترامب دعم هذه المبادرة لو لم يكن مقيداً من جانب الكونغرس. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك احتمالاً في أن يجد ترامب فرصة للمساهمة في تسوية هذه الأزمة، لأنه “خلافاً لرؤساء الولايات المتحدة السابقين، يستعرض نوايا مختلفة”.
تسوية الأوضاع بالدبلوماسية
ويذكر أن المبادرة الروسية تهدف إلى تسوية الأوضاع في منطقة الخليج بالطرق الدبلوماسية–السياسية، وعدم السماح باللجوء إلى استخدام القوة من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، واستخدام المعايير المزدوجة. وإضافة إلى ذلك، يجب أن يأخذ النظام الأمني في المنطقة بالاعتبار مصالح جميع البلدان، والأهم عدم استثناء أي بلد من بلدان الخليج.