المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

مواطن يُنقذ جيرانه من حريق ويفقد والدته وابنته بمكة

سجّل مواطن مواقفاً مشرفة للتضحية، بعد أن بادر مع ابنه بإنقاذ جيرانه مستأجري عمارته، فور اندلاع حريق في شقة أحدهم بالدور الثاني في حي بطحاء قريش بمكة المكرمة مؤخراً، قبيل انتشار ألسنة اللهب والدخان إلى كامل العمارة ووصولها إلى والدته المُسنة وابنته اللتين فارقتا الحياة في الدور الثالث المخصص لسكنهم.

ولم يستطع المواطن عبد الله الاحيوي ابن الفقيدة منيرة العلي الحمد الحديبي، ووالد الفقيدة عبير، والمصابة غدير، أن يظل في مسكنه بعد حادثة الحريق، حيث اضطر للانتقال للإقامة المؤقتة في أحد فنادق مكة مع من تبقى من أفراد عائلته، للتخفيف على نفسه وذويه من ألم فراق أعز الأقارب بحسب “الوطن”.

وتعود تفاصيل الحادثة، حينما قام الأب عبد الله وابنه محمد بإنقاذ المستأجرين لديهم في الدور الثاني من حريق اندلع بشقتهم، ولم يعتقدا أن لهيب وأدخنة الحريق ستخطف منهما أغلى ما لديهما، وهما أم عبد الله وابنته عبير في وقت واحد، إضافة إلى إصابة الابنة الأخرى غدير، التي ظلت لعدة أيام تحت العناية الفائقة في المستشفى.

فحينما أراد عبد الله وابنه محمد العودة إلى الدور الثالث مقر سكنهما بعد فراغهما من إنقاذ الجيران وإخراجهم خارج العمارة، لم يتمكنا من الصعود إلى الدور الثالث نظرا لإغلاق المصعد وباب الدرج المؤدي إلى منزلهما، نتيجة سرعة اشتعال النيران، مما ترتب عليه إعاقة سرعة الوصول إلى الفقيدتين.

وأكد عبد الله إيمانه بقضاء الله وقدره، حامدا الله على ما أعطى وما أخذ، مشيرا إلى أن ما حدث مكتوب من رب العالمين بأن تكون هذه النهاية لحياة الأم والابنة، يذكر أن الابنة عبير رفضت الهرب والصعود إلى أعلى العمارة وحدها، وتحاشي الأدخنة المتزايدة، وأصرت على البقاء محتضنة جدتها الطاعنة في السن ومساعدتها، حيث حاولت إنقاذها لكونها لا تقوى على الحركة بسرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى