المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

من أراد أن يحسن صومه فعليه أن يحسن عمله

يرى د. بسام الشطي ان هناك من يتخذ من صيام شهر رمضان ذريعة للتكاسل والإهمال في العمل حتى أنك تجد الكثيرين يغلقون عليهم أبواب مكاتبهم ويستغرقون في ثبات عميق ولا مجال لصاحب مصلحة او حاجة أن ينجز معاملته أو يقضي حاجته، ولو أحسن هؤلاء تدبر معنى فريضة الصوم لأدركوا أنها عبادة سامية هدفها السمو بالروح على متطلبات الجسد، وعلى من يريد أن يُحسن صومه أن يحسن عمله في نهار رمضان لا أن يتحول إلى طاقة معطلة وجسده هامد ينتظر ساعة الافطار لكي تدب فيه الحياة ويشبع شهواته نهلا من طعام وشراب. وأكد ان اتقان العمل وحسن ادائه من الإيمان، ولا ينسى العالم أن في رمضان ليلة مباركة يضاعف الله فيها الثواب للصائمين المخلصين، أما التكاسل عن العمل فيرفضه الاسلام.

فعلى الموظف الالتزام بالدقة في مواعيده وفي انجاز عمله بالصورة المطلوبة وعلى الوجه الأكمل، وهذا هو المفهوم الاسلامي الصحيح لفريضة الصوم، مشيرا الى ان كثيرا من الصائمين قد انحرفوا عن هذا المفهوم كهؤلاء الذين جعلوا من شهر الصبر والعمل شهرا للنوم والخمول والتكاسل في أداء الأعمال المطلوبة منهم، فأصبح من الظواهر المألوفة أن نجد كثير من الموظفين لا يلتزمون بالحضور الى أعمالهم في المواعيد المحددة، وما يكادون يجلسون في مكاتبهم حتى يتثاءبوا فينامون أو يصابون بالضجر والاعياء بل نراهم تضيق صدورهم بالمراجعين عليهم من اصحاب المصالح، وبعضهم لا يتورع عن ترك مكتبه واللجوء إلى المصلى متظاهرين بانتظار وقت الصلاة، وهؤلاء يبررون سلوكهم المعوج فهم يجعلون من وقت العمل من ساعات النشاط الاجتماعي أوقاتا للكسل والنوم. فعلى كل مسلم أن يراقب ربه في عمله على الوجه الأكمل ويلتزم بما طلب منه رب العمل، فإن لم يفعل فصيامه لا يثمر شيئا وبالتالي يكون الأجر بغير حق، ومن ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش» وقال الله عز وجل في حكمة الصوم «لعلكم تتقون».

ويضيف د.جلوي الجميعة، الصوم ليس وسيلة إلى ترك العمل والاهمال فيه، فالشرع لم يكلفنا بالصيام لكي نتهرب من أعمالنا التي نأخذ عليها أجرا، ولو نظرنا إلى ما كان يحدث بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان لعلمنا أننا نترك الأمر اليسير بحجة أن الصيام يعوقنا عن ادائه فقد كان بعض اصحاب رسول الله يحاربون ويجاهدون في سبيل الله وهم صائمون، ولهذا فإن الموظف الذي يتكاسل عن عمله يعتبر حراما عليه ولكن هذا لا يودي إلى بطلان الصوم وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره بأنواع العبادات والقربات، والمسلم يجب أن يكون نشيطا في عبادته وعمله، وأن يستشعر أن الأجر مضاعف سواء في خدمته للناس أو في عبادته لربه، فيجب على كل مسلم وخاصة الموظف ان يظهر الجد والاجتهاد وحسن الخلق، ولا يجوز أن يؤخر الموظف مصالح الناس في هذا الشهر بحجة أنه شهر رمضان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى