المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

منظمة العفو تتهم القوات العراقية والحشد الشيعي بتعذيب العرب السنّة

قالت صحيفة الإندبندنت إن العرب السنة يواجهون “هجمات انتقامية وحشية” على يد المليشيات والقوات العراقية؛ بسبب الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة.
واشارت الصحيفة إلى تقرير أصدرته منظمة العفو الدولي “أمنستي إنترناشونال”، الذي جاء في وقت بدأت فيه قوات الحكومة العراقية عملية استعادة الموصل من يد تنظيم الدولة، لافتة إلى أن المنظمة الحقوقية اتهمت المليشيات الشيعية والقوات الحكومية باعتقال آلاف من الأطفال والرجال وتعذيبهم وتغييبهم وقتلهم فورا.
وقال تقرير المنظمة، المكون من 70 صفحة: “العقوبة بسبب جرائم تنظيم الدولة: العراقيون المشردون الذين انتهكتهم المليشيات والقوات الحكومية”، وزعمت “أمنستي” أن دعم القوات العراقية للمليشيات يعني أنها متواطئة “في الهجمات الانتقامية”.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إلى أنه منذ منتصف عام 2014، شرد حوالي 4.2 مليون مدني من أراضيهم نتيجة للنزاعات المسلحة وجرائم تنظيم الدولة، ويقول التقرير: “هرب الكثيرون منهم دون أخذ أي شيء سوى ملابسهم التي كانت عليهم، في الليل حتى لا ينبهوا أحدا، ومشوا ساعات طويلة في طرق خطيرة”، ويضيف: “لم يستطع كل من هرب الوصول إلى الوجهة الآمنة، فقد أطلق مقاتلو تنظيم الدولة النار على المدنيين الهاربين، فيما انفجرت الألغام في بعضهم، وغير ذلك من المتفجرات الباقية من الحرب دون تفجير”.
وذكرت الصحيفة أن منظمة “أمنستي” ذكرت أن عشرات الآلاف من المدنيين شردوا بالقوة من منازلهم على يد القوات الحكومية والبيشمركة العراقية وغيرها من المليشيات، ونتيجة للعمليات العسكرية، مشيرة إلى زعم التقرير بأن الكثير منهم منع من العودة إلى بيوتهم، وتحت ذريعة الأسباب الأمنية.
ونوه تقرير الإندبندنت إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أنشأ لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في الفلوجة، حيث قامت القوات العراقية باعتقال عدد لم يتم تحديده من سكانها، مستدركة بأن العبادي قال إن هذه الممارسات هي “حالات فردية”، ولا تعد جزءا من انتهاكات منظمة.
وتنقل الصحيفة عن عدد من المسؤولين، قولهم إن هذه التقارير لا تعكس الممارسات الأوسع، منوهة إلى أنه أحد الحوادث التي ذكرها التقرير، قال إن 12 رجلا وأربعة أولاد من قبيلة الجميلة، الذين هربوا من بلدة السجر قرب الفلوجة، وأعدموا دون محاكمة، بعدما سلموا أنفسهم لرجال يرتدون الزي العسكري ولباس الشرطة، في 30 أيار/ مايو، وتم فصل الرجال الكبار عن الأطفال والنساء، قبل أن يتم صفهم وإطلاق النار عليهم، وتم إلقاء القبض على حوالي 73 رجلا من القبيلة ذاتها بعد أيام، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
ويذكر تقرير المنظمة أن المليشيات اختطفت وعذبت وقتلت أطفالا من قبيلة المحامدة، وتم اعتقال حوالي 1300 رجل وطفل في 3 حزيران/ يونيو، بعدما فروا من الصقلاوية ومدينة أخرى شمال الفلوجة، وقال ناجون لـ”أمنستي” إنه تم اعتقالهم في مزرعة، وضربوا باستخدام عدد من الأدوات، بما فيها المجارف، وقال أحد الناجين لـ”أمنستي”: “كان هناك دم على الجدران.. وضربوني والبقية بأي شيء تصل إليه أيديهم، معاول حديدية ومجارف وأنابيب وأسلاك.. ومشوا على أجسادنا ببساطيرهم، وشتمونا وقالوا إن ذلك انتقام لمذبحة سبايكر، وشاهدت شخصين وهما يموتان أمام ناظري”، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأن آلاف الرجال والأطفال الذين فروا من مناطق سيطرة تنظيم داعش اختفوا بشكل قسري على يد قوات الأمن العراقية والمليشيات، بحسب ما ورد في التقرير، وقال المعتقلون الذين تحدثوا مع “أمنستي” إنه تم وضعهم في أوضاع غير مريحة ولأوقات طويلة، وتعرضوا للصعق بالكهرباء، وضربوا بوحشية، وهددوا النساء بالاغتصاب، وقال رجل إنه عذب في مكان تابع للقوات العراقية قرب قرية الحاج علي في حزيران/ يونيو.
وبحسب تقرير “إندبندنت”، فإن تقرير المنظمة زعم أن أكثر من 50 شخصا اعتقلوا في غرفة واحدة، وتعرضوا لضرب مستمر، ويقول أحدهم لـ”أمنستي”: “ضربوني بسلك سميك على قدمي، ورأيتهم وهم يطفئون أعقاب سجائرهم في جسد آخر، وتم صب الشمع على ولد في عمر الـ15 عاما، وكانوا يريدون منا الاعتراف بأننا من تنظيم داعش”.
وتبين الصحيفة أن منظمة “أمنستي” أكدت في تقريرها أنه لا يمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية عن الانتهاكات المزعومة، وتنقل عن مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “أمنستي” فيليب لوثر، قوله: “بعد هروبهم من رعب الحرب، وطغيان تنظيم داعش، واجه العرب السنة انتقاما وحشيا على يد المليشيات وقوات الحكومة، وعوقبوا على جرائم ارتكبها داعش”.
وتختم الإندبندنت تقريرها بالإشارة إلى قول لوثر: “مع بداية معركة الموصل، فإنه من المهم أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات حتى لا تحدث انتهاكات مهولة مرة أخرى، وعلى الدول التي تدعم الجهود العسكرية لمواجهة تنظيم داعش في العراق أن تظهر أنها لن تغمض عيونها عن الانتهاكات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى