مناشدة زوجته نكأت الجرح.. هذه قصة الشيخ طلال آل ثاني الذي تعتقله قطر
تفشي فيروس كورونا في مكان احتجازه أعاد معاناته للواجهة
لا تخجل الأسرة الحاكمة في قطر من سجن وتعذيب خصومهم السياسيين، وإذلالهم والتنكيل بهم، حتى وإن كانوا أولاد عمومتهم، في سبيل الحفاظ على كرسي الحكم، واستمرار منافعهم ومكاسبهم من وراء ذلك.
ولعل مناشدة زوجة الشيخ طلال آل ثاني بالإفراج عنه قبل أيام قليلة، قد نكأت جرحاً عميقاً، وفتحت ملف المعتقلين في الإمارة الخليجية، الذين لا ذنب لهم، سوى إنهم قرروا انتقاد الحمدين أو تميم فلاقوا ما لاقوه من تنكيل وتعذيب وتشويه لصورتهم، وانتهاك لكرامتهم.
وظهرت أسماء ريان زوجة الشيخ في مقطع فيديو رفقة نجلتها مناشدة الدوحة بإطلاق سراح زوجها بعد تفشي فيروس كورونا بين المساجين والمعتقلين في سجن قطر المركزي، بحسب ما كشف تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش.
وقالت زوجة الشيخ طلال في مقطع فيديو إن السلطات القطرية تواصل عنادها ورفضها إطلاق سراح زوجها، على الرغم من مطالبة الأمم المتحدة بإطلاق سراح كل المعتقلين في ظل انتشار جائحة كورونا في السجون؛ بسبب نقص الرعاية الصحية والنظافة داخل السجون المتكدسة.
كما أظهر المقطع نجلة الشيخ طلال، وتُدعى العنود، وهي تطالب أمير قطر تميم بن حمد في رسالة باللغة الإنجليزية بالتدخل لإطلاق سراح والدها؛ بسبب تفشي الفيروس التاجي.
وبحسب مقطع فيديو سابق نشرته قناة العربية، قال “ريان” إنها طلبت من زوجها عدم الرضوخ للسلطات القطرية، ومواصلة نضاله، كما أشارت إلى أن زوجها يتعرض للتعذيب في السجن، والتنكيل به.
ما هي قصة الشيخ طلال؟
يُعد الشيخ طلال آل ثاني حفيد مؤسس دولة قطر، وقد اعتقلته السلطات القطرية في عام 2013م، بدعوى وجود مديونيات عليه، وتوقيعه على شيكات بدون رصيد، بحسب الروايات الرسمية، وأودعته السجن تعسفياً لمدة 25 عاماً، وهو حكم غير مسبوق في هذه النوعية من القضايا، وذلك بعد خداعه واستدراجه للعودة إلى الدوحة بدعوى تسليمه ميراث والده؛ وهو ما كان بمثابة فخ لا أكثر؛ للتخلص منه ومن مطالباته ومعارضته السياسية للنظام، وللإنفاق على التنظيمات الإرهابية التي ترعاها الإمارة الخليجية.
وتمنع الدوحة من ذلك الوقت زوجته وأطفاله من زيارته والاطمئنان عليه، وبحسب زوجته فإن السلطات لم توجه أي اتهامات لزوجها، كما ترفض تقديمه للمحاكمة العادلة، فيما لفتت إلى إن النظام حاول إجبار الشيخ طلال على توقيع تصريح بأنه “مختل عقلياً” مقابل إطلاق سراحه.
كما جرد النظام زوجة الشيخ وأبناءه من الحقوق كافة، وجمد ميراثهم وحصتهم في الإرث، وكذلك لم يحظوا بالمعاملة التي يتلقاها غيرهم من أبناء آل ثاني من حصانة ومزايا مختلفة.
أحوال مزرية في السجن
وكشفت منظمة هيومان رايتس ووتس في تقرير لها قبل أسبوع من تفشي فيروس كورونا بين المساجين والمعتقلين في سجن قطر المركزي، نظراً لاكتظاظه بالمحتجزين، وانعدام النظافة، والرعاية الصحية.
وقال بعض السجناء للمنظمة إنهم يعانون من تجاهل المسؤولين، وفرض سلطات السجن قيوداً إضافية على حصول السجناء المحدود بالفعل على الرعاية الطبية الأساسية، كما يفتقد السجن لأماكن إقامة صحية، دورات مياه كافية، فيما تعد تدابير التباعد الاجتماعي مستحيلة، بالنظر إلى الازدحام.
وطالبت المنظمة الحقوقية السلطات القطرية بتخفيف عدد السجناء للسماح بالتباعد الاجتماعي، وضمان أن يتمكن كل شخص في السجن من الحصول على المعلومات وعلى الرعاية الطبية المناسبة. كما طالبتهم أيضاً بوضع بروتوكولات مناسبة للنظافة الشخصية والتنظيف، بما في ذلك توفير التدريب واللوازم مثل الكمامات والمطهّرات والقفازات؛ للحد من خطر الإصابة بالعدوى.