
مع استمرار توافد المرتزقة والجنود الأتراك، تحولت قاعدة معيتيقة في ليبيا إلى منصة للتدخلات التركية في ليبيا ودول شمال أفريقيا، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن ضباطاً أتراك يديرون عمليات التنسيق بين المرتزقة القادمين من شمال سوريا والميليشيات الإرهابية في طرابلس، من داخل المطار.
وأعاد خرق الميليشيات للهدنة أجواء الحرب إلى ليبيا، وخيّم الخيار العسكري على الأوضاع في البلاد، إذ يرتقب استئناف المعارك في أية لحظة، بعد رضوخ حكومة الوفاق لضغوط تركيا والإخوان بوأد الهدنة وبدء المعارك. وأكّدت مصادر عسكرية لـ «البيان»، أن ميليشيات الوفاق خرقت الهدنة، وتنكرت لاتفاق مؤتمر برلين، بإقدامها على فتح أبواب طرابلس للمزيد من المرتزقة واستقبالها الإنزال العسكري التركي أمام مرأى ومسمع العالم. وقالت المصادر، إنّ عمليات الحشد العسكري مستمرّة من قبل الميليشيات الأمر الذي أجبر الجيش الوطني للاستعداد للرد على أي عمل عسكري، فيما تضغط القبائل الليبية على قيادة الجيش لخوض معركة الحسم ضد الميليشيات قبل أن يتحول الاحتلال التركي إلى واقع على الأرض يصعب تلافيه، لاسيّما في ظل الحديث عن استعدادات لإنشاء قاعدة تركية في غرب البلاد.
في السياق، أعلنت قاعدة الوطية الجوية التابعة للجيش الليبي والواقعة قرب الحدود مع تونس، عن استقبالها تعزيزات عسكرية من الزنتان وصبراتة، تنفيذاً لتعليمات آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء إدريس مادي. وذكرت كتيبة برق النصر، أنّ أفرادها باشروا مهامهم لتأمين القاعدة التي أوضحت تقارير استخباراتية، أن الأتراك يخطّطون للاستيلاء عليها. بدوره، قال اللواء طيار ركن محمد منفور، آمر غرفة عمليات سلاح الجو الرئيسية، إنّ الجيش الوطني الليبي يستعد لمعركة الحسم بمعنويات مرتفعة وعبر تجهيزات عسكرية ضخمة، مؤكّداً أنّ الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة. وأضاف: «نحن كسبنا المعركة سياسياً وقادرون على حسمها عسكرياً، نحن نحارب في سبيل الحق وهم يحاربون في الباطل سنسحق كل القتلة الذين تقاطروا علينا من كل حدب وصوب ولن تكون ليبيا إلا قبراً كبيراً لهم».
قرار حرب
من جهته، كشف مصدر عسكري من داخل طرابلس لـ «البيان»، عن أنّ حكومة الوفاق كلّفت تركيا بإجراء ترتيبات عسكرية وأمنية في طرابلس، والاستعداد لشن هجمات متزامنة على مواقع تمركز الجيش الوطني، بمشاركة المرتزقة السوريين والجنود الأتراك. وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، أنّ حكومة الوفاق اتخذت قرار الحرب بضغط من تركيا وجماعة الإخوان، وسلمت مقاليد إدارة المعارك لفريق الضباط والخبراء الأتراك المتمركز في قاعدة معتيقية، وأطلقت خلال الأيام الماضية، سراح المئات من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة من سجونها بعد التزامهم بالقتال ضد الجيش الوطني الليبي.