«معرض دمشق الدولي» يقسم حكومة بيروت

تستمر فصول الحياة السياسية والأمنية وأزماتها في لبنان على وقع الأزمة السورية. فالأزمة في سوريا سورية بقدر ما هي إقليمية، وعامل حاسم في أزمات المنطقة المعولمة. لذا استحوذت زيارة وزراء لبنانيين إلى سوريا للمشاركة في معرض دمشق الدولي الذي انطلقت فعاليته أمس، بعد انقطاع خمس سنوات عن إقامته، وعن انقطاع كل الفعاليات في العاصمة السورية، على متابعة الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية.
شقاق في مجلس الوزراء
وتحولت زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا للمشاركة في المعرض موضوعاً خلافياً داخل الحكومة بين فريق يرفض إعطاء الزيارة طابعاً رسمياً من جهة، وبين من يصر على القيام بالزيارة بصفته الرسمية. الانقسام السياسي حول الزيارة ظهر في مواقف الوزراء قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس.
صورة الأسد للحريري
حين سئل وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس (التابع لتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية) عمّا سيحضر معه من سوريا، قال «سأحضر معي صورة للرئيس بشار الأسد». وعندما سأله وزير الإعلام ملحم رياشي (قوات لبنانية): «لمن ستعطيها؟» أجاب: سأهدي واحدة لرئيس الحكومة سعد الحريري. في حين أصر وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي (قوات أيضا) على ان زيارة الوزراء إلى سوريا لن تكون رسمية إلا بتكليف من مجلس الوزراء، وعلى ان حزب «القوات اللبنانية» ضد إعطاء الحكومة التفويض للوزراء بالذهاب. كما شدد بو عاصي على اهتمامه بمعرفة نتائج زيارة الحريري الى الكويت لبناء علاقات أفضل.
خلافات متدحرجة
وبينما كان متوقعا ان يشهد ملف مناقصة الكهرباء المدرج على جدول اعمال مجلس الوزراء الذي انعقد أمس سجالاً حكومياً بين وزراء التيار العوني ووزراء يعترضون على مناقصة استتئجار بواخر لتوليد الطاقة، تسبّب ملف الاتصالات الهاتفية بإشكال حكومي خرج على أثره وزير الاتصالات جمال الجراح (تيار المستقبل) من القاعة، فتضامن معه وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي (المستقبل ايضا). لكن وساطة من الوزيرين نهاد المشنوق ويوسف فنيانوس نجحت في إعادتهما الى الجلسة.
وفي التفاصيل أنّه، وعندما استهل النقاش في البند الخامس الوارد على جدول الأعمال الذي يتعلق بطلب وزارة الاتصالات اعطاء هيئة أوجيرو سلفة خزينة بقيمة 225 مليار ليرة لبنانية، بهدف البدء بتطبيق المشروع FTTC، عمد بعض الوزراء إلى المطالبة بإيضاحات تتعلق بهذا الموضوع فشعر الجراح أن مناقشة هذا البند انطوت على كلام مسيء له، ما دفع به للخروج من القاعة قبل أن يعود الى الجلسة بعد تأكيد الوزراء له أن الكلام لم يكن مسيئا ولم يُقصد به الإساءة.
شركات لبنانية في دمشق
الوفد اللبناني المشارك في معرض دمشق الدولي تضمن إضافة الى وزيري الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) ووزير الرزاعة غازي زعيتر (حركة أمل) ووزير الأشغال يوسف فنيانوس (تيار المردة)، 14 شركة لبنانية تسعى كسواها من الشركات العالمية الى المشاركة في إيجاد موطئ قدم لها في إعادة اعمار سوريا. علما ان هذه الشركات لم تفصح عن مشاركتها تجنباً لأي مشاكل داخلية، لاسيما بعد الخلافات بشأن مشاركة لبنان أو عدم مشاركته.
ونقل عن المشرف العام على الجناح اللبناني في معرض دمشق الدولي أحمد الموسوي أن العديد من الشركات اللبنانية رفضت المشاركة في المعرض لأنه يقام على الأراضي السورية. وكشف الموسوي عن سلسلة مغريات قدمها منظمو المعرض في مبادرة تشجيعية لاستدراج هذه الشركات، منها على سبيل المثال تقديم جناح مجاني لهم، وتساءل: «لماذا لا يستفيد لبنان اقتصادياً من إعادة إعمار سوريا، ويترك المنافع الاستثمارية للشركات الأجنبية؟ فاللبنانيون والسوريون أحق من غيرهم بالمشاركة في إعمار سوريا».
الجيش: تقدم وانتشار
وعلى وقع التحضير لمعركة الجيش اللبناني على «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، عززت زيارة قائد الجيش الى منطقة رأس بعلبك وتفقده المواقع العسكرية انطباعاً باقتراب بدء المعركة، لاسيما أن اليومين الماضيين قد شهدا قصفاً عنيفاً من جانب الجيش اللبناني على مواقع مسلحي «داعش». لكن مصادر عسكرية أفادت لـ القبس أن ما يقوم به الجيش يندرج في اطار الضغط وتضييق الخناق على الإرهابيين، وان القيادة ستعلن عن انطلاق المعركة في مؤتمر صحافي في وقت قريب.
وفي جديد التطورات العسكرية الميدانية أفادت قيادة الجيش ان الجيش استرجع بعض التلال في جرود رأس بعلبك وسيطر على مرتفعات «عقاب خزعل» بعد اشتباكات مع الإرهابيين أدت إلى مقتل 6 مسلحين بينهم قيادي وإصابة 5 عسكريين بينهم ضابط.