
بين فيافي الصياهد تشكِّل “الشيلات” والأغاني هوية صوتية تتناغم مع الإبل والصحراء، لكن حضور “مصيّحة” يعيد نظم الإحساس والذاكرة باتجاه وحدة البلاد ومعارك مؤسس المملكة، لتندرج ضمن عناصر هوية متكاملة يرتجي “نادي الإبل” في الموسم الخامس من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أنْ ترتكز على العراقة وتتطلَّع للمستقبل.
وحقَّقت “مصيّحة” في نسختها اليوتيوبية مشاهدات نصف مليونية مشاهد ومستمع في وقت وجيز، بعد تقديمها من إنتاج شركة مفيد كإهداء للموسم الخامس من المهرجان، بتناغم غنائي جمع بين النجمة السورية أصالة نصري، والفنان صالح بن مانع، وتلحين رسم، فيما كتب كلماتها الشاعر عبدالمجيد الذيابي، وأشرف عليها المهندس وافي القحطاني.
وتستعيد الأغنية ناقة المهمَّات السريعة التي كانت ضمن سلالات الإبل التي يقتنيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- ضمن جهوده لتوحيد المملكة، وضم أجزائها، فاكتسبت “مصيّحة” سمعتها الكبيرة، حتى أطلق عليها النجديون “ناقة النَّب” أي النبأ العاجل والسريع.
وتُعدُّ “مصيّحة” إحدى الإبل التي كان الملك عبدالعزيز يهتم بها ويقتنيها، حيث يروي أحد الروَّاد العرب الذين التقوا الملك عبدالعزيز في أوائل العشرينيات من القرن المنصرم، ورافقه على الإبل “أمين الريحاني” في كتابه “ملوك العرب رحلة في البلاد العربية” أنَّ الملك عبدالعزيز كان يراقب قافلة أناخت عند خيمة المونة، تحمل إلينا الخضر والماء من الأحساء، فأمر أن يحضر قيِّمها، فسأله سؤالاً بخصوص جمل من الجمال، فقال القيِّم: هو حرون (يرفض الأكل والانقياد) يا طويل العمر، فأجابه السلطان: اتركه يرعى مع الجيش لا ترجعه معك، ثم عاد إلى حيث وقف في الحديث فاستأنفه بالقول: “العدل عندنا يبدأ بالبل -الإبل- ومن لا ينصف بعيره يا حضرة الأستاذ لا ينصف الناس