مصر توجه رسالة اعتراض بتصويتها لمشروعين متناقضين حول سوريا بمجلس الأمن
تحول مجلس الأمن إلى ساحة صراع بين الدول الكبرى حول سوريا، وانقسمت الدول إلى فريقين، أحدهما يتبنى الموقف الروسي، والآخر يتنبى الموقف الأمريكي والأوروبي، وما بين الفريقين ضاع الشعب السوري.
وبينما يتعين على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الإنحياز إلى فريق دون الآخر، كان موقف الدبلوماسية المصرية مختلفا بالتصويت أمس السبت لصالح مشروعي قرار، وصفا بأنهما متناقضين حول سوريا.
وخرج المشروع الأول من فرنسا، ويدعو لوقف عمليات القصف في حلب، وفرض حظر طيران فوقها، واستخدمت روسيا حق الفيتو، ما حال دون تبني مجلس الأمن لمشروع القرار، بينما خرج المشروع الثاني من روسيا، و يهدف إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار في سوريا، دون الإشارة إلى وقف القصف على حلب وفرض حظر طيران فوقها.
وقال عمرو عبد اللطيف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمته بمجلس الأمن، أن مصر كانت تدرك مسبقا ” الفشل الذي هو المصير الحتمي للمشروعين (الفرنسي والروسي)”، لكن رغم ذلك، ” فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت درعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة”.
وانتقد عبد اللطيف ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي ” أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان”، على حد تعبيره.
وطالب المندوب المصري خلال إلقاء كلمته بعد رفض المشروعين الروسي والفرنسي الخاص بحلب في مجلس الأمن، بإيقاف المأساة بسوريا، ” أو بالأحرى، ضعوا حدا للتنافس والمطامع والخلافات السياسية التي تكلف السوريين أرواحهم”.
وأكد أن ” الفرصة ما زالت سانحة للتعاطي الجاد مع الأزمة السورية، وإن كان أعضاء هذا المجلس قد أعربوا جميعا عن رغبتهم في وقف نزيف الدماء، فستأخذ مصر هذه المواقف على محمل الجد”.
وأشار إلى أنه ” رغم اختلاف المقاربة التي تضمنها المشروعان اللذان تم طرحهما للتصويت اليوم، دعونا نتفق على أنهما تضمنا نقاطا رئيسية يتعين البناء عليها خلال الأيام القليلة الماضية، وهي في حقيقة الأمر النقاط التي صوتنا لصالحها اليوم”.
ورغم التوضيح المصري لأسباب التصويت لصالح المشروعين إلا أنه هناك جدلا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي، يعتبر أن ما أقدمت عليه الدبلوماسية المصرية أمرا غريبا.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة لكاتب سعودي يدعى جمال خاشقجي، قال فيها : ” الدبلوماسية المصرية غريبة ، صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الامن يفرض حظر طيران فوق حلب ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال اقل من ساعة ! “.
وتفاعل أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي مع هذا الجدل، معتبرا أن ما قامت به الدبلوماسية المصرية رسالة لها مغزى.
وقال قرقاش في تغريده على حسابه بتويتر: ” أرى أن التصويت المصري للمشروعين هدفه تحفيز الدبلوماسية الدولية للتحرك في الملف السوري تجاوزا للإستقطاب الحالي المؤسف”.