مسيرة لمئات الآلاف ببرشلونة احتجاجاً على انفصال كتالونيا
وقال الحائز على جائزة نوبل في الأدب فارغاس ليوزا، في كلمة في نهاية الفعالية: “إننا مواطنون سلميون يؤمنون بالتعايش والحرية. وسنظهر للانفصاليين الأقلية أن إسبانيا دولة عصرية”.
وذكر الكاتب والصحفي (81 عاماً) الذي ولد في بيرو ويحمل الجنسية الإسبانية وعاش في برشلونة في السبعينيات إنها “ستحتاج إلى أكثر من مؤامرة انقلابية من أجل تدمير ما تم بناؤه في 500 عام من التاريخ”.
ومنذ الصباح، التحف المتظاهرون بالأعلام الإسبانية والأعلام المناهضة لاستقلال كتالونيا التي تختفي منها النجمة البيضاء الموجودة في علم كتالونيا الانفصالي، وردد المشاركون “كلنا كتالونيون” “دولة واحدة فقط” “السجن لبوغديمون”.
وكارلوس بوغديمون هو رئيس وزراء إقليم كتالونيا ورئيس ائتلاف انفصالي نظم في الأول من أكتوبر (تشرين أول) استفتاء للانفصال تم حظره من قبل المحكمة الدستورية، لكن تم إجراؤه على الرغم من محاولات الشرطة الإسبانية التي شابتها أعمال عنف للحيلولة دون إتمامه.
وقبل المسيرة، احتشد المئات خارج المقر المحلي للشرطة العسكرية المحلية لبرشلونة “غارديا سيفيل” معبرين عن دعمهم لأفعالها. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن مشاهدة حالات الاستهجان حيال شرطة كتالونيا التي يشتبه قائدها بالتواطؤ مع الانفصاليين.
وشارك المحتجون الذين وصل بعضهم في حافلات أو بالقطار من مناطق أخرى من إسبانيا في المسيرة بشكل سلمي بدعم من حزب الشعب الحاكم وحزب سيودادانوس الكتالوني الموالي للحكومة وبدعم من الحزب الاشتراكي المعارض في اللحظة الأخيرة.
وكان عدد المشاركين مثيراً لكنه لا يزال يقل عما تم تسجيله من قبل المعسكر الموالي لاستقلال الإقليم في الإضراب العام الذي جرى في الثالث من الشهر الجاري عندما شارك 700 ألف شخص في مسيرة بشوارع برشلونة وفقاً لتقديرات الشرطة العسكرية المحلية.
وعلى الرغم من أن بعض محاولات الانفصاليين لوصم مسيرة الأحد بأنها حدث استبدادي من الجناح اليميني، شدد العديد من الأشخاص أن المعسكر الموالي للاستقلال ليس له احتكار على الرأي التقدمي.
وقال أنخيل (50 عاماً) وهو مدرس ومؤيد لحزب بوديموس اليساري: “أنا يسارية لكنني لا أريد استقلالاً. أريد أن تصبح إسبانيا دولة فيدرالية”.
وكان الانفصال سبباً لانقسامات شديدة: ففي الاستفتاء المثير للجدل، صوت 90% من سكان كتالونيا لصالح الانفصال عن إسبانيا، لكن عملية الاقتراع قاطعها معظم الكتالونيين الموالين للوحدة وبلغت نسبة المشاركة 43% فقط.
وجاء في استطلاع للرأي نشرته صحيفة “لا رازون” المحافظة الأحد، أن 79.4% من الإسبان و58.9% من الكتالونيين كانوا ضد الإعلان أحادي الجانب بالاستقلال والذي قيل إن سلطات كتالونيا تدرسه.
ومن المقرر أن يلقي بوغديمون كلمة للبرلمان الكتالوني يوم الثلاثاء القادم لكنه يتعرض لضغوط من أجل الإحجام عن خطط الانفصال التي ستصعد من ما هو بالفعل أكبر أزمة سياسية تتعرض لها إسبانيا منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة عام 1981.
وفي مقابلة مع قناة “تي في 3” الكتالونية، قال بوغديمون إنه سيمضي قدماً في إعلان الاستقلال وهو متوقع بموجب قانون الاستفتاء الذي تم تمريره الشهر الماضي.
وقال: “سنفعل ما يملي علينا القانون”.
وتم تسجيل المقابلة قبل عدة أيام ومن المقرر أن تتم إذاعتها في وقت لاحق الأحد. وبثت القناة مقتطفات قليلة بشكل مسبق.