مركز «جابر الأحمد الثقافي» يفوز بجائزة أفضل تصميم داخلي

حقق مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي التابع للديوان الأميري في الكويت إنجازا جديدا بفوزه بجائزة أفضل تصميم داخلي لهذا العام في مباني القطاع العام في مهرجان التصميم الداخلي التجاري بدبي الذي انطلقت أعماله 13 سبتمبر الحالي.
وتعد جائزة التصميم الداخلي التجاري منبرا للإشادة بالمشاريع وشركات التصميم الداخلي والمصممين الذين ساهموا في ترك بصمة في صناعة التصاميم الداخلية على مستوى المنطقة وما يقومون به من أعمال رائدة تظهر أفكارا أصيلة وإبداعات واسعة وإرادة في الابتعاد عن الأعمال والنماذج المكررة.
ونال تصميم مركز (الشيخ جابر الثقافي) الذي اشرف على انجازه الديوان الأميري إعجاب حكام المهرجان لتميزه بحداثة غير تقليدية في العمارة العربية وألوانها الجرافيتية واستخدام الأنماط الرمزية والشعرية بطريقة معاصرة وفنية الى جانب حصوله على اشادة خاصة في استخدامه المتميز للضوء والظل.
ويضم مركز (الشيخ جابر الثقافي) مرافق رئيسية تتكون من مركز مسارح ومركز موسيقي ومركز مؤتمرات ومكتبة وطنية للوثائق التاريخية.
ويجسد الهيكل الخارجي للمباني الأربعة التي يتكون منها المركز أشكالا هندسية معقدة مستوحاة من العمارة الإسلامية تبدو كما لو كانت جواهر في منتزه وطني كبير.
ويمتد هذا الإبداع أيضا الى التصاميم الداخلية لكل مبنى من هذه المباني الأربعة اذ يكتشف الزوار اثناء تفقدهم هذه التحفة المعمارية جواهر التصميم الداخلي الموجودة ضمن جواهر التصميم الخارجي.
ويشكل وجود ثريا فريدة ومتجانسة تضيء ردهة المدخل المؤدي الى المسرح الوطني وتمتد بين الجدار الخارجي لهذا المسرح ومسرح الدراما أحد معالم التصاميم الداخلية الرئيسية لهذا المركز.
وتعكس هذه الثريا ابداعا بصريا عبر تشبيه الزجاج بالماء واستخدام مستويات من قطع الزجاج المتساقط لتكوين انطباع بتدفق الماء جعلها تبدو كما لو كانت شلالا مائيا داخليا يستطيع الزوار السير حوله أو المرور من تحته أو من خلفه عندما يكونوا على مستوى الشرفة.
ويتميز التصميم الداخلي أيضا باستخدام فن الخط العربي جزءا من الديكور الداخلي الذي يمتد على مساحة 8000 متر مربع عبر ردهات المباني الأربعة التي تم تصميمها لتكون جزءا من كسوة المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية والمكتبات.
وقام الديوان الأميري باقتباس سبعة مقتطفات من أقوال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، يحث فيها أبناء الشعب الكويتي على التطور الثقافي والتنموي لتكون مواضيع كتابة هذا الفن العربي.
واحتضن مجمع مركز (الشيخ جابر الثقافي) منذ افتتاحه في نوفمبر 2016 العديد من الفنون التمثيلية والأعمال الفنية المحلية والعالمية حيث يعتبر المجمع مركزا رئيسيا لمسارح بمواصفات عالمية.
إلى ذلك اتخذ مركز جابر الأحمد الثقافي عبارة قالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في عام 1994 في احد خطاباته (من الكويت نبدأ) شعارا لبدء موسمه الثقافي الأول الذي ينطلق في 19 سبتمبر الجاري ويستمر حتى ابريل 2018.
وقال مدير عام عمليات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان المركز سيشهد تقديم فعاليات ذات قيمة فنية عالية تلائم مستوى هذا الصرح المميز الذي نال العديد من الجوائز العالمية من حيث التصميم.
وأوضح خاجة انه سيتم خلال هذا الموسم الثقافي تقديم عروض فنية متنوعة ما بين الاستعراضية والموسيقية والغنائية بالإضافة إلى الأنشطة الحوارية ذات المضمون.
وأكد حرص المركز على تنوع هوية الأنشطة ما بين الأنشطة الكويتية والعربية والعالمية، ويفخر المركز بهذا الصدد أنه قام بتأسيس فرقة موسيقية متخصصة تضم أكثر من 50 موسيقيا محترفا تتجاوز نسبة الكويتيين منهم 70% لتقديم مختلف الأعمال بقيادة المايسترو د. محمد باقر.
وأشار خاجة إلى أن الأنشطة لن تقتصر على المسارح بداخل المبنى إذ حرصت إدارة المركز على الاستفادة من المساحات الشاسعة في المبنى لتقديم مختلف المعارض ذات العلاقة بالفنون والتراث ولكن بلمسات معاصرة.
وأوضح ان من بين تلك المعارض (معرض 1927) الذي يحتفي بمرور 90 سنة ميلادية على تسجيل أول أغنية كويتية على الاسطوانات اذ يتضمن العديد من الاسطوانات الأصلية التي تم إنتاجها في ذلك العام لخمسة فنانين من الكويت آنذاك وهم عبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي وصالح وداود عزرا الكويتي وصالح عبدالرزاق.
وأشار إلى تنظيم معرض خاص متعلق بالفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا ويتضمن قطعا نادرة ذات صلة بأعماله الفنية.
وقد أعلن المركز أخيرا على موقعه الإلكتروني عن جدول الفعاليات والأنشطة ومواعيدها للنصف الأول من موسمه الثقافي الأول ويستمر من سبتمبر حتى ديسمبر 2017 على ان يتم لاحقا الإعلان عن جدول فعاليات النصف الآخر التي ستمتد من يناير حتى ابريل 2018.
ويأتي في مقدمة عروض النصف الاول من الموسم الثقافي أوبريت (مذكرات بحار) الذي يبدأ في 19 سبتمبر ويستمر ثلاثة ايام على خشبة المسرح الوطني وهو عمل قدم عام 1979 الا انه سيتم عرضه مجددا بتقنية حديثة.
ويصور هذا الاوبريت حال اهل الكويت قديما ومصاعب البحر والبحث عن الرزق بمشاركة فنانين ومطربين مشهورين منهم مريم الصالح وعبدالعزيز المفرج (شادي الخليج).
كما سيتخلل النصف الأول حفلات غنائية للفنان حمود الخضر وراغب علامة وعبادي الجوهر وهاني شاكر وموسيقى عمر خيرت وأخرى بعنوان (كلثوميات) واغاني عبدالكريم عبدالقادر يقدمها مجموعة من الشباب.
وينظم المركز ليلة عن الفنان الراحل عبدالله فضالة وليلة موسيقية عن الفنان راشد الحملي وليلة الفنان عوض دوخي.
ويستضيف المركز فرقا زائرة للمشاركة في موسمه الثقافي منها فرقة (كركلا) لتقدم استعراضا عن طريق الحرير الذي يروي قصة إبحار في التاريخ من بعلبك إلى عمان والهند وبلاد فارس وصولا إلى البندقية بحثا عن القيم الإنسانية كما يستضيف المركز أوركسترا لندن السيمفونية.