المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

علوم وتكنولوجيا

متخصِّصون: «نتفليكس» للشباب.. والفضائيات لكبار السن

المصدر - القبس

تحوّل التلفزيون والقنوات الفضائية في نظر البعض إلى مجرد موروث وتقليد اجتماعي يصارع للبقاء، وانحسرت فئات مشاهدته باستثناء كبار السن، بعد تلك الهجرة الجماعية لجمهورها نحو أدوات ومنصات إلكترونية، صارت في متناول يده على مدار اليوم، من خلال وسائط متعددة ومواقع تواصل ومنصات رقمية أخرى، من خلالها يستطيع المستخدم مشاهدة ما يريد في أي زمان ومكان يريد.

هذه التطبيقات والقنوات الإلكترونية أصحبت تنافس التلفزيون بقوة لما توفره من خصوصية وتفاعلية وحرية في الطرح مع سرعة الوصول إليها، وكذلك جودة المضمون الذي يعتمد على التشويق والتسلية، ما جعلها هدفاً استراتيجياً مهمّاً في مرمى جميع المحطات التلفزيونية لتوسعة نطاق حضورها وجمهورها وإحياء دور التلفزيون كقيمة تربوية وترفيهية في حياة المشاهدين.

خدمة «نتفليكس» أحدث الصيحات التي تهدّد عالم الفضائيات، وربما «يوتيوب» والمشغلات الأخرى، لمميزاتها العديدة، وفق شهادة مستخدميها، حيث استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا في جذب المتابعين، حتى بلغ عدد المشتركين على موقعها أكثر من 70 مليون مشترك ينفقون أكثر من 120 مليون ساعة في مشاهدة محتوى الموقع يوميا، من جميع دول العالم، وفق احصاءات «نتفليكس» نفسها.

ووفق موقع CNN، فإن أعداد المشتركين في خدمة Netflix وصلت إلى 125 مليون مشترك منذ مطلع 2019، كما أن أرباحها فاقت توقعات الكثيرين من الخبراء، حيث بلغت نسبتها %60 زيادة عن الربع الأول من عام 2018، وجاء جزء من نجاح وانتشار هذه الخدمة بسبب تخلّي الناس عن التلفزيون التقليدي، والتوجّه إلى البث الحي المريح، وأسعارها المعتدلة، مقارنة بمنافسيها.

توسّعت خدمة نتفليكس بمساعدة من أجهزة التلفزيون الذكية، وأجهزة فك التشفير، وأجهزة ألعاب الفيديو، والأجهزة الأخرى، ما جعل من السهل على المستخدمين الوصول إلى محتوياتها بسهولة.

إقبال متزايد

ولَم يغب تواجد «نتفليكس» عربيا، فمنذ انطلاق خدماتها في منطقة الشرق الأوسط، بدأ الإقبال يتزايد عليها، خاصة من فئتَي الشباب والأطفال.

واكتسبت المزيد من التأثير في المنطقة، حيث توصلت التحليلات إلى حقيقة مفادها بأن %22 من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط يستخدمون Netflix فعلاً.

وفي تقرير حديث، نشرته شركة كومبيتيتش، ومقرها المملكة المتحدة، تبيّن أن اشتراك Netflix لمستخدمي الشرق الأوسط يكلّف أكثر من الضعف بناء على تكلفة المحتوى الواحد، مقارنة بمستخدمي الولايات المتحدة الأميركية.

مزايا متعددة

القبس سلّطت الضوء أكثر على هذه الخدمة عبر متخصصين ومستخدمين، حيث عزا مستخدموها ومؤيدوها الاقبال الكبير عليها في الفترة الاخيرة وتفوقها على منافسيها إلى اسباب عدة، ابرزها ان الاشتراك فيها سهل للغاية وغير مكلف على الاطلاق، فلا يتطلب اكثر من بضعة دنانير شهريا، لا تكاد تذكر، مع شهور مجانية في أوقات العروض، كما يمكن من خلال الاشتراك فتح حسابات عدة مختلفة على اجهزة عدة، ما يمكن عددا كبيرا من الاسرة من متابعة اكثر من مسلسل في الوقت ذاته.

وأشار المشتركون إلى أن التطبيق يتيح عرض مضامين جديدة وغير مستهلكة، كما أنه يبثها بجودة عالية ومن دون فواصل اعلانية كثيرة، كما يحدث في حال المشاهدة على التلفاز او تطبيقات التشغيل الاخرى، ناهيك عن مرونة العرض التي تتاح في مثل هذا النوع من الخدمات؛ فبإمكان الفرد مشاهدة ما يريده وقتما يشاء من دون الارتباط بوقت محدد.

مثالب

ولم يكن مهاجمو ومعارضو استخدام «نتفليكس» بمنأى عن ذلك، حيث أكدوا أن التطبيق ضعيف الرقابة، كغيره من افرازات التكنولوجيا وانفتاح العصر، وعليه فإن الاطفال والمراهقين معرّضون لمضامين لا تناسب اعمارهم، كمقاطع الرعب والمشاهد المخلّة بالادب والذوق وغيرها، إضافة إلى استهلاكه للوقت بشكل كبير، باعتبار المسلسلات التي تعرض عليه متاحة بشكل كامل، حيث يقضى المشاهد ساعات طويلة في متابعة الأفلام، الأمر الذي يؤثر فيه صحيا وجسديا وعقليا، واجتماعيا.

أما المتخصصون النفسييون والاجتماعيون، فيرون أن التدفّق المستمر للعروض الجديدة على Netflix ومواقع بث الفيديو عبر الإنترنت الأخرى يعمل على جذب «المشاهد الشره» من جميع أنحاء العالم، وربما يصرفه عن مهامه اليومية، حيث لم يعد الناس يشاهدون حلقة واحدة فقط من برنامج معيّن كل أسبوع، بل إنهم يشاهدون الآن المسلسلات التلفزيونية والافلام على الإنترنت بطريقة تغيّر طريقة قضاء وقتهم، وتؤثر سلبا في تواصلهم اليومي مع اسرهم، ووظيفتهم ودراستهم.

ويبرر الناس قضاء الوقت في المساء أمام التلفزيون أو الكمبيوتر لأسباب عديدة، منها ان الكثيرين من الناس يريدون تخفيف التوتر من يوم عمل شاق أو مجرد قضاء بعض الوقت أثناء الليل، او الهروب من الواقع لدرجة انهم يفقدون الوقت.

ووفقاً للتقارير، فإن المراهقين والبالغين، وحتى الأطفال، يتأثرون بما يطلق عليه «تأثير Netflix»، ما يؤثر في دراسته أو التأخّر في العمل ويعيق نشاطهم، وبالتالي يؤدي الى زيادة الوزن، والعيش في عزلة اجتماعية.

مشاهدون بالملايين.. وأرباح غير متوقعة

بلغ عدد مشتركي خدمة «نتفليكس» على موقعها أكثر من 70 مليون مشترك ينفقون أكثر من 120 مليون ساعة في مشاهدة محتوى الموقع يوميا، من جميع دول العالم. ووفق موقع CNN، فإن أعداد المشتركين في خدمة Netflix وصلت إلى 125 مليون مشترك منذ مطلع 2019، كما أن أرباحها فاقت توقّعات الكثيرين من الخبراء، حيث بلغت نسبتها %60، زيادة عن الربع الأول من عام 2018، وجاء جزء من نجاح وانتشار هذه الخدمة بسبب تخلّي الناس عن التلفزيون التقليدي، والتوجّه إلى البث الحي المريح، وأسعارها المعتدلة، مقارنة بمنافسيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى