مبالغات في بيانات الإنتاج النفطي الأمريكي
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/08/Untitled-1-36-16.jpg)
مع عودة أسعار النفط أخيراً إلى مستوى 50 دولاراً للبرميل واستعادة بعض التوازن في السوق، فإن القلق لا يزال سائداً بين المستثمرين من هبوط الأسعار مجدداً في العام المقبل، لا سيما بعد انتهاء سريان اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج نهاية الربع الأول من 2018.
ما يبدو للعيان أن مخزونات النفط الأميركية تواصل التراجع، وظهر ذلك في بيانات إدارة معلومات الطاقة الأخيرة، وهبطت مخزونات الخام في الولايات المتحدة 50 مليون برميل من أعلى مستوى سجلته في مارس، ولكن تقريراً نشرته «أويل برايس» تساءل عن احتمالات مبالغة الوكالة الحكومية في القراءات الصادرة.
بوادر إيجابية
ويكمن السبب الأكبر وراء استمرار قلق المستثمرين بشأن السوق في التكهنات بضخ المزيد من الإنتاج النفطي في الأسواق العالمية، خصوصاً من ليبيا ونيجيريا، الأمر الذي يزيد تخمة المعروض.
ورغم ذلك، فإن استمرار التوترات وعدم الاستقرار في ليبيا ونيجيريا ربما يؤثر سلباً في إنتاجهما، وهو ما سيقلص من الإمدادات في الأسواق.
وربما يخيب الإنتاج الأميركي من النفط الصخري التوقعات، حيث بدأ إنتاجه بالفعل في التباطؤ، في الوقت الذي تتراجع فيه شركات كبرى عن أنشطة الإنفاق على الإنتاج والتنقيب.
وفي الأسابيع الأربعة الماضية، أعلن عدد من الشركات عن خفض خطط الإنفاق لديها هذا العام من بينها «كونوكوفيليبس» و«بيونير ناتشرال ريسورسيز».
وجاء هذا التقليص في خفض الإنفاق رداً على هبوط أسعار النفط قرب 400 دولاراً، وهو ما يعني المزيد من الانخفاض في الإنتاج عام 2018.
ونتيجة لذلك، فإن توقعات إدارة معلومات الطاقة بارتفاع الإنتاج الأميركي من الخام إلى 100 ملايين برميل في العام المقبل ربما يكون مبالغاً فيها ومن الصعب الوصول إليها.
مبالغة في البيانات
وأفاد خبراء بأن الأمر لا يتعلق بعدم اليقين حيال كون الإنتاج المستقبلي الأميركي من النفط أقل مما يظن الكثيرون، ولكن أيضاً بشأن ما إذا كانت هناك مبالغة كبيرة بشأن طفرة الخام الصخري في البلاد.
وتبني الأسواق تكهناتها حول الإنتاج الأميركي بناء على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية والتي أظهرت ارتفاعاً حتى يوليو وكانت آخر قراءة قد بلغت 9.43 ملايين برميل يومياً نهاية الشهر.
ولا تتسم جميع هذه البيانات بالدقة دائماً وتخضع بشكل مستمر للمراجعة، وتكون القراءة الأكثر دقة مذكورة في التقرير الشهري للوكالة الحكومية، ولكن المشكلة في وجود فجوة بين القراءتين تنتج عنهما زيادة في الإنتاج النفطي بشكل مبالغ فيه.
على سبيل المثال، كان متوسط الإنتاج الأميركي في مايو 9.1699 ملايين برميل، بينما كانت قراءات الأسابيع الأربعة في الشهر للإنتاج عند 9.314 ملايين، و9.305 ملايين، و9.320 ملايين، و9.342 ملايين.
وتشير تقديرات الوكالة إلى أن أميركا تضخ نفطاً بمتوسط 9.433 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعني تسارع وتيرة الإنتاج منذ مايو، ولكن محللين أكدوا على عدم دقة في البيانات عند النظر إلى عدد بيانات منصات التنقيب التي تظهر انخفاضاً. (ارقام)