«ما هو المجتمع المدني؟» هو عنوان كتيب من اعداد بدر ناصر الحتيتة المطيري، صادر ضمن سلسلة التقارير الاستراتيجية التي يصدرها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، يسلط الضوء على «تعريفات المجتمع المدني الرئيسية في الفكر الأوروبي»، كما يشير عنوانه الفرعي.
يشير الباحث الى ان جذور المفهوم المعاصر لمصطلح المجتمع المدني تمتد– زمانيا ومكانيا– الى دول اوروبا الغربية في القرون: السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادية، اذ بدأت الكتابات التنظيرية الرئيسية في الظهور في انكلترا اولا لتنتقل بعدها الى اسكتلندا ثم المانيا، وكان لتلك الكتابات صداها وتفاعلاتها في كل من فرنسا وايطاليا..
ويبين المطيري ان هذه الدراسة تقتصر على التعريف بالمحطات التأصيلية والتنظيرية الرئيسية لمصطلح المجتمع المدني، التي تصدى لها اكبر منظريه وهما الانكليزيان توماس هوبز وجون لوك، ثم الاسكتلندي آدم فيرغسون، وصولا الى الالمانيين جورج هيغل وفرديناند توينيس. ويضيف ان هذه الدراسة توفر نوعا من الاطار العام والملامح الرئيسية لتعريفات المجتمع المدني عبر الرجوع للمصادر الأساسية، ممهدة الطريق لمن يشاء التوغل والتعمق في دراسة التشعيبات والتفريعات في هذا الموضوع الذي قد يبدو احيانا نوعا من المتاهة النظرية.
ويقول المطيري ان افضل تعريف مختصر اطلعت عليه هو ما صاغه مركز المجتمع المدني في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن، وهو التالي «المجتمع المدني هو مساحة الفعل الجماعي دون اكراه الساعي لتحقيق اهداف ومصالح وقيم مشتركة. وتعتبر الاشكال المؤسسية المجسدة للمجتمع المدني مختلفة ومتمايزة نظريا عن نظيراتها في الدولة والاسرة والسوق او القطاع الخاص. أما واقعيا وفعليا فإن الحدود الفاصلة بين مكونات ومسؤوليات الدولة او الحكومة والمجتمع المدني والأسرة والسوق او القطاع الخاص فتكون عادة معقدة ومتداخلة وقابلة للأخذ والرد. يضم المجتمع المدني في جنباته عادة تشكيلة متنوعة من الميادين والناشطين والأشكال المؤسسية، التي تختلف في درجة رسميتها واستقلالها وفاعليتها. ويحوي المجتمع المدني غالبا منظمات من قبيل الجمعيات الخيرية المشهرة، ومنظمات التنمية غير الحكومية، والجماعات الدينية، والنقابات المهنية، والاتحادات العمالية، ومجموعات العون الذاتي، والحركات الاجتماعية، وروابط وتحالفات رجال الاعمال، وجماعات الضغط».
