«لينكون»… وحكاية الجلد الفاخر
تغمرك الأحاسيس المترفة مع دخولك للمرة الأولى إلى مقصورة سيارتك الفخمة الجديدة، بدءاً من مظهر الجلد المتألق وعبيره الفاخر، مروراً بأزرار التحكم التي تنتظر من يضغط عليها، ووصولاً إلى أسطح الخشب الطبيعي الراقي وملمسه الناعم، حيث ينتابك شعور بأنك جالس في مكان فريد لا يشبه أي مكان آخر. ولكي نتعرف جيداً على طبيعة المواد التي وضعت في متناول اليد داخل المقصورة، يمكننا من خلال إغلاق العينين التركيز في حاسة اللمس، وتمييز الفوارق الدقيقة في أسطح المواد التي تلامسها أيدينا، بفضل حاسة اللمس التي نعتقد أنها عملية بسيطة (وهي تسمّى أيضاً الإدراك عبر اللمس) وتشكل إحدى الحواس الخمس، وهي في الواقع سلسلة معقدة من العمليات التي تشمل الإحساس بالضغط، وتمدد البشرة والشعور بالاهتزاز والحرارة، يتم من خلالها نقل المعلومات عبر الأعصاب الحسية ومن ثم عبر الحبل الشوكي لتصل أخيراً إلى الدماغ. وتتضمن هذه العملية الإدراك اللمسي الذي يمكن وصفه بالاستكشاف الفاعل لمحيطنا عبر اللمس، ولكن لماذا تتعزز حاسة اللمس، وتصبح أكثر قوة عندما نغلق أعيننا؟ الإجابة الواضحة عن هذا السؤال هي بسبب التوقف عن استخدام باقي الحواس، إلا أن النظام الحسي الجسدي (الآلية التي يستخدمها الدماغ لتقييم تجربة اللمس) تختلف عن غيرها من الحواس، إذ تتجمع مستقبلات الحواس في الرأس، في حين تنشر مستقبلات اللمس في أنحاء الجلد، والأنسجة العضلية، لنقل رسائلها عبر الحبل الشوكي. وتشهد الشركة إقبالاً كبيراً على منتجاتها من الجلود، باعتبارها من الأفضل من حيث انخفاض بصمتها الكربونية ومحافظتها على البيئة. ولكن ما الذي تتميز به الجلود المستخدمة في «لينكون» عن غيرها من السيارات المنافسة؟ إن عملية ابتكار الجلد المثالي تكمن في مستوى الدقة والحرفية والوقت المستغرق في هذه العملية، والتي يمكن تقسيمها إلى 13 مرحلة وهي: 1- النقع في ماء الجير: بعد نقع الجلود في ماء الجير، تتم إزالة الشعر والبشرة الخارجية عنها عبر معالجتها بمزيج من محاليل الجير وكبريتيد الصوديوم. 2- الكشط: كشط الجلد لإزالة أي دهون لا تزال عالقة به. 3- الفصل: يفصل الجلد إلى طبقتين، وتستخدم الطبقة السطحية العليا ذات الحبيبات في إنتاج جلود «بريدج أوف وير»، أما الطبقة الداخلية السفلى لأدمة الجلد فتباع لمصنّعين آخرين يستخدمونها لتصنيع جلود الشامواه، أو في الصناعات الغذائية كمصدر للكولاجين. 4- الدباغة: بعد عملية النقع في ماء الجير، يتم نقع الجلود في المحاليل الملحية لجعلها أكثر تجاوباً مع عملية التصنيع، وتدبغ للحفاظ على ألياف الكولاجين داخلها من التحلل، ويمكن إجراء الدباغة بطريقتين، إحداهما باستخدام محلول قابل لإعادة التدوير من أملاح الكروم يعطي جلوداً داكنة طرية، أو باستخدام محاليل نباتية عضوية لإنتاج الجلود الفاتحة الطرية. 5- الاختيار: بعد الدباغة يتم تعريض الجلود لضغط ميكانيكي يعصرها ويخلصها من الماء الزائد، ثم يتم اختيارها وتصنيفها يدوياً حسب مستويات جودة محددة اعتماداً على مستوى ودرجة الخصائص الطبيعية التي تميز أجود أصناف الجلود. 6- الحلاقة: حلاقة الشعر بطريقة ميكانيكية بما يضفي عليها تركيبة متناسقة وموحدة. 7- الصباغة: تتم صباغة الجلد في براميل فولاذية كبيرة، وتضاف مستحضرات زيتية فاخرة لتليين الأنسجة ومنحها مظهرها النهائي الناعم. 8- التجفيف: بعد إضافة مستحضرات الزيوت الطبيعية لتنعيم وتليين الجلد، يتم تجفيفه عبر مده على إطارات كبيرة أو تجفيفه آلياً. 9- تغليف السطح: بعد اكتمال عملية التشذيب، تضاف الصبغة الأولية على سطح الجلود حسب طلب العميل باستخدم ماكينات صبغ أسطوانية الشكل، وتضاف إليها في النهاية طبقات الحماية عبر الرش الآلي. 10- اللمسات النهائية: يتم تصميم تكوينات مختلفة لتحسين شكل الحبيبات على سطح الجلد عبر استخدام بكرات دوارة لضغط النقوش. 11- الصقل والتنعيم: بعد الانتهاء من اللمسات النهائية على السطوح الخارجية للجلد، يتم تنعيمها لعدة ساعات في براميل دوارة. 12- الفحص النهائي: يتم فحص كل قطعة من الجلد بشكل منفرد للتحقق من جودتها، وإذا تمت الموافقة على جودتها، يجري قياسها إلكترونياً تمهيداً لتصنيفها. 13- القص والتقطيع: وهي عملية تتطلب مهارات خاصة، نظراً لأن الجلد مادة طبيعية، ينبغي الحد من هدرها إلى أدنى حد ممكن أثناء القص والتقطيع، مع الحفاظ على جميع الخصائص الطبيعية لكل قطعة يتم إنتاجها. |