المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

ليست كل الدول النفطية.. خليجيــة

خرج الشعب التشادي في أكتوبر 2003. إلى الشوارع مرددين فرحا بلدنا اصبحت نفطية وفي خاطرهم فكرة الدولة الغنية والتصور الاول الذي يتوارد الى اذهانهم المستوى المعيشي لمواطني الدول النفطية وفي مقدمتها الدول الخليجية. حسبما ذكر تقرير لموقع «أرقام».

سرعان ما تبخر الحلم فلا أموال ظهرت على البنية التحتية للبلاد او على المستوى المعيشي للمواطنين بل ساءت الاوضاع والسبب حصول شركات النفط الأجنبية بزعامة «إكسون موبيل» على 90% من موارد القطاع وصادرات النفط بعد ان سيطرت على القطاع بالكامل بسبب افتقار تشاد إلى الخبرة، اضافة الى ضياع باقي الايرادات التي تحصل عليها الحكومة على الصراعات الداخلية.

حلم النفط الضائع

اكتشفت «إكسون موبيل» قبل 20 عاما ما بين 800 مليون إلى مليار برميل من النفط في حوض دوبا جنوب تشاد. لكن بسبب أن الخام التشادي من النوع الثقيل الذي يباع بأسعار منخفضة في السوق الدولية، وافتقار البلاد إلى ساحل على البحر، قتلت تكاليف النقل فكرة الاستفادة من هذه الاحتياطيات.

جاء الحل من البنك الدولي الذي قدم تمويلا بقيمة 3.7 مليارات دولار لبناء خط انابيب طويل الى ساحل الكاميرون بطول 650 كلم في 1999 ليبد التنفيذ والاتفاق مع اكسون موبيل مع الحكومة التشادية على استخراج ونقل الغاز في يونيو 2000.

الثروة للأجانب

وبموجب الاتفاق الدولي كان توزيع ايرادات النفط كالتالي:

٭ تحصل الشركات الاجنبية على 87.5% من ايرادات النفط مقابل الاستخراج والنقل والتصدير مقسمة بين إكسون موبيل 40% وبتروناس الماليزية 35% وشيفرون وتكساكو الـ 25% المتبقية.

٭ تحصل حكومة تشاد على 12.5% من ايرادات النفط ولكنها ليست حرة التصرف فعليها اولا ان تحول معظم تلك الاموال الى سيتي بنك في لندن لانفاقها حسبما يرى البنك الدولي الذي قدم التمويل ووضع شروطا قاسية في عقد القرض مع الحكومة.

كان اتفاق البنك الدولي يضمن انفاق اغلب الايرادات على التعليم والبنية التحتية والصحة ولكن تحت ضغوط سياسية سمح البنك بتعديل الاتفاق في 2005 والسماح لرئيس البلاد إدريس ديبي بشراء الاسلحة بالاموال التي كانت مخصصة للتنمية. وبعد ضغوط وتغيرات ألغى البنك الدولي الاتفاق مع حكومة تشاد لتترك عائدات النفط في يد الحكومة التي لم تنفق سنتا واحدا على التنمية.

إكسون مضيئة وتشاد مظلمة

يسود الظلام الدامس كل المدن التشادية، فمدينة ماندو ثاني اكبر المدن يسودها الظلام و98% من سكانها محرومون من الكهرباء فالطاقة الاجمالية للبلاد تصل الى 20 ميغاوات فقط.

وقريبا من ماندو في منطقة تدعى كومي تظهر من بعيد منشأة عرضها 25 ميلا مضاءة كأنها النهار، بفضل محطتها الكهربائية التي تتمتع بقدرة إجمالية تقدر بنحو 120 ميغاواط وهو مجمع إكسون موبيل. الذي ينتج 6 أضعاف ما تنتجه تشاد من كهرباء.

ظلت «إكسون موبيل» لسنوات تمنع الصحافيين من الاقتراب من المجمع، تجنبا للانتقادات التي قد توجه إليها بسبب فشل حقول منطقة دوبا التي تسيطر عليها في تحقيق تنمية ذات مغزى للشعب التشادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى