المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

ليبيا تحتفل بعيد استقلالها الـ66 في ظل استمرار الانقسام السياسي

 تحتفل ليبيا يوم غد الأحد بعيد استقلالها الـ66، في ظل انقسام سياسي حاد تعيشه البلاد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011م.
وأُعلن استقلال ليبيا في الرابع والعشرين من كانون أول /ديسمبر عام 1951 تحت حكم ادريس السنوسي، أحد زعماء المقاومة للاحتلال الإيطالي، وذلك تتويجا لنضال الليبيين ضد المستعمر الإيطالي الذي بدأ في أكتوبر 1911م، حيث خاض الشعب الليبي ملحمة من الكفاح في سبيل حريته واستقلاله قدم فيها قرابة نصف تعداد سكانه، وعلى رأسهم سيد الشهداء عمر المختار.
وقال إدريس السنوسي في كلمة إعلان الاستقلال: “نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذًا لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949، قد تحقَّق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة”.
وتم تتويج الملك إدريس السنوسي رسميا نزولا عند قرار الجمعية الوطنية الليبية الصادر في 2 ديسمبر 1950، بلقب صاحب الجلالة ملك المملكة الليبية المتحدة.
وليبيا أول دولة في العالم تنال استقلالها عبر الأمم المتحدة، حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21\11\1949 الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952م، وكونت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
وسميت ليبيا باسم المملكة الليبية المتحدة حتى 26 أبريل 1963 حين عُّدل إلى “المملكة الليبية” وذلك بعد إلغاء النظام الاتحادي الذي كان يجمع بين الولايات الليبية الثلاث: طرابلس، برقة وفزان. واستمرت تلك المملكة حتى الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1 سبتمبر 1969 والذي أنهى حكم الملك ادريس الأول وإلغاء الملكية وإنشاء الجمهورية العربية الليبية.
ولليبيا موقع جغرافي استراتيجي، فهي تقع في شمال أفريقيا، يحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال، بساحل يبلغ طوله 1770 كيلو مترًا، ومصر شرقا، والسودان إلى الجنوب الشرقي، وتشاد والنيجر في الجنوب، والجزائر وتونس إلى الغرب. وتقدر مساحتها بنحو مليون وثمانمئة ألف كيلو متر مربع. وهي رابع أكبر دولة مساحة في أفريقيا، وتحتل الرقم 17 كأكبر بلدان العالم مساحة.
ولليبيا موارد اقتصادية ضخمة يأتي النفط والغاز على رأسها، وبعد اكتشافات جديدة ارتفع الاحتياطي الليبي من النفط من 48 مليارًا إلى 74 مليار برميل، وهو أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا. وهناك ثروة معدنية متنوعة بما فيها الذهب، وهناك أيضًا إمكانيات الاستفادة من الطاقة الشمسية التي يمكن تصديرها إلى أوروبا.
وفضلًا عن هذه الإمكانات الاقتصادية، فمن الناحية الاجتماعية والثقافية فإن الشعب الليبي من أكثر الشعوب العربية انسجاما عرقيا ودينيا ومذهبيا، ومع وجود نسبة للأمازيغ تبلغ 3% إلا أنه ليس في ليبيا صراع ثقافي أو احتكاك إثنيّ؛ فاللغة العربية توحِّد الجميع.
وتعد ليبيا من الدول السياحية الحديثة التي لم يسوق لها إعلاميا كوجهة سياحية إلا بشكل بسيط وخجول. فهي تمتلك مجموعة من أكثر المواقع الأثرية الرومانية خارج شبه الجزيرة الإيطالية مثل لبدة، صبراته، قورينا، طلميثة، أبولونيا، يوسبريدس، توكرة وقصر ليبيا.
كما تمتلك واحدة من أكبر الصحاري في العالم والتي تستهوي السواح المولعين برحلات السفاري مثل منطقة بحيرة قبر عون عالية الملوحة بالجنوب الغربي، وفي شرق البلاد توجد محميات طبيعية كمنطقة الجبل الأخضر.
ويتسم مناخ ليبيا بالاعتدال في الربيع والخريف ويكون الصيف حارا والشتاء باردا نسبيا، وهو متنوع يغلب عليه مناخ البحر الأبيض المتوسط وشبه الصحراوي في الشمال الأوسط، والمناخ الصحراوي في الجنوب أي بارد شتاء وحار صيفا ونادر الأمطار، بينما حال الجبل الأخضر يختلف فتجد في فصل الصيف درجة الحرارة لا تتعدى 30 مئوية والشتاء أحيانا تصل لدرجة التجمد مما ينتج عن ذلك سقوط الثلوج في بعض المدن.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن ليبيا كانت مأهولة قديما بقبائل البربر، أما الساحل الغربي فقد قطنه الفينيقيون الذين هاجروا من ساحل المتوسط الغربي بدء من القرن العاشر قبل الميلاد. وفي القرن السادس قبل الميلاد صعد نجم قرطاج كدولة ذات قوة ومكانة على المتوسط، واستمرت قرطاج حتى سقوطها بيد الرومان في القرن الثاني قبل الميلاد.
في القرن الخامس بعد الميلاد أصبحت ليبيا في قبضة الوندال ومن ثم تحت سيطرة البيزنطيين في القرن السادس للميلاد. وفي القرن السابع للميلاد دخلها العرب المسلمون.
ووفق نفس الوثائق التاريخية فإن أهم السلالات التي حكمت ليبيا وحققت عصورا مزدهرة كانت “الأغالبة” في القرن التاسع الميلادي، و”الزيريون” بدء من سنة 972م، وهم من أصول بربرية تابعين للفاطميين.
في عام 1050م، تمرد الزيريون على خلافة الفاطميين ذو المذهب الشيعي في القاهرة ليتبنوا المذهب المالكي، مما أغضب الفاطميين ودفعهم لإرسال قبائل بني هلال للقضاء على بني زيري الصنهاجيين.
في عام 1146م بعد توسعات مملكة صقلية في نابولي وجزيرتي مالطا وغودش وجزيرة كورفو وغزو تونس، قاموا بقيادة جورج الأنطاكي مع أسطول كبير قادم من تراباني باحتلال قلعة طرابلس وساحل المنطقة الغربية بين قلعة طرابلس وتونس، والتي بقيت حتى قرابة نهاية القرن تحت حكم صقلية.
في عام 1510 احتل الأسبان قلعة طرابلس وبقوا على هذا الحال غير متجاوزين أسوار القلعة ومضطرين إلى استجلاب كل حاجياتهم من الخارج بسبب حصارات العرب بين الحين والآخر.
في عام 1531 سلم الأسبان قلعة طرابلس إلى فرسان القديس يوحنا بعد خطاب الأب فيليب فليير دى ليسل آدام لشارل الخامس إمبراطور المملكة الرومانية المقدسة بأن يقتطع للمنظمة جزيرة مالطا وقوزو لتكون مركزاً لهم حتى ينتقلون إلى قاعدة أكثر ملاءمة لهم فوافق الملك شرط أن تتعهد المنظمة بالدفاع عن قلعة طرابلس.
في عام 1551 حاصر العثمانيون بقيادة سنان باشا قلعة طرابلس حصاراً دام 6 أيام حتى استسلم فرسان القديس يوحنا وهكذا بدأت الإدارة العثمانية بإنشاء إيالة طرابلس الغرب (تمييزاً عن إيالة طرابلس الشام) ومركزها قلعة طرابلس. وعقب إصلاحات إدارية عام 1864 استبدلت الإيالة بولاية طرابلس الغرب.
وفي الفترة من 1911 إلى 1943م أصبحت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي. وبموجب شروط معاهدة السلام مع الحلفاء تخلت إيطاليا عن جميع مطالباتها بليبيا، وصار الجيش البريطاني يدير إقليمي طرابلس وبرقة، في حين أدارت فرنسا اقليم فزان.
وفي عام 1944 عاد إدريس السنوسي من المنفى في القاهرة لكنه رفض استئناف الإقامة الدائمة في برقة حتى إزالة بعض جوانب السيطرة الأجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى