![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2019/10/4a3643d7-dce4-4ad1-8600-f2c62f8a0fa2-76.jpg)
تعطي تركيا أهمية كبيرة للتطوّرات في سوريا، التي يبلغ طول حدودها مع تركيا 911 كيلومتراً مربعاً. فأمن تركيا القومي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستقرار في سوريا، ومن جهة أخرى، فإن أنقرة لا تدّخر جهدا لإنهاء المآساة الانسانية.
وقالت عائشة هلال صايان كويتاك، السفيرة التركية لدى الكويت: «نحن ممتنون للمواقف الإنسانية السخية وكل المساعدات التي تقدّمها الكويت للشعب السوري، الذي لجأ إلى تركيا، والتي هي مهمة لتخفيف معاناته».
وفنّدت كويتاك، في مقال ــــ حصلت القبس على نسخة منه ــــ دوافع بلادها لإطلاق عملية «نبع السلام»، وقالت ان تركيا أطلقت العملية لضمان أمن حدودها، من خلال القضاء على العناصر الارهابية.
واضافت: «أريد ان أشاطر الكويتيين بعض الحقائق حول خلفية وإطار العملية، فتركيا ملتزمة محاربة الإرهاب في سوريا، ولديها سجل حافل في هذا الاطار. فهي عانت بشكل كبير من هجمات داعش التي قتلت أكثر من 300 شخص عندما استهدف التنظيم الارهابي مدنيين داخل البلاد».
واشارت السفيرة إلى ان تركيا عضو ملتزم في التحالف العالمي ضد «داعش»، والدولة الوحيدة التي تخوض معارك ضد التنظيم على الأرض، وتمكّنت بمفردها من تحييد أكثر من 4 آلاف إرهابي. كما لفتت إلى ان بلادها قامت بعمليتين لمكافحة الإرهاب (درع الفرات وغصن الزيتون) في شمال غربي سوريا، في اطار حقها في الدفاع عن النفس، مع احترام سلامة ووحدة الأراضي السورية.
ولفتت كويتاك إلى أن تهديد الإرهاب واستهداف الحدود التركية لا يقتصر على «داعش»، بل على حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) – المدرج كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو – والمسؤول عن مقتل 40 ألف شخص في حملته ضد تركيا لأكثر من ثلاثين عاما، مشيرة إلى انه خلال العامين الأخيرين، خاصةً من منطقة شرق نهر الفرات، تعرّضت تركيا لهجمات وأعمال عدائية، قامت بها مجموعات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني ووحدات حماية الشعب، التي ارتكبت هجمات داخل سوريا وضد السوريين.
واضافت السفيرة: «لقد أطلعنا حلفاءنا، خصوصاً الاميركيين على توقّعاتنا وحساسياتنا بشأن تهديد وحدات حماية الشعب، لكن محادثاتنا حول إنشاء منطقة آمنة ظلت غير حاسمة، ولم تفِ الولايات المتحدة بوعودها. في المقابل، لم يعد بإمكان تركيا تحمّل وجود هؤلاء على حدودها، واضطرت إلى تحديد مصيرها من خلال «عملية نبع السلام».
ماذا تريد تركيا؟
ووفق السفيرة كويتاك، تتمثل أهداف العملية في ضمان أمن حدود تركيا وإبعاد الإرهابيين بهدف حماية السوريين. وسيجري تنفيذ العملية على أساس القانون الدولي؛ ووفقا لحق الدفاع عن النفس الوارد في ميثاق الأمم المتحدة، ولن يجري استهداف إلا العناصر الإرهابية ومخابئها وأسلحتها.
واشارت إلى انه جرى إبلاغ الولايات المتحدة والحلفاء الموجودين عسكرياً في المنطقة بالعملية مع ابقاء القنوات العسكرية مفتوحة وفعّالة لمنع أي تصعيد، ملمحة إلى انه جرى ابلاغ المجتمع الدولي بخلفية العملية وأساسها القانوني وأهدافها.
ولفتت السفيرة التركية إلى أن العملية تهدف أيضا إلى تسهيل العودة الآمنة والطوعية للنازحين، بمن فيهم أكثرمن 300 ألف كردي سوري، إلى منطقة آمنة خالية من الإرهاب، حيث تخطط تركيا لاعادة مليونَي سوري، من خلال هذه المنطقة، التي يبلغ طولها 30 كيلومترا، ممتدة من نهر الفرات الى الحدود العراقية، بما في ذلك منبج، وانه ليس لدى تركيا أي خطط على الإطلاق لتعديل البنية الديموغرافية في منطقة العمليات. بل العكس تماما؛ ستسهم جهود تركيا في مكافحة الإرهاب بضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية عن طريق تعطيل مشروع الانفصاليين.
وقالت السفيرة إن مستقبل إرهابيي «داعش» المحتجزين مهم جدا بالنسبة الى بلاها، وان الحل الوحيد هو إعادة جميع الإرهابيين الأجانب إلى أوطانهم.