لقاح الإنفلونزا قد ينقذ حياتك!
المصابون بقصور القلب أكثر عرضة من غيرهم لمضاعفات الإنفلونزا. لكن كشفت دراسة جديدة أن لقاحات الإنفلونزا قد تنعكس بدرجة ملحوظة على متوسط العمر المتوقع.
يعتبر معظم الأطباء والعلماء وخبراء الطب لقاحات الإنفلونزا طريقة آمنة وفاعلة لحماية الناس من الإنفلونزا. يُعطى هذا اللقاح عموماً على شكل حقنة ويحتوي على كميات صغيرة من فيروسات الإنفلونزا المُعطّلة. لا تكون تلك الفيروسات ضارة في هذه الحالة، لكنها تحث الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمحاربتها. بعبارة أخرى، حين يدخل الفيروس إلى الجسم في المرة المقبلة، سيتمكن جسمك من إبداء الاستجابة نفسها سريعاً. لذا توصي “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” الجميع بعد الشهر السادس بتلقي لقاح الإنفلونزا. لكن يكون بعض الأفراد أكثر عرضة للمضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا أو حتى الوفاة، منهم الراشدون في عمر الخامسة والستين وما فوق، والنساء الحوامل، والمصابون بمشاكل صحية مثل أمراض القلب. حللت دراسة جديدة أثر لقاح الإنفلونزا على نسبة نجاة المصابين بقصور القلب. غالباً ما تشمل هذه الفئة من الأفراد أشخاصاً أكبر سناً، ويكون هؤلاء مصابين على الأرجح بمجموعة من المشاكل الصحية الأخرى. بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، قد تطرح الإنفلونزا مشكلة حادة.
تحليل النتائج
حلل باحثون من جامعة “كوبنهاغن” في الدنمارك بيانات مأخوذة من 134048 شخصاً دنماركياً كانوا قد تلقوا تشخيصاً يشير إلى إصابتهم بقصور القلب. جمع الباحثون بيانات من سجلات وطنية متعددة تشمل معلومات حول التشخيصات في المستشفيات والوصفات الطبية وأسباب الوفاة. يحصل كل شخص مولود في الدنمارك على رقم تعريف شخصي، وقد سمح هذا الرقم للباحثين بمتابعة مجموعة محددة من الأشخاص على مر 12 سنة، بين عامَي 2003 و2015. توصّل الباحثون إلى عدد من النتائج البارزة. نُشِر تحليل البيانات حديثاً في مجلة “الدورة الدموية” الصادرة عن “جمعية القلب الأميركية”، وقد كشف في البداية عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتلقون لقاحات الإنفلونزا. في عام 2003، تلقى %16 من المصابين بقصور القلب لقاح الإنفلونزا. وفي عام 2015، ارتفعت هذه النسبة إلى %52. اكتشف الباحثون أيضاً رابطاً بين لقاحات الإنفلونزا وتراجع خطر الوفاة المبكرة بنسبة %18. رُصِد هذا التراجع رغم أخذ عوامل أخرى بالاعتبار، مثل الأدوية والوضع المادي ومشاكل صحية أخرى.
أهمية اللقاحات
أكد البحث أيضاً على أهمية تلقي لقاحات الإنفلونزا بانتظام. تبيّن مثلاً أن أخذ لقاح الإنفلونزا سنوياً بعد تشخيص قصور القلب تزامن مع تراجع خطر الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية أو أي أسباب محتملة أخرى بنسبة %19 مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح. كذلك، أدى تلقي لقاح الإنفلونزا أقل من مرة في السنة إلى تراجع خطر الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة %8ولأسباب أخرى بنسبة %13، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح يوماً. تعلّق آخر عامل رصده الباحثون بتوقيت تلقي لقاح الإنفلونزا. لاحظ فريق البحث تراجعاً في حالات الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية أو لأسباب أخرى حين تلقى الأفراد اللقاح في بداية موسم الإنفلونزا، أي بين شهرَي سبتمبر وأكتوبر، بدل شهرَي نوفمبر وديسمبر مثلاً.
مستقبل قصور القلب
يتوقع العلماء أن يطرح قصور القلب مشكلة متزايدة في السنوات المقبلة، ما يجعل هذه النتائج مهمة بالنسبة إلى البشر الذين باتوا يعيشون اليوم لفترات إضافية. لكن من الناحية السلبية، اكتفى العلماء في هذا البحث بتحليل وضع أفرادٍ شُخّص لديهم قصور القلب حديثاً. يقول المشرف الرئيس على الدراسة، دانيال مودين: “صحيح أن هذا البحث شمل أفراداً شُخّص لديهم قصور القلب حديثاً، لكنّ لقاح الإنفلونزا سيفيد على الأرجح جميع المصابين بقصور القلب. آمل أن تساعد دراستنا الأطباء واختصاصيّي القلب الذين يعتنون بالمصابين بقصور القلب على إدراك مدى أهمية لقاح الإنفلونزا بالنسبة إلى المرضى. يمكن اعتبار لقاح الإنفلونزا علاجاً نموذجياً يوازي الأدوية لمعالجة قصور القلب”