المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

لبنان: «حزب الله» فرض أجندته في الجرود

بعد وصول معركة فجر الجرود ضد تنظيم داعش إلى الكيلو مترات الأخيرة، حيث تتحصّن عناصر التنظيم، أعلنت قيادة الجيش اللبناني بشكل مفاجئ صباح أمس وقفاً لإطلاق النار، وذلك «إفساحاً للمجال أمام المرحلة الأخيرة للمفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين المختطفين». مع العلم أن قيادة الجيش والحكومة اللبنانية كانتا قد أعلنتا أنهما غير معنيتين بالمفاوضات التي تجري بين «حزب الله» والتنظيم، بعدما أعلن أمين عام الحزب حسن نصر الله أنه والنظام السوري يجريان هذه المفاوضات التي تسمح لــ «داعش»، بانتقال آمن إلى معقله في دير الزور.

انتصار وانتظار
وكما تزامنت عمليتا الجيش اللبناني و«حزب الله» على «داعش»، كذلك تزامن وقف إطلاق النار الذي أعلن من قبل الجيش في سلسلة لبنان الشرقية، ومن «حزب الله» والنظام السوري في القلمون الغربي؛ لتبدأ المفاوضات وتنطلق معها سلسلة من التساؤلات قد تحتاج وقتاً طويلاً لتجد إجاباتها. هل تطوى صفحة «داعش» في لبنان بعد أربع سنوات على تغلغله إلى الداخل اللبناني، وذلك بعد معركة لم تستمر أكثر من أسبوع خاضها الجيش في جرود حدوده الشرقية في وقت كان كثير من التحليلات العسكرية تشير الى ان المعركة ستكون طويلة وصعبة؟! وكيف سيوظف الجيش انتصاره في انتظار خروج آخر «داعشي» من الأراضي اللبناني، وقد حظي باحتضان شعبي ورسمي، قل نظيره؟!

«حزب الله» قاد المعركة؟
وبمعزل عن أجواء الانتصار المستحق للجيش، أعرب مصدر عسكري لـ القبس، عن خشيته بأن يكون إصرار «حزب الله» على تأكيد تنسيق عملياتي بينه وبين الجيش، وهو ما جوبه بالنفي مراراً من قيادة الجيش، قد لجأ إلى فرض سياسته التفاوضية، التي بدأها مبكرا مع «داعش» بشأن استرداد أسراه وقتلاه، خاصة بعد اعلان أمينه العام قبل ايام أن الكشف عن مصير العسكريين والسماح بانسحاب مقاتلي «داعش» من لبنان لا يمكن أن يتما الا من خلال التنسيق العلني مع نظام بشار الأسد. لكن السؤال الذي طرحه اللبنانيون غير المنضوين في منظومة «حزب الله» الدعائية هو: لماذا رفض «حزب الله» في السابق ان تفاوض الدولة اللبنانية «داعش» لتحرير العسكريين بذريعة انه لن يسمح بالتفاوض مع إرهابيين ليعود ويفاوض على تحرير أسراه بعد معركة جرود عرسال؟

مسار التفاوض
في تفاصيل العملية التفاوضية بين «حزب الله» والتنظيم الإرهابي، أفادت معلومات عسكرية بأن الحزب توصّل الى اتفاق مع «داعش» على مرحلتين وتم تسهيله من قبل النظام السوري، ويقضي هذا الاتفاق بمرحلته الاولى بأن يقوم «داعش» بتسليم «حزب الله» عددا من جثامين عناصره ممن سقطوا في القلمون الغربي وفي الجرود اللبنانية، إضافة الى تحرير اسير للحزب مع «داعش».
أما المرحلة الثانية، فتتعلق بالكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين بعد أن يقوم أحد عناصر «داعش» بإرشاد «حزب الله» الى مكان تواجدهم، ولكن يترك أمر الإعلان عنه الى قيادة الجيش اللبناني. وبعدها يتم الانتقال الى المرحلة الثالثة، والتي يتم فيها تسلّم «حزب الله» أسيره وخروج مسلحي «داعش» مع عائلاتهم من الجرود اللبنانية والسورية الى منطقة دير الزور في شرق سوريا.
وبعيد ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبدء العملية التفاوضية ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أنّ نظام الأسد وافق على اتفاق بين «حزب الله ـــــ داعش».

مصير العسكريين
وكان أهالي العسكريين المختطفين قد بدأوا بالتوافد الى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت عقب اعلان مدير عام الامن العام عباس إبراهيم ان ملف العسكريين التسعة سيقفل اليوم (أمس)، وهم المجموعة الأخيرة من ثلاثين عسكريا كان جرى اختطافهم من قبل جبهة النصرة و«داعش» في معركة عرسال التي اندلعت في أغسطس 2014، وتم الإفراج عن 16 منهم قبل عامين، في اطار صفقة للتبادل بين جبهة النصرة والأمن العام.
وبعد ساعات من الانتظار حضر اللواء إبراهيم الى خيمة أهالي العسكريين، معلنا انه كان يتمنى «ان ينتهي هذا الملف بطريقة اخرى كالملفات التي سبقته، لكن مشيئة الله تعالى وقدره وتحرير الأرض وكرامة الارض والوطن، تستدعي ان نقدّم دماءنا للوطن»، كاشفاً ان الجيش والامن العام يعملان على استخراج الرفات التي يعتقد أنها للجنود، ولكن لا يمكن تأكيد ذلك حتى صدور نتائج فحوص الحمض النووي، معتبراً أن عدد الرفات 6، متوقعاً أن يصبح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى