المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

لبنان: حرب يومية في الجرود.. والجيش يقصف التلال

تستأثر المرحلة الثانية من تحرير الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا في جرود رأس بعلبك والقاع في البقاع الشمالي على المشهد السياسي والامني العام في لبنان. ومع قصف الجيش اللبناني اليومي تقريبا للجرود، يترقب اللبنانيون بدء المعركة لطرد عناصر «داعش» المتحصنة هناك. وقال الجيش امس انه استهدف مواقع المسلحين بالمدفعية، كما قامت طائرة من نوع «سيسنا» تابعة لسلاح الجو باستهداف مراكز للتنظيم في جرود رأس بعلبك، وقد نفذت غارات على أكثر من موقع.
المعركة التي يجري التحضير لها عسكرياً واعلامياً منذ أيام، أريد لها أن تكون بإمرة الجيش اللبناني دون سواه بعد لغط طال دوره ودور حزب الله في معركة جرود عرسال. وبعدما تناقلت بعض الصحف ان المعركة تأخرت بسبب اجتماعات يعقدها الجيش اللبناني والجيش السوري للتنسيق وتوزيع الأدوار فيما بينهما، كان لافتا ما أعلنته مصادر عسكرية أمس بأن هذه المعركة «لن يتم فيها التنسيق مع جهات في الداخل اللبناني أو الخارج»، في اشارة واضحة الى حزب الله والنظام السوري.
وأمس، أعلنت قيادة الجيش أن «وحدات الجيش واصلت استهداف مراكز تنظيم داعش الإرهابي في جرود رأس بعلبك، براجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة، حيث دمّرت عدداً من التحصينات والآليات، وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين».

حلو: المعركة طويلة
العميد المتقاعد خليل حلو قال في حديث لـ القبس ان الجيش اللبناني مكلفٌ بحماية الحدود ولا ينتظر قراراً أو غطاء سياسياً. ويلفت الى ان معركة جرود القاع ورأس بعلبك التي يخوضها الجيش اللبناني تختلف عن معركة جرود عرسال (اللبنانية) وفليطة (السورية)، التي يعتبرها حلو جزءا من الحرب السورية وهي مرتبطة بالداخل السوري وليس اللبناني فحسب. واذا كان لكل حرب هدفها فإن حزب الله حقق هدفه من معركة جرود عرسال، مشبهاً ما حصل في جرود عرسال بما حصل في الوعر في حمص وبعض مناطق جنوب دمشق، لأن هدف النظام السوري وحلفائه هو تنظيف سوريا الغربية من أي قوى مناهضة لهم.

محوران مختلفان
يشرح حلو انعكاسات هذا «النصر» داخليا وخارجيا. فخارجيا يرى ان جبهة النصرة هي عدو لكل الأطراف المتصارعة في سوريا وعلى مسرح الشرق الأوسط كله، من السعودية مرورا بكل الدول العربية. هناك اجماع على عداء النصرة – القاعدة، ولكن الأطراف التي تحارب النصرة ليست متفقة في ما بينها: هناك محور سوري – إيراني حزب الله جزء منه، ومحور عربي – خليجي – غربي، وهناك تركيا الخارجة عن التحالف والتي غضت النظر في مرحلة معينة عن نشاطات النصرة، لأن هدفها كان إسقاط النظام السوري.
انعكاسات معركة جرود عرسال شرق-اوسطيا إيجابية، اما داخليا فلا يمكن لأي لبناني ان يكون ضد تحرير الأراضي اللبنانية، ولكن الحرص على الوحدة الوطنية وعلى منطق الدولة وسيادتها لا يحتمل اشكالات ولا يجوز ان يشعر فريق من اللبنانيين ان هذه الاحداث تقلقه.
ويتوقع حلو ان تكون معركة الجيش في جرود القاع ورأس بعلبك أكثر شراسة، وان تستغرق وقتاً أطول من معركة حزب الله ضد النصرة في جرود عرسال، بسبب طبيعة المنطقة الوعرة وامتدادها، ولأن «داعش» يقاتل حتى الرمق الأخير ولا يستسلم بسهولة.

سرايا أهل الشام
وبعد انجاز صفقة النصرة – حزب الله يستعد عناصر «سرايا أهل الشام»، احدى الفصائل التابعة للجيش السوري الحر في جرود عرسال، لمغادرة البلدة باتجاه بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي في ريف دمشق، تنفيذا لصفقة بينه وبين حزب الله تقضي بترحيل 250 مقاتلاً و3 آلاف مدني من اللاجئين السوريين إلى الرحيبة، وتسمح للاجئين آخرين بالعودة إلى قرى نزحوا منها في القلمون الغربي، في مرحلة لاحقة.
وأعلنت «سرايا أهل الشام» مماطلة «حزب الله» في تنفيذ الاتفاق، وقال المتحدث باسم الـ «سرايا»، عمر الشيخ، إن «الاتفاق بالانتقال للقلمون الشرقي لا يزال قائمًا، لكن هنالك مماطلة بعملية بدء التنفيذ من الأطراف الأخرى». وحول أسباب المماطلة قال الشيخ إن «الأسباب مجهولة والأمر ضبابي».
وكان امين عام حزب الله حسن نصرالله قد اعلن في خطاب متلفز الجمعة عن رغبة حزب الله في تسليم المواقع التي حررها في الجرود الى الجيش اللبناني، وهذا ما لم يحصل حتى الآن. وكان نصر الله قال إن الهجوم على متشددي «داعش» في المنطقة الحدودية سيبدأ خلال أيام وان الحزب سيشارك مع النظام من الجانب السوري.
إلى ذلك، أوقفت القوى الأمنية اللبنانية شخصا من التابعية السورية لانتمائه الى «داعش»، ونشاطه لمصلحته على وسائل التواصل الاجتماعي وينتقل بموجب بطاقة هوية عراقية مزورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى