لبنان: انتهاء تنفيذ اتفاق الجرود

انتهت فجر اليوم المرحلة الثانية من اتفاق الجرود بين جبهة النصرة وحزب الله بخروج أكثر من 13 ألفاً من مقاتلي جبهة «النصرة» وعائلاتهم والنازحين السوريين إلى ادلب مقابل إطلاق «النصرة» 8 أسرى لـ «حزب الله»، بعد مرحلة اولى انتهت بتبادل جثث بين الطرفين بإشراف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في انتظار جديد ميداني من جرود القاع ورأس بعلبك يحمله الجيش بعد الاحتفال بعيده الثاني والسبعين اليوم.
وبعد تأخير لوجستي، خرجت عشرات الحافلات من مخيّمات وادي حميد والملاهي عبر خط جرود عرسال ثم صعوداً نحو فليطة وطريق دمشق حمص حتى حلب، وسط إجراءات للجيش ومشاركة فاعلة للصليب الأحمر الدولي واللبناني والسوري وإجراءات لوجستية اتّخذها «حزب الله» لتسهيل منعطفات صعبة أمام حافلات المسلّحين للتوجه من جرود عرسال إلى فليطة. في حين انتقل أسرى للحزب كانوا لدى «النصرة» في ريف حلب إلى حلب بطلب من «النصرة»، بعدما كان مكان التسليم في قلعة المضيق.
في معلومات للقبس، فإن أسرى «حزب الله» الخمسة الذين تم التفاوض عليهم قبل اندلاع معركة جرود عرسال وكانوا ورقة في يد أبو مالك التلة، لا يزال طريق عودتهم الى لبنان غير متفق عليه. أما عناصر «حزب الله» الثلاثة الذين أسروا في المعركة، فيسلكون طريق عرسال باتجاه اللبوة، حيث يتسلمهم «حزب الله».
وتحضيرا لترحيلهم إلى إدلب قام عدد من النازحين المدنيين من أهالي القصير ببيع أغراضهم بأسعار زهيدة في عرسال، لأنه ممنوع عليهم حمل أي شيء معهم، حتى أن أحدهم باع دراجته النارية بعشرين الف ليرة لبنانية اي ما يعادل 5 دنانير كويتية.
وبينما كانت الحافلات تقل المسلّحين وعائلاتهم، أفاد الإعلام الحربي عن العثور على وثيقة كتبها أبو مالك التلي بخطّ يده في وادي الخيل جاء فيها «في حال قُتلت.. يتم تشكيل مجلس شورى ومن خلاله يتم تعيين أمير عام للجبهة في القلمون وقيادة قطاع فليطة»، خاتماً رسالته بتوقيعه.
القاع ورأس بعلبك
وعلى خط تحرير جرود السلسلة الشرقية، تتجه الأنظار إلى جرود رأس بعلبك والقاع التي يتحصّن فيها مسلّحو تنظيم داعش، حيث يتوقّع أن يُحدد الجيش اللبناني قريباً ساعة الصفر لبدء معركة تطهيرها. وقال «حزب الله» إنه سيترك التوقيت للجيش وإنه سيخوض المعركة إلى جانبه انطلاقاً من الأراضي السورية في خطة تهدف إلى تطويق التنظيم وإحكام القبضة عليه.
وفي أمر اليوم أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن الجيش رسم الخطوط الحمر، التي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، لأنه تجاوز لمصالح الدولة ومؤسساتها، ولسلامة المواطنين، وحقهم المقدس في العيش الآمن الحر الكريم، مشدداً على أن الجيش هو من يضع الخطوط الحمر أمام كلّ من يحاول زعزعة الأمن والنظام، وضرب المؤسسات، والعبث بالحياة الديموقراطية، روحاً وممارسة. فيما أكدت مصادر عسكرية أنّ «الجيش على أهبة الاستعداد، وفي جهوزيّة كاملة للمعركة ضد «داعش»، ومن يعطي إشارة بدء المعركة هو قائد الجيش فقط».
وكان وزير الشؤون الاجتماعيّة بيار بو عاصي قام بجولة في منطقة الجرود، وأكد أنّه «أراد معايدة الجيش بعيده في مكانه الطبيعي وهو على الحدود اللبنانيّة والقرار السياسي بدعم الجيش موجود». ورفض الاتهامات التي تساق ضد الجيش بأنه يأخذ دور المتفرج مؤكداً «انه المسؤول الوحيد عن الحدود وعن عرسال وأمنها». وفي ما يتعلق بعودة النازحين السوريين قال الوزير القواتي «نحن مع العودة وضد المفاوضة مع النظام السوري».
شبكة إرهابية
في المقابل، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن توقيف شبكة إرهابية تابعة لـ«داعش» شمال البلاد. وقالت المديرية إن شعبة المعلومات أوقفت أربعة مواطنين ينشطون بين مدينة طرابلس ومنطقة الضنية، وضبطت بحوزتهم 13 صاروخاً مذنباً عيار 60 ملم و13 صاعقاً كهربائياً تعمل بواسطتها هذه الصواريخ. وأضاف البيان أنه تم ضبط عدد من الأسلحة والذخائر إلى جانب عدد كبير من أجهزة التواصل اللاسلكية الهاتفية والإلكترونية وحافظات معلومات وشرائح تتضمن خرائط مفصلة لمنطقتي الشمال و«البقاع» شرقاً وغيرها من المناطق.
وأوضح ان الموقوفين اعترفوا بالتواصل مع كوادر مهمة في تنظيم داعش؛ بهدف تنسيق عمل التنظيم داخل لبنان وخارجه من النواحي الأمنية والميدانية واللوجستية والمالية. ولفت البيان إلى أن المشغل الرئيسي للشبكة، وهو أحد الموقوفين، يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، وقد اعترف بمباشرته منذ سنوات بـ«التحضير لتأسيس مشروع جهادي تمهيداً لإقامة فرع لتنظيم داعش في طرابلس اللبنانية».
عبد اللهيان في بيروت
إلى ذلك، وبعد انقطاع استمر أكثر من 77 أشهر، استأنفت إيران حركة موفديها في اتجاه لبنان، حيث زاره المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى حسين أمير عبد اللهيان، وبدأ جولة لقاءات على كبار المسؤولين، فالتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مهنئاً بـ«الانتصارات ضد الإرهاب في عرسال»، مشيراً إلى ان المعادلة التي تتمثل بالوحدة والانسجام ما بين الشعب والجيش والمقاومة هي العنصر الأساسي والحاسم الذي أدى ويؤدي إلى انجاز هذه الانتصارات الكبرى.