المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

لا نكثر الحديث عن موضوع الفساد “الشرعي” في العراق

• بقلم: إياد الإمارة

 

هذا هو مقالي الثالث عن الفساد في العراق خلال يومين فقط، يدفعني للكتابة عن هذا الموضوع حجم الفساد “الشرعي” الذي استشرى في هذا البلد إلى الحد الذي يفوق كل التصورات بلا مبالغة..
فسادنا “الشرعي” في العراق ليس ماليا فحسب بل من كل نوع حتى وصل بنا الحال لأن نخترع مجالات جديدة له غير موجودة في مكان آخر من العالم، تصوروا كم بلغنا من مراحل متقدمة من الفساد لم يرق لها من قبلنا أحد ولن يرقى لها من بعدنا احد مهما بلغ من قوة الشرعية التي يمتلكها..
الحديث عن فسادنا والكشف عن أبطاله الشرعيين يعني إنهيار العملية السياسية في العراق!
جميل جدا واجمل منه اننا جميعا معممين وأفندية في إدارة الدولة ومراكز القرار النافذة نتحدث عن الفساد ودوره التخريبي الذي يفوق دور الارهاب الدموي، ونطالب وتُبح أصواتنا من المطالبة بضرورة مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين لكي يتنعم الشعب العراقي بخيراته، والأمر من هؤلاء لم ينته عن حدود المطالبة فقط بل نرى اكفا ترفع وهي تقرأ مطولات الدعاء من أجل القضاء على الفساد، ولا يتوقف الفساد ولا ينتهي عند حدود بل العكس نراه يتوسع ويتوسع ليشمل كل شيء في كل مكان من هذا الوطن المُبتلى بالفاسدين، ولم نسمع ولم نر ان فاسدا واحدا قد تمت محاسبته ونال جزائه العادل بل العكس مرة أخرى نرى ان الفاسدَ يُكرم وتُثنى له الوسادة ويصبح مسؤولا أعلى وأعلى، وأعلى حتى من مجلس مكافحة الفساد الأعلى بل لعلنا نراه مسؤولا عن مكافحة الفساد في مكان ما..
يُحدثني مسافر عبر احد منافذنا المحكمة أنه قدم الرشوة لأحدهم وهو على سجادة الصلاة ووضعها “الرشوة” تحت السجادة وبعد أن هم بالانصراف “الراشي” طلب منه المرتشي أن يبرئه الذمة؟ لأنه مضطر لذلك ولا ادري إن كانت العملية قد تمت بعد فراغه من صلاته او ان فرضا بقي عليه منها..
“فسادنا الشرعي”
وليعلم القارئ العزيز بأني لا اريد ان اتهم الدين في ذلك، ابدا، ديننا أعف وأنزه من ذلك بكثير، لكني اشير الى أدعياء الدين الذين لا يتجاوز دينهم لقلقة ألسنتهم وأداء حركات صماء ليس لها أي أثر على سلوكهم، هؤلاء الذين هم ابعد ما يكونوا عن دين الله بلحاهم وترديدهم لكلماته تبارك وتعالى وبما يرتدون من زي..
لذا يا أعزائي لا نكثر الحديث عن الفساد والفاسدين وأعتقد “تعرفون ليش”
“عود ليش بلا؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى