لا تهملي عيني طفلك أبداً!
تشعرين أنّ ولدك يعاني أمراً ما في عينيه فهو حتماً ليس على ما يرام.
أخذت أول موعد له عند الطبيب ولكنك متوترة.
إليك بعض النصائح العملية لتتجاوزي هذه الخطوة بنجاح.
لا يمكنك تخيّل جلوس ولدك الصغير في كرسي أسود كبير ليرتدي نظارة غريبة الشكل ويقرأ الأحرف على اللوح، في حين أنه لم يتعلّم الأبجدية بعد؟ لا داعي للهلع.
لا شكّ في أنّ فحص العينين للصغار مختلف عما هو معهود لدى الكبار.
ولكن يمكن القيام بالفحص هذا مهما كان الولد صغيرًا في العمر. ولعلك قادرة على رؤية كل شبرٍ من طفلك خصوصاً أنك تراقبين كل تفصيل فيه ليل نهار فأنت تعرفين موضع كلّ شامة فيه إلا أنك لا تستطيعين قطعاً رؤية ما وراء عينيه.
قد يسهل عليك تمييز صعوبة يعانيها سمعاً أو سيراً ولكن ما من سبيل واضح لديك لتحديد مشاكل تصيب بصره، فهو لن يعرف مثلاً أنّه يرى العالم بعينين مشوشتين قليلاً أو أنّه عاجزٌ عن تمييز الألوان.
غالباً ما ينصح أطباء العيون بإجراء فحص عينيْن للأطفال بدءاً من الثالثة.
ولكن من الممكن إخضاع الولد للفحص المذكور في أيّ سن إذا دعت الحاجة.
لا داعي لأن يكون ولدك قادراً على قراءة الأرقام والأحرف ليحصل على فحصٍ دقيق، بما أنّ الاختصاصيين يستخدمون تقنياتٍ مختلفة لفحص مستوى بصره وصحة عينيه بطريقة غير مباشرة.
قبل قصدك عيادة طبيب العيون، أوضحي لولدك أن فحص العينين لن يسبب له أي ألم يذكر.
أخبريه أنّ الفحص غير مماثل للحقنة التي يتلقاها في عيادة طبيب الأطفال.
كذلك استعيني بتمثيل الأدوار لتوضحي له مراحل الفحص المختلفة. يمكنك مثلاً أثناء اللعب في المنزل، أن تدعيا أنكما تُجريان فحص عينين للعبته المفضلة.
أطلبي منه أن يؤدي دور طبيب العيون وأوضحي أنّ عليه الاقتراب كثيراً من وجه لعبته كي يتمكّن من النظر داخل عينيْها.
زوّديه كذلك بمصباحٍ صغير كي ينجح في رؤية عينَي لعبته بوضوح.
اشرحي له مثلاً أنّه قد يُضطرّ إلى إجراء فحص عينيْن خاص لقرصان.
غطّيا إحدى عينيْ اللعبة بقطعةٍ من قماش وادّعيا أنّها تضع عليها رقعة تماماً مثل القراصنة.
ما يخيف الأولاد الصغار عادةً هو العتمة التي يواجهونها خلال فحص العينين.
أوضحي لولدك الصغير أنّ العتمة الشديدة ضرورية كي يتمكّن الطبيب من فحص عينيه، وأنّه لن يرى ضوء المصباح الصغير الذي ينير غرفته ليلاً أو أنوار الشارع التي تتسلّل من نافذته عندما يحلّ الظلام في المنزل. وطمئنيه ألا داعي للخوف لأنّه سيكون جالساً في حضنك ومحاطاً بذراعيك طوال الوقت.
تمرّنَا أيضاً على الجلوس معاً وعلى جعل اللعبة تتضمن اعتياد المكوث في الظلام بعد إطفاء الأنوار.
وحين يحين موعد التوجه فعلاً إلى عيادة طبيب العيون، اطلبي منه أن يصطحب لعبته المفضلة معه كي تخضع بدورها لفحص عينينها.
أجلسي اللعبة في حضنه فيما يجلس هو في حضنك.
معلومات عمليّة
يستغرق فحص عينَي الولد الصغير عادةً 20 إلى 25 دقيقة، وغالباً ما يسعى الأطباء إلى تحويل الفحص إلى لعبة بحيث يعتقد الولد أنه يلهو بينما يركّز الأطباء على جمع المعلومات التي يحتاجون إليها. كذلك يطرح على الولد أسئلة عن بصره تلائم سنه ويحاولون إبقاء الفحص ممتعاً كي يحظوا بانتباهه باستمرار.
أولاً، يستعمل طبيب العيون مصباحاً صغيراً ليتحقق من أن البؤبؤين متساويا الحجم، ومستديران، ويتفاعلان مع الضوء.
كذلك يحاول الطبيب مع هذه الخطوة تحديد ما إذا كان الولد يعاني قصر البصر أو مده.
يتحقق الأطباء مما يستطيع الولد الصغير رؤيته بكل عين، مستخدمين صوراً يألفها.
فضلاً عن ذلك، يقيّمون قدرة كل عين على رصد وتتبع أغراض يستطيع الولد التعرف إليها بسهولة.
وقد تشمل هذه الأغراض أشياء مختلفة من هاتفك الخلوي إلى لعبة أحضرتها معك لتهدئته أثناء خضوعه للفحص. ويعرض طبيب العيون عليه دوائر ملوّنة بألوان مختلفة تحتوي على أرقام.
ويوضح أطباء العيون أنّ هدف الاختبار التحقّق ممّا إذا كان يستطيع رؤية الألوان بالشكل الصحيح، ويؤكّدون أنّ صبيّاً من كلّ 12 يعاني مشكلةً في تمييز الألوان.
ومن أمتع الاختبارات التي ستفرح ولدك تلك التي تطلب منه مطابقة البطاقات والأشكال، خصوصاً إن كان يهوى لعب المطابقة في المنزل. ويُستخدم الفحص للتحقّق من سلامة بصر ولدك ومدى دقته وحدته، من دون أن يعي ذلك. في نهاية الفحص تلاحظين أن ولدك مرتاح لا بل قضى وقتاً ممتعاً مع الطبيب رغم أنّ التجربة بالنسبة إليك وإليه كانت متوترة نوعاً ما بما أنكما كنتما تجهلان أنّ العملية بالغة السهولة.
موعد الفحص
تحدّد نتائج الفحص موعد زيارة ولدك التالية إلى طبيب العيون.
لكن الأطباء ينصحون عموماً بإخضاع الولد لفحص عينين مرة كل سنتين تقريباً، وتزداد وتيرة الفحوص استناداً إلى حالة عيني ولدك، فقد يرى الطبيب حاجة إلى العودة إلى عيادته مرة كل ستة أو 12 شهراً.